مما لا شك أن مفهومي الدعم والمقاومة هما من أكثر سمات التحليل الفني إستخداماً. كجزء من تحليل أنماط المخططات، ويتم استخدام هذه المصطلحات من قبل المتداولين للإشارة إلى مستويات الأسعار التي تميل إلى أن تكون بمثابة حواجز، مما يمنع دفع سعر أحد الأصول في اتجاه معين. في البداية، يبدو التفسير والأفكار الكامنة وراء تحديد هذه المستويات أمرًا سهلاً، ولكن كما سيتضح لنا، يمكن أن يأتي الدعم والمقاومة بأشكال مختلفة.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
مستويات الدعم والمقاومة هي نقاط مهمة في الوقت الذي تلتقي فيه قوى العرض والطلب. ويعتبر المحللون الفنيون مستويات الدعم والمقاومة نقاط ومستويات حاسمة عند تحديد سيكولوجية السوق من خلال العرض والطلب. عند كسر مستويات الدعم أو المقاومة، يُفترض أن قوى العرض والطلب التي أوجدت هذه المستويات قد تحركت، وفي هذه الحالة من المحتمل إنشاء مستويات جديدة من الدعم والمقاومة.
الدعم
الدعم هو المستوى الذي يكون فيه الطلب قويًا بما يكفي لمنع المنتج او السلعة من الانخفاض أكثر، حيث كل مرة يصل فيها السعر إلى مستوى الدعم، يجد صعوبة في كسر هذا المستوى. الأساس المنطقي هو أنه عندما ينخفض السعر ويقترب من الدعم، يصبح المشترون (الطلب) أكثر ميلًا إلى الشراء ويصبح البائعون (العرض) أقل رغبة في البيع.
المقاومة
المقاومة هي المستوى الذي يكون فيه المعروض قويًا بما يكفي لمنع المنتج أو السلعة من الارتفاع. في الصورة أعلاه، حيث في كل مرة يصل فيها السعر إلى مستوى المقاومة، يكون لديه صعوبة في التحرك صعودًا. والأساس المنطقي هو أنه كلما ارتفع السعر واقترب من المقاومة، أصبح البائعون (العرض) أكثر ميلًا للبيع وأصبح المشترين (الطلب) أقل رغبة في الشراء.
سيكولوجية الدعم والمقاومة
دعونا نستخدم بعض الأمثلة من المشاركين في السوق لشرح نفسية الدعم والمقاومة.
- أولاً دعنا نفترض أن هناك مشترين قاموا بشراء سهم بالقرب من منطقة الدعم. دعنا نقول أن مستوى الدعم هو 30 دولار. يشترون بعض الأسهم بسعر 30 دولارًا والآن يتحرك صعودًا بعيدًا عن هذا المستوى إلى 40 دولارًا. المشترين سعداء ويريدون شراء المزيد من الأسهم بسعر 30 دولار، ولكن ليس 40 دولار، لذا يقررون إذا تراجع السعر إلى 30 دولار، فسيشترون المزيد. انهم خلق الطلب او الدعم عند مستوى 30 دولار.
- لنأخذ مجموعة أخرى من المستثمرين. هؤلاء هم الناس الذين كانوا يفكرون في شراء السهم بسعر 30 دولارا ولكنهم لم يشتروا السهم، الآن يبلغ سعر السهم 40 دولار ويأسفون لعدم شرائه. يقررون أنه إذا وصل إلى 30 دولار مرة أخرى، فلن يرتكبوا نفس الخطأ وسيشتريون الأسهم هذه المرة. وهذا يخلق الطلب المحتمل.
- المجموعة الثالثة اشترت السهم أقل من 30 دولار. دعنا نقول أنهم اشتروها بسعر 20 دولارًا. عندما وصل السهم إلى 30 دولار، قاموا ببيع أسهمهم، فقط لمشاهدتها تذهب إلى 40 دولار. الآن يريدون إعادة إنشاء صفقات شراء طويلة ويريدون إعادة شراؤها بنفس السعر الذي باعوه به، وهو 30 دولار. لقد غيروا شعورهم من البائعين إلى المشترين. يندمون على بيعه ويريدون تصحيح هذا الخطأ. هذا يخلق المزيد من الطلب.
كيفية المتاجرة باستخدام الدعم والمقاومة
- الآن دعنا نغير الأمور للمساعدة في فهم المقاومة. خذ جميع المشاركين المذكورين أعلاه وقل أنهم جميعًا يملكون السهم بسعر 30 دولار. تخيل نفسك كواحد من أصحاب الـ 30 دولار. و يصل سعر السهم إلى 40 دولار ولا تبيعه. الآن يعود السهم إلى 30 دولار، حيث تملكه. بماذا تشعر؟ نأسف لعدم بيعه بسعر 40 دولار؟ الآن يعود سعره إلى 40 دولار وتبيعه هذه المرة. وكذلك الحال بالنسبة لأصحاب الأسهم الآخرين. لا يمكن أن يتجاوز السهم 40 دولار ويتراجع. هناك ما لا يقل عن 3 مجموعات من مالكي الأسهم الذين يحاولون بيع عرضهم بسعر 40 دولار. وهذا يخلق مستوى مقاومة عند 40 دولار.
- هذه مجرد أمثلة قليلة على العديد من السيناريوهات المحتملة. إذا كنت قد قمت بالتداول من قبل، فمن المحتمل أنك مرت بكافة هذه السيناريوهات وشهدت العواطف وعلم النفس وراءها. انت لست وحدك. هناك عدد لا يحصى من المشاركين في السوق يجتازون نفس المشاعر وعمليات التفكير التي تقومون بها، وهذا ما يساعد على تحديد بعض سيكولوجية السوق وراء الدعم والمقاومة.
تحديد الدعم والمقاومة
- الدعم هو مستوى السعر حيث يمكن توقع توقف الاتجاه الهبوطي بسبب تركيز الطلب. مع انخفاض سعر الأصول أو الأوراق المالية، وفيها يزداد الطلب على الأسهم، مما يشكل خط الدعم. وفي الوقت نفسه، تنشأ مناطق المقاومة بسبب عمليات البيع عندما ترتفع الأسعار.
- وبمجرد تحديد منطقة من الدعم أو المقاومة، فإنها توفر نقاط دخول أو خروج محتملة قيمة. هذا لأنه، عندما يصل السعر إلى نقطة دعم أو مقاومة، فإنه سيقوم بأحد الأمرين إما الارتداد بعيدًا عن مستوى الدعم أو المقاومة، أو اختراق مستوى السعر والاستمرار في اتجاهه، حتى يصل إلى الدعم التالي أو مستوى المقاومة.
- ومن الجدير بالذكر أن، معظم أشكال التداولات تعتمد على الاعتقاد بأن مناطق الدعم والمقاومة لن تنكسر. سواء تم إيقاف السعر عن طريق مستوى الدعم أو المقاومة، و يمكن للمتداولين "المراهنة" على الاتجاه ويمكنهم تحديد ما إذا كانوا صحيحين. إذا تحرك السعر في الاتجاه الخاطئ، يمكن إغلاق الصفقة بخسارة صغيرة. وإذا تحرك السعر في الاتجاه الصحيح، فقد تكون الحركة كبيرة.
خطوط الاتجاه ودورها كمناطق دعم ومقاومة
- كما ذكرنا فى الاعلى وجود مستوى ثابت يمنع سعر الأصل او المنتج من التحرك لأعلى أو لاسفل. ويعد هذا الحاجز الساكن أحد أكثر أشكال الدعم/المقاومة شيوعًا، لذلك ليس من غير المألوف أن نرى حواجز الأسعار هذه تتغير مع مرور الوقت. هذا هو السبب في أن فهم مفاهيم الاتجاه وخطوط الاتجاه أمر مهم عند التعلم عن الدعم والمقاومة.
- فعندما يتخذ السوق اتجاه صعودي، تتشكل مستويات الدعم أسفل حركة السعروذلك مع تباطؤ حركة السعر وتبدأ في التراجع نحو خط الاتجاه، والذي يقوم هنا بدور دعم للسعر، ويحدث هذا نتيجة لجني الأرباح أو عدم اليقين على المدى القريب من أن السعر سوف يستمر في الصعود.
- كذلك فى حالة الإتجاة العام الهابط، فتتشكل مستويات المقاومة متمثلة فى خط الإتجاة العام الهابط أعلى مستوى الاسعار، حيث كلما يصعد السعر يجد مقاومة متمثلة في خط الاتجاه، والذي يقوم بدور المقاومة، فيعمل على خفض السعر مره أخرى، واستكمال الاتجاه العام الهابط.
ملخص
تلعب خطوط الاتجاه دورًا حيويًا في التحليل الفني للأسواق المالية، حيث تُعتبر مناطق دعم ومقاومة هامة. تُرسم خطوط الاتجاه عن طريق توصيل القمم أو القيعان الرئيسية في حركة السعر. عندما يتجه السعر صعودًا، يُرسم خط الاتجاه الصاعد بوصل القيعان المتزايدة، ويُعتبر هذا الخط منطقة دعم، حيث من المحتمل أن يرتد السعر عند الوصول إليه. وعلى العكس، يُرسم خط الاتجاه الهابط بوصل القمم المتناقصة، ويُعتبر هذا الخط منطقة مقاومة، حيث قد يواجه السعر صعوبة في تجاوزه. يُعتمد على هذه الخطوط لتحديد نقاط الدخول والخروج المناسبة، مما يساعد المتداولين في اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على حركة السعر التاريخية.