المستوى السابق -16 / المستوى المتوقع -15
التعريف
يعتبر المستهلك الخلية الأولى في الاقتصاد الأوروبي , الاستهلاك هو المحرك الأساسي و الأول للناتج المحلي الإجمالي ومنه نشهد تحسنا ً اقتصاديا ً أو تراجع . ثقة المستهلك تنبع من توقعاته بان الوضع الجيد سوف يدوم أو سوف يتحسن الوضع الراهن وهذا ينعكس من الدخل الشخصي و ملائمته لظروف المستهلك و الأسعار لكن من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار بان ثقة المستهلك تنبع من ما يسمى بإعادة التزويد النقدي أي أن يكون المستهلك متأكدا ً بأنه سوف يحصل على مبالغ مالية خلال فترة زمنية معينة وهذا ما يجعله يستهلك الآن ائتمانيا ً أو في الشراء الآني .
التأثير العام
كما أشرنا فإن الإنفاق هو أهم أجزاء الناتج المحلي الإجمالي الذي يأخذ منها المستهلك نصيب الأسد , و مع ارتفاع الثقة يقبل المستهلك على الاستهلاك ويتجه من استهلاك السلع الأساسية ليضم لها السلع الكمالية من ثم المعمّرة وهذا ما يرفع الإنفاق ويرفع الإنتاج مؤثرا ً على كل أجزاء الناتج المحلي الإجمالي باستثناء الإنفاق الحكومي , فحتى الميزان التجاري يتأثر في ثقة المستهلك لكن التأثير يكون سلبيا ً على الميزان التجاري إلا إن هذا التأثير السلبي على الميزان التجاري يقابله تأثير إيجابي مضاعف من جهات أخرى مثل الإنتاج والمخزون وغيره .
ارتفاع ثقة المستهلك توحي بان الاقتصاد سوف يتحسن أو أن يستمر في وضعه الحالي الجيد بنما الانخفاض في ثقة المستهلك تعطي توقعا ً بان المستهلك سوف يغيّر عاداته الاستهلاكية تاركا ً السلع المعمّرة و ربما جزءا ً من الكمالية ليكتفي الأساسية أو قد يصل الأمر من السوء إلى تخفيض استهلاك السلع الأساسية ما أمكن وهذه دلالة على إن الاقتصاد يتراجع بحدّة .
من جهة التضخم , ارتفاع مستوى ثقة المستهلك قد ترفع مستويات التضخم ( لكن ليس بالضرورة ) لكن انخفاض الثقة الاستهلاكية تنعكس ( بالضرورة ) على مستويات التضخم .
من هنا نرى بان كل من سعر صرف اليورو و كذلك أسواق الأسهم تتأثر في هذه البيانات تأثرا ً طرديا ً لكن أسواق الأسهم قد تكون هي الأكثر تأثرا ً إذ إن ارتفاع ثقة المستهلك تعني مزيدا ً من الطلب على السلع وهذا يعطي مزيدا ً الاستثمارات في الشركات من خلال أسواق رأس المال
أفضل سيناريو
سيكون أفضل سيناريو إذا تحسنت مستويات الثقة بأفضل من التوقعات لتعكس بداية تجاوب الاقتصاد الأوربي مع مساعي البنك المركزي الأوروبي و الحكومة بدعم مستويات الثقة التي تعد حجر الأساس بالدورة الأقتصادي لانعكاس أثرها بشكل مباشر على مستويات الإنفاق الاستهلاكي
أسوأ سيناريو
سيكون أسوا سيناريو إذا تراجعت مستويات الثقة بشكل أسوا من القراءة السابقة يعكس تأثر المنطقة بارتفاع معدلات البطالة لمستويات حرجة عند 10.0% و هذا بدوره سينعكس سلبا على مستويات الطلب و الاستهلاك و سيمحي الأنجازات التي حققتها المنطقة خلال الفترة الماضية.