كانت أستراليا هي الدولة الوحيدة التي لم تمر بحالة من الركود الإقتصادي خلال الأزمة المالية العالمية السابقة. إلا أن النتائج التي نشرت حديثاً عن الربع الأول لهذا العام تظهر إنكماش الإقتصاد الأسترالي بنسبة 12%.أستراليا دولة غنية بالموارد الطبيعية، و الطلب على الصادرات من الإقتصاديات الناشئة مثل الصين و الهند كان مسؤولاً عن نسبة كبيرة من نمو هذه الدولة. إلا أن أستراليا تعرضت إلى إعصار مدمر و فيضانات ك
بيرة مع بداية هذا العام، حيث تقول الحكومة بأن هذا الأمر يتحمل مسؤولية جزئية عن هذا الإنكماش الإقتصادي. كانت كلٍ من ولاية "كوينزلاند" و ولاية "أستراليا الغربية" هي الأكثر تضرراً بهذه الكوارث الطبيعية، و كلاهما تعتبران من الولايات المهمة من حيث الموارد الطبيعية. من الجدير بالذكر أن الإنكماش الذي طرأ على الإقتصادي الأسترالي خلال الربع الأخير يعتبر الأسوء في السنوات العشرين الماضية.
بالإضافة إلى أن أستراليا معرضة إلى ضعف الطلب في أسواق صادراتها حيث يتباطئ النمو. لم يكن الإنخفاض في الإقتصاد الأسترالي بالسوء الذي كان يتوقعه بعض المحللين، في الواقع، إرتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.6% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى مستوى 1.0723، حيث يبدو أن المستثمرين يرون بأن الكوارث الإقتصادية أحداث عارضة على الإقتصاد الأسترالي، و أن التوقعات المستقبلية الأسترالية ما تزال قوية.
لم يتم إستيعاب تأثير هذه الكوارث على صناعة التنجيم بشكل كامل بعد، و عندما يعود هذا القطاع إلى المستويات الإنتاجية السائدة قبل الفياضانات، و بعد أن تنتهي عمليات إصلاح و إعادة بناء الأضرار الناتجة عن الإعصار و الفياضانات، يتوقع أن يعود النمو الإقتصادي الأسترالي إلى مساره الصحيح.
تعتبر أستراليا من المصدرين الرئيسيين للفحم في العالم، و من المتوقع أن يرتفع الطلب على هذا المنتج، خصوصاً بعد قيام بعض الدول، مثل ألمانيا، بإتخاذ قرارات سياسية للإبتعاد عن إنتاج الطاقة النووية، نتيجة لكوارث المفاعلات النووية اليابانية.