يطل علينا يوم ينقصه عنصر التشويق مع غياب الولايات المتحدة عن الاسواق محتفلة بعيد الشكر فاحجام التداول منخفضة جدا منذ الصباح متأثرة بشح البيانات الاقتصادية, ولكن الاضواء لا تزال مسلطة على أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو التي وقعت كلا من ايرلندا و اليونان ضحيتها.
تتسلط الاضواء في الوقت الراهن على ايرلندا التي حصلت خلال الايام القليلة الماضية على موافقة خطة إنقاذ من الاتحاد الاوروبي و صندوق النقد الدولي و يقدر المحللين قيمة الخطة بما يقارب 80-90 بليون يورو , و الخوف الاكبر المسيطر على المستثمرين هو انتشار العدوى لاقتصاديات أوروبية ضعيفة مثل اسبانيا و البرتفال التي يواجهان مشاكل مالية كبيرة في تمويل الديون.
لم يتم تحديد مبلغ خطة الانقاذ على الفور، الا ان التوقعات تدور أن المساعدة لايرلندا تبلغ قيمتها بين 80 و90 مليار يورو, و من المقرر أن يتم الاتفاق على المبلغ والشروط خلال الايام القليلة القادمة, يرى العديد من المحللين إن المساعدة التي ستحصل عليها دبلن ستقارب تلك التي استفادت منها اليونان في أيار الماضي. وحصلت اثينا حينذاك على تعهد بالحصول على قرض بقيمة 110 مليار يورو على ثلاث سنوات لمساعدتها على مواجهة استحقاقاتها المالية.
أدلى وزير المالية الايرلندي براين لينهان أمس بخطة تخفيض الانفاق العام خلال الاربعة أعوام القادمة, تتضمن الخطة تخفيض تكاليف الرعاية الاجتماعية بقيمة 800 مليون يورو ضمن خطوات لتقليص العجز في الميزانية العامة بنسبة 3% من الناتج المحلي الاجمالي بحلول عام 2014 و بنسبة 12% خلال العام الحالي , بعد أن بلغت تكلفة انقاذ القطاع المصرفي خلال العام الحالي متضمنة العجز في الميزانية 32% من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد.
ضمن الحديث عن ايرلندا ,قررت مؤسسة ستاندر اند بور تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية الايرلندية بخطواتين مع توقعات مستقبلية متشائمة بعد ان قامت الحكومة بطلب خطة انقاذ من الاتحاد الاوروبي و صندوق النقد الدولي لمنع القطاع المصرفي في البلاد من الانهيار .
تم تخفيض الديون السيادية طويلة الامد إلى مستويات A من -AA أما عن القروض قصيرة الامد فلقد تم تخفيضها إلى A-1 من A-1+ , مع هذه التخفيضات لا تزال التصنيفات الائتمانية للديون طويلة الامد أعلى خمس خطوات من التصنيف المعدم للديون السيادية.
تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال الاسبوع الحالي دون مستويات 1.3400 لأول مرة منذ شهرين فالمستثمرين يسيطر عليهم الخوف من تكرار ما حصل لايرلندا و اليونان لبقية اقتصاديات منطقة اليورو التي تعاني ارتفاعا مطرد في تكلفة التامين على مخاطر عدم القدرة على سداد ديونها السيادية