التعريف
الخلية الاقتصادية الأولى هي المستهلك , وهو نفسه محفّز الإنتاج . الاستهلاك يرفع الإنتاج و الإنتاج يرفع عدد الموظفين وبالتالي فإن ذلك ينعكس بتأثير مزدوج على الناتج المحلي الإجمالي . إن انخفاض مستوى البطالة يشير إلى إن الاقتصاد في حالة جيدة بينما ارتفاعها يشير إلى إن الاقتصاد يسير بخطى متراجعة .
لكل دولة مستوى بطالة مختلف عن الأخرى , لا يمكن أن نقارن مستوى البطالة في أوروبا مع مستوى البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية عندما نقوم بدراسة مستوى البطالة في أوروبا , بل إن الدراسة تقوم على مراقبة التغير في مستويات البطالة نفسها لكن لا بد من الاعتراف بأنه كلما انخفض مستوى البطالة كان ذلك أفضل لتقييم الاقتصاد .
إن العمر المناسب للعمل هو أعلى من 15 عاما ً في أوروبا , وبهذا فإن البيان الاقتصادي يمثّل عدد العاملين مقسوما ً على كامل القوى القارة على العمل في القارة الأوروبية .
التأثير العام
مستوى البطالة هو تقييم حقيقي لوضع الاقتصاد وكفاءته . فقد نشهد أحيانا ً نموا ً اقتصاديا ً يظهر على الناتج المحلي الإجمالي لكن قد يكون هذا النمو في الناتج المحلي الإجمالي ليس بسبب كفاءة اقتصادية حقيقية بل بسبب أحد أنواع الدعم للمستهلك أو عن طريق فرق الصادرات عن الواردات الكبير , من هنا تنبع أهمية مراقبة هذا البيان الاقتصادي بالرغم من كونه مؤشر متأخر يشير عن تحسن أو تدهور الاقتصاد خلال فترة سابقة .
يتم إصدار هذا التقرير بشكل شهري ويكون البيان الاقتصادي يشير إلى مستوى البطالة دون الارتباط بزمن بل يقيس مقدار هذا المستوى من البطالة . بعد ذلك يقوم المحللون بمقارنة مستويات البطالة الحالية مع السابقة لتقرير اتجاه الاقتصاد بين نمو أو تباطؤ أو حتى دخول في الانكماش والركود . من هنا نرى بأن هذا البيان الاقتصادي مهم جدا ً بالرغم من كونه بيان اقتصادي متأخر وذلك لأنه يعكس حقيقة وضع الاقتصاد بأقرب صورة ممكنة .
إن ارتفاع مستويات البطالة تشير إلى إن الإنتاج قد انخفض , والإنتاج لا ينخفض إلا بانخفاض الطلب و هذه الانعكاسات على الناتج المحلي الإجمالي تكون سلبية جدا ً ومزدوجة . من هنا ارتفاع مستوى البطالة يكون سيئا ً على كل من سعر صرف اليورو و أسواق الأسهم الأوروبية عامة ً فالعلاقة عكسية ما بينهما وبين التغير في البطالة وليس نفس مستوى البطالة , بمعنى آخر التغّير كعدد نقاط في المائة وليس كقيمة مطلقة كأن نقول مستوى البطالة في أوروبا 7.5% فهي لا تعني شيئا ً إذا لم نكمل بقولنا ارتفعت من كذا أو انخفضت من مستوى كذا .
من جهة أخرى يجب أن نعلم بان استمرار ارتفاع مستويات البطالة يشير إلى احتمال دخول الاقتصاد في التباطؤ أو الانكماش أو حتى وصولا ً للركود . من هنا ارتفاع مستويات البطالة واستقرارها في مستويات مرتفعة لفترة زمنية تزيد عن 3 أشهر تجعلنا نتوقع إن البنك المركزي سوف يقوم بتخفيض سعر الفائدة ليس بسبب مستوى البطالة بل بسبب التوقعات أصبحت تشير إلى إن النمو سوف ينخفض في الاقتصاد ومرآتنا كانت مستويات البطالة في الاقتصاد الأوروبي .
أما من ناحية التضخم , فانخفاض البطالة يعني مزيدا ً من الدخل في المجتمع ومنه مزيد من النقد المتداول منعكسا ً على القدرة الشرائية والطلب مسببا ً ارتفاعا ً في مستويات التضخم . لكن يجب أن نضيف متوسط الأجور في الساعة حتى تكتمل لدينا صورة التضخم المتوقعة إذ إنه من الممكن أن تنخفض البطالة لكن يهبط معها متوسط الأجور وهذا لا يرفع التضخم بل على العكس قد يخفّضه !
أفضل سيناريو
سيكون أفضل سيناريو إذا جاء بقيت معدلات البطالة مستقرة عند المستويات السابقة مما سيدل على بداية لتجاوب الاقتصاد الأوروبي مع مساعي الحكومة لدعم مستويات النمو، و هذا بدوره سيدعم مستويات الإنفاق و الاستهلاك المرتبطة بشكل أساسي بمستويات النمو .
أسوأ سيناريو
سيكون أسوا إذا ارتفعت معدلات البطالة بوتيرة أكبر من التوقعات لتعكس ضعف سوق العمل الأوروبي المتأثر بقيام الشركات بتقليص الموظفين لتخفيض التكاليف بعد ما سببته الأزمة الائتمانية الأسوا منذ الثلاثينات، و هذا بدوره سيزيد من حاجة الأقتصاد لمزيد من الوقت لكي يتحقق التعافي التام من مرحلة الركود الاقتصادي .