لعملات الأجنبية هو تحقيق المتداول ربح. وهي شكل من أشكال المضاربة الذي يتضمن شراء وبيع الأصول في وقت قصير نسبيًا. حيث تختلف تلك التداولات عن الاستثمار بعيد المدى والتي يمكن أن نجده في استثمار في سوق الأسهم او السندات المستحقة لآجال بعيدة. نستعرض في هذا التقرير مميزات ومخاطر التداول أو المضاربة على قيمة العملات الرقمية والعملات الورقية. حيث نستهدف بيان أهم العناصر المشتركة والخصائص المختلفة بين هذه الأصلين لاختيار الأنسب بينهم لك كمتداول.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
الأصول المتداول للفوركس والكريبتو
تداول العملات الأجنبية "الفوركس" من أقدم عمليات التداول في التاريخ، يتم إصدارها من قبل البنوك المركزية بقدر محدد. حيث كانت تتم ما بين الدول لأغراض مثل التبادل التجاري، وذلك بخلاف هيمنة عملة بلد ما على الاقتصاد العالمي لفترة من الفترات فتصبح عنصر رئيسي في تداول العملات مثل الدولار في وقتنا الحاضر. اما ابرز العملات التي يتم تداولها في الفوركس هي الدولار، واليورو، والجنيه الإسترليني، والين الياباني، الدولار الأسترالي، ونظيره النيوزلندي بالإضافة لعملات الأسواق الناشئة مثل الراند الجنوب افريقي والليرة التركية.
بينما تضمن تداول العملات المشفرة شراء وبيع العملات الرقمية أو الافتراضية، مثل البيتكوين والإيثريوم والليتكوين. وهي عملات لامركزية (لا تخضع لسيطرة) الكثير منها يصدر دون حد أقصى.
حجم السوق والسيولة
سوق تداول العملات الأجنبية والمعروف باسم (الفوركس) هو السوق الأكبر والأكثر سيولة في العالم، يبلغ حجم التداول اليومي أكثر من 6 تريليون دولار أمريكي، وذلك حسب احدث البيانات الصادرة من بنك التسويات الدولية (BIS) والذي يتم تحديثه كل ثلاث سنوات. وهو ما يعكس حجم السيولة الكبيرة التي تتمتع بها تجارة العملات الأجنبية، فهو يمكن المتداولين من التداول الخروج والدخول من السوق بسهولة كبيرة.
لا يقارن ذلك بحجم سوق العملات المشفرة الأصغر بكثير وأقل سيولة، نظرًا لأنه سوق احدث بكثير فعمره الفعلي لا يتعدى الخمس عشر عامًا. يبلغ إجمالي القيمة السوقية حوالي 3 تريليون دولار، الأمر الذي يعكس قله السبولة لذا قد يواجه متداولي العملات المشفرة انزلاقات سعرية متكررة.
التقلبات والمخاطر لسوق الفوركس والعملات المشفرة
تتميز التداولات في سوق العملات المشفرة بكونها من أكثر الأسواق تقلبًا ليس مقارنة بسوق العملات الأجنبية فقط، لكن مقارنة بأغلب الأسواق الأخرى. بناء عليه تشهد أسعار تلك العملات تغييرات كبيرة، وفي اطر زمنية صغيرة. وهو سلاح ذو حدين فبينما يمكن أن تتسبب تلك التقلبات في تحقيق مستويات من الربح الكبيرة، يمكن ايضاً يتسبب في خسارة كبيرة.
الامر نفسه نجده في سوق الفوركس لكن بدرجة اقل نظرًا لان حجم السيولة أكبر، بالإضافة إلى أن تحرك العملات الورقية يخضع لقواعد السياسة النقدية. لكن في نفس الوقت، يجب الا نتجاهل استغلال الرافعة المالية في تداول الفوركس والتي قد تلعب بنفس الدور في تحقيق أرباح كبيرة او خسائر فادحة.
نجد من أبرز أمثلة التقلب الكبير ما تعرضت له العملة المشفرة الأولى عالميًا وهي البيتكوين من تقلبات عنيفة مثل تراجعها من أعلى مستوياتها على الاطلاق خلال نهاية 2021 عند مستويات 68 الف دولار حتى 16 الف دولار في بداية العام الجاري.
التنظيم والأمن لسوق الفوركس وسوق الكريبتو
سوق الفوركس من أقدم الأسواق العالمية، بالنسبة لمتداولي التجزئة يتم تنظيم تلك التداولات عن طريق شركات الوساطة والتي تخضع لقواعد وقوانين تفرضها الهيئات التنظيمية التابع لها شركات الوساطة. علمًا اننا نتحدث عن شركات الوساطة الموثوقة. بشكل عام تتعدد الجهات القضائية المنظمة لعمل تلك الشركات حول العالم، خاصة في استراليا، وقبرص، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعمل على ضمان ممارسات تداول عادلة وشفافة وحماية المستثمرين من الاحتيال والتلاعب.
على الجانب الاخر، سوق العملات المشفرة غير منظم ولامركزي إلى حد كبير، حيث تتناقش السلطات التشريعية والبنوك المركزية حول العالم حتى يومنا هذا في الطريقة المثلي لتنظيم تلك التعاملات. حيث تخضع اغلب تداولات العملات المشفرة لقدر أقل من التنظيم والرقابة، الامر الذي عرض الكثير من متعاملي العملات المشفرة لحالات نصب متعددة كان أبرزها اعلان افلاس منصة إف تي إكس في وقت سابق من العام الجاري. بالإضافة لتعرضهم لمخاطر، مثل القرصنة والسرقة والاحتيال والهجمات الإلكترونية.
تكاليف ورسوم التداول
نتيجة التنافس الكبير ما بين شركات الوساطة في مجال تداول العملات الأجنبية، والتي تفرض على الشركات المتنافسة خفض تكاليف ورسوم التداول من اجل جذب المزيد من العملاء. في بعض الأحيان يوفر الوسطاء فروق سعرية منخفضة جداً. بينما على العكس تتسبب التقلبات الكبيرة في فرض رسوم أكبر من العملات العادية كما تختلف تلك الرسوم حسب تقنية البلوكتشين المستخدمة.
ساعات التداول
في هذا الإطار يتفوق التداول في العملات المشفرة على تداول العملات الأجنبية، حيث إن تداول الفوركس متاح حسب مواعيد البنوك حول العالم، فهو مفتوح من بداية يوم الاثنين، حتى نهاية يوم الجمعة على مدار اليوم. فتداول العملات محكوم بمواعيد عمل المؤسسات والحكومات الرسمية.
على الجانب الاخر، يتاح تداول العملات المشفرة على مدار سبع أيام في الأسبوع من خلال منصات التداول مثل بينانس وغيرها، بالإضافة إلى ذلك توفر الكثير من شركات الوساطة العاملة في الفوركس والتي تتيح تداول العملات المشفرة تداول العملات المشفرة المتاحة عبر منصتها خلال يومي السبت والأحد.
ماذا أفضل تداول الفوركس أم الكريبتو؟
تختلف الأفضلية ما بين تداول العملات المشفرة أو تداول العملات الأجنبية حسب الأهداف الاستثمارية، طريقة التداول، وسائل التمويل المتاحة، وحتى مدى تفرغ المتداول نفسه. كما يلعب التنظيم والأمان دور في تحديد افضلية أي من تلك الأصول للتداول. فإذا كنت تبحث عن استثمار عالي المخاطر وعالي المكافأة، فقد يكون تداول العملات المشفرة خيارًا جيدًا بالنسبة لك. ومع ذلك، إذا كنت تبحث عن استثمار أكثر استقرارًا ويمكن التنبؤ به، فقد يكون تداول العملات الأجنبية خيارًا أفضل.
الملخص
يمكن مقارنة تداول العملات الأجنبية، بتداول العملات المشفرة من حيث عدة عناصر تظهر أبرز نقاط الاختلاف ما بين تداول هذه الأصول. فالعملات العادية تصدر من مؤسسات الدولة الرسمية (البنوك المركزية) فهي خاضعة لسلطة مركزية يتم اصدراها بقدر محدد لأغراض السياسة النقدية والعوامل الاقتصادية مثل التضخم. على العكس فالعملات المشفرة لامركزية، لا تخضع لسلطة حكومة أو بنك مركزي، الأمر الذي يوسع من مخاطر التعامل بها. على الجانب الاخر تخضع شركات الوساطة العاملة في مجال الفوركس لجهات تنظيمية مقسمة لولايات قضائية حول العالم.
يتم تداول العملات المشفرة من خلال منصات تداول خاصة وبالتالي فتداول العملات المشفرة متاح في أي مكان في العالم، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. على عكس تداول الفوركس والذي لا يتم تداوله خلال عطلة الأسواق يومي السبت والأحد من كل أسبوع.