ما زال على النخبة السياسية الأمريكية الإتفاق بشأن تمديد سقف الإقتراض الأمريكي، و إن لم يتمكنوا من التوصل إلى إتفاق بهذا الصدد قبل شهر أغسطس، قد تتخلف الولايات المتحدة عن بعض إلتزاماتها. في ضوء الإضطرابات الناتجة عن إحتمالية تأثير التخلف اليوناني، خلال السنوات الثلاثة القادمة، على الإتحاد الأوروبي و الأسواق العالمية، فإن كارثة دين أمريكي حتى لو كان جزئياً تعتبر أسوء مما يمكن تخيله. الفرق بين الحالتين ، هو إمكانية تفادي الدين الأمريكي في حال إتفق الكونجرس و مجلس الشيوخ على تشريع برفع سقف الإقتراضات الأمريكية.
تضع سياسة حافة الهاوية السياسية التصنيف الإئتماني الأمريكي AAA في خطر، و ذلك وفقاُ لرئيس البنك الإحتياطي الأمريكي "بن برنانكي". التصنيف AAA يعني بأن وكالات التصنيف تنظر إلى سندات الحكومة الأمريكية بأنها على أعلى الدرجات الإستثمارية: و بالتالي يعتقد بأن لها أدنى إحتمالية تخلف من أي سندات. حذر "برنانكي" بأن أي تأخير من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في الإيفاء في تسديد الديون المجدولة، سوف يؤدي إلى الفوضى في الأسواق المالية العالمية، و قد يضر بوضعية الدولار الأمريكي بوصفه عملة الإحتياط الرئيسية في العالم.
إن لم يتم التعامل مع هذا الأمر عن طريق المشرعون الأمريكيون (و من المؤكد أنه سوف يتم الوصول إلى حلٍ وسط)، و إن إلتزمت وكالات التصنيف بتهديدها المتعلق بخفض مستوى التصنيف الإئتماني الأمريكي، فإن هذا سوف يخلق شكوك أساسية بشأن الجدارة الإئتمانية الأمريكية، مما قد يؤدي إلى رفع تكلفة الإقتراضات الأمريكية المستقبلية.
إذا وافق المشرعون على رفع سقف الإقتراضات بمقدار 2.5تريليون دولار، سوف تتمكن الحكومة من العمل حتى بداية 2013. و لن ينسى أحد أن العام 2012 هو عام إنتخابات رئاسية.