وافقت هيئة السوق المالية في المملكة العربية السعودية على بدء الاكتتاب العام الذي وعد به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ عام 2016. بطرح عام أولي على مرحلتين بنسبة 5٪ من الشركة في المملكة وخارجها. ويهدف هذا الطرح الى جمع حوالي 100 مليار دولار من المستثمرين. وقال الأمير محمد إن إدراج أرامكو هو وسيلة للمملكة من أجل جمع رأس المال لصندوق الثروة السيادية في البلاد، وأكد أن تلك الإيرادات لتطوير مدن جديدة ومشاريع مربحة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. وصرح ولي العهد أيضا بأن ملكية أرامكو سيتم نقلها في النهاية إلى صندوق الاستثمار العام ، مما يعني أن الحكومة السعودية ستبقى أكبر مساهم.
وقد ساعد إنتاج النفط منخفض التكلفة لأرامكو واحتياطياتها الهائلة في تحويل المملكة إلى واحد من أكبر 20 اقتصادا في العالم ، لكن سيطرة الدولة على الشركة تنطوي على عدد من المخاطر للمستثمرين. وبالطرح تقل تلك المخاوف. سيقتصر الاكتتاب بالطرح فى سوق الاسهم السعودية اولا. وحسب وسائل أعلام محلية يمكن أن يبدأ التداول في البورصة المحلية السعودية في 11 ديسمبر 2019. وقد حققت شركة أرامكو السعودية أرباحًا بلغت 111 مليار دولار العام الماضي ، أكثر من أرباح شركة أبل وشركة رويال داتش شل وإكسون موبيل مجتمعة.
و في نشرة الإصدار المكونة من 650 صفحة تقريبًا ، قالت أرامكو إن فترة الطرح للمستثمرين ستبدأ في 17 نوفمبر. وسوف تغلق للمستثمرين الأفراد في 28 نوفمبر والمستثمرين من المؤسسات في 4 ديسمبر. وستقوم أرامكو بتسعير أسهمها في 5 ديسمبر، وذلك حسب الوثيقة.
وأعلنت الشركة أيضا عن خططها لدفع أرباح سنوية لا تقل عن 75 مليار دولار ابتداءً من عام 2020 ، لكن الأسئلة تظل قائمة حول مدى قيمة أرامكو. وقام ولي العهد محمد بن سلمان بتسعير قيمة الشركة بمبلغ 2 تريليون دولار، لكن المحللين يقدرون أن القيمة تقترب من 1.5 تريليون دولار. وعلى الرغم من التساؤلات حول تقييم أرامكو ومقدار بيع الشركة في نهاية المطاف في بورصة تداول السعودية، إلا أن حجم الشركة وربحيتها جعلتها جذابة للمستثمرين فى الداخل والخارج. حيث أن أرامكو السعودية هي منتج النفط والغاز في المملكة، وتضخ أكثر من 10 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، أو حوالي 10٪ من الطلب العالمي.
قد تم تأخير الاكتتاب العام للشركة منذ سنوات بسبب مخاوف التقييم ومكان إدراجه في الخارج. أسعار النفط كانت فوق 100 دولار للبرميل، وانهارت في عام 2014 إلى أقل من 30 دولارًا للبرميل. ويتداول خام برنت الآن بنحو 60 دولارًا للبرميل ، مدفوعًا بخفض الإنتاج من قبل دول أوبك مثل المملكة العربية السعودية وتلك الموجودة خارج المنظمة مثل روسيا. وقد أدت هذه التخفيضات إلى الحد من الإنتاج السعودي، مما أدى بدوره إلى زيادة عجز الموازنة الحكومية المقدرة للعام المقبل إلى حوالي 50 مليار دولار.
بناءً على ذلك، أختارت المملكة العربية السعودية الاعتماد على المستثمرين المحليين لرفع سعر سهم أرامكو.
وسعت أرامكو السعودية إلى طمأنة المستثمرين ، بالنظر إلى الأسئلة المتعلقة بتقييمها والمخاطر المحتملة للهجمات المستقبلية أو المخاطر الجيوسياسية. وبالتالى أعلن عن عرض نشر على موقع أرامكو الشهر الماضي عن عزمه تقديم أرباح بقيمة 75 مليار دولار للمستثمرين في عام 2020.
وأخيرا.. طرح أرامكو الاستثمار الامثل مع شركات تداول الأسهم العالمية.