يعتبر التحليل الفني هو أحد وأهم أدوات المتداولين في أسواق المال للتداول علي منتج أو سلعة ما، حيث يمكن من خلال دراسة علم التحليل الفني معرفة وتوقع الحركة المستقبلية لتلك السلعة أو المنتج، وبالتالي التحرك جيداً مع تلك التوقعات لتحقيق المكاسب المادية، ومن الجدير بالذكر أن، التحليل الفني يوجد به العديد من المدارس المختلفة، والتي تعتمد علي معطيات ما لاستخدامها في تحليل حركة الأسعار وبالتالي توقع التحركات القادمة، ومن بين تلك المدراس ما يعرف بتداول النطاقات، وفيما يلي سوف نقوم بإلقاء نظرة فنية وشرح ماهيه تلك المدرسة وكيفية الاستفادة منها في التحليل والتداول.
ما هو نطاق التداول؟
يحدث ما يعرف بنطاق التداول عندما يتم تداول ورقة مالية ما أو سلعة ما بين أسعار ثابتة ارتفاعا وانخفاضا، وذلك لفترة زمنية ما. وغالبًا ما يمثل المستوى العلوي من نطاق تداول الأوراق المالية مقاومة سعرية، في حين أن المستوي السفلي من نطاق التداول يمثل عادة دعمًا للأسعار.
ألية تكون نطاقات التداول
تتشكل نطاقات التداول عادةً عندما يتحرك سعر المنتج المالي أو السهم، في مستويات ثابتة صعوداً وهبوطاً، وذلك لعدم وجود سيطرة من أي من القوة البيعية أو الشرائية، أو لوجود حيرة بين المتداولين بشأن ذلك المنتج أو السهم، فكلما يصعد السهم الي مستويات محددة يجد القوة البيعية تتدخل بقوة، وتعمل علي خفض الأسعار مرة أخرى، والعكس صحيح، فعندما ينخفض السعر الي مستويات محددة، تتدخل القوة الشرائية عند تلك المستويات وتعمل علي رفع الأسعار ثانياً، لتشكل بذلك المستويات العليا، مستويات مقاومة أو مناطق عرض قوية، وتمثل المستويات المنخفضة نقاط دعم أو ما يعرف بمناطق الطلب.
مما يجعل السهم يظل يتداول في تذبذبات صعوداً وهبوطاً بين مستويات ثابتة محددة، لفترة زمنية ما، الي أن تستطيع احدى القوة الشرائية أو البيعية السيطرة على التداولات وتعمل على أما كسر الدعم، أو اختراق المقاومة، عندما يخترق السهم او المنتج المالي أو ينخفض عن نطاق تداوله، فهذا يعني عادةً وجود زخم (إيجابي أو سلبي). ويحدث الاختراق لسعر الورقة المالية فوق نطاق التداول، ويحدث انهيار عندما ينخفض السعر إلى ما دون نطاق التداول. عادةً ما تكون الاختراقات والانهيارات أكثر موثوقية عندما تكون مصحوبة بحجم تداول كبير، مما يشير إلى مشاركة واسعة من المتداولين والمستثمرين.
ينظر العديد من المستثمرين إلى مدة نطاق التداول. وغالبًا ما تتبع حركات الاتجاه الكبيرة فترات طويلة المدى في نطاق التداول ذاته، ويستخدم المتداولون اليوميون نطاق التداول في النصف الأول من جلسة التداول كنقطة مرجعية لاستراتيجياتهم اليومية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم المتداول بشراء سهم ما، إذا اخترق نطاق تداوله الافتتاحي الأعلى.
كيفية استخدام نطاق التداول
التداول ضمن النطاق هو استراتيجية تداول تسعى إلى التعرف على الأسهم المتداولة في القنوات السعرية والاستفادة منها. بعد العثور على مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية وربطها بخطوط الاتجاه الأفقية، ويمكن للمتداول شراء ورقة مالية عند الدعم السفلي، وبيعه عند المقاومة عند الخط العلوي.
الدعم والمقاومة: إذا كانت الأوراق المالية في نطاق تداول ثابت، فيمكن للمتداولين الشراء عندما يقترب السعر من الدعم والبيع عندما يصل إلى المقاومة. يمكن استخدام المؤشرات الفنية، مثل مؤشر القوة النسبية، ومؤشر التذبذب، لتأكيد التشبع في الشراء والبيع، ويلجا البعض الأخر الي استخدام (السلوك السعري) كأداة تأكيدية إما للشراء أو البيع.
وعلى سبيل المثال، يمكن للمتداول الدخول في مركز شراء عندما يكون سعر السهم متداولًا عند الدعم، ويعطي مؤشر القوة النسبية قراءة دون 30. وكبديل لذلك، قد يقرر المتداول فتح مركز بيع عندما يتحرك مؤشر القوة النسبية في منطقة ذروة الشراء فوق 70. ويفضل وضع أمر وقف الخسارة خارج نطاق التداول مباشرة لتقليل المخاطر.
الاختراقات والانهيارات: يمكن للمتداولين الدخول في اتجاه الاختراق أو الكسر من نطاق التداول، ولتأكيد هذه الخطوة صالحة، يجب على المتداولين استخدام مؤشرات الزخم، ومؤشرات تحديد الاتجاه، كمؤشر المتوسط المتحرك، ومؤشر تدفق السيولة.
على سبيل المثال، يجب أن يكون هناك زيادة كبيرة في حجم التداولات عند الاختراق الأولي وكذلك إغلاق العديد الشموع خارج نطاق التداول. ويفضل بعض المتداولين انتظار التصحيح وإعادة الاختبار قبل الدخول في صفقة.
على سبيل المثال، يمكن وضع أمر شراء معلق أعلى قمة نطاق التداول، والذي يعمل الآن كمستوى دعم. ويفضل وضع أمر إيقاف الخسارة في الجانب الآخر من نطاق التداول للحماية من أي اختراق كاذب أو وهمي.
