كيفية الإحتفاظ بدفتر تداول يومي

من أجل أن تكون متداول ناجح، عليك العمل بشكل مهني. أغلبية المكاتب التداولية حول العالم يطلبون أن يمتلك متداوليهم نوع من دفاتر اليومية، أو على أقل تقدير، ملاحظات عن كل تداول. هذه الملاحظات يجب أن تفسر مالذي يقومون به، والإعدادات والنتائج لكل تداول.

إن سلوك الإحتفاظ بدفتر يومية ربما يكون من أهم الأمور التي رأيتها تفصل المتداول الهاوي عن المتداول المحترف. صحيح أن دفتر اليومية نفسه لا يساهم في الأرباح والخسائر بشكل مباشر، ولكنه يشكل فرق على المدى اطويل. يمكنك هذا الأمر من رؤية طريقة تفكيرك وأن تبدأ ترى بنفسك إن كان بإمكانك الحصول على نمط. هذا الأمر هام بشكل خاص إن بدأت ترى نمط مع التداولات التي حققت أرباحاً. يظهر لك هذا الأمر المكان الذي عليك التركيز عليه، ونوع التداولات التي يجب عليك البحث عنها من أجل زيادة قيمة حسابك.

الأمور التي يجب التركيز عليها

هناك قائمة كاملة بالأمور التي عليك كتابتها في دفتر اليومية، بعضها يتضمن الأساسيات: أمور مثل سعر الدخول والخروج والوقت خلال اليوم وبالطبع الأداة المالية التي تتداول بها. أوصي بالتركيز على حجم الوضعية كذلك. ولكن، هاك أمور أقل وضوحاً يجب أن تقم بتسجيلها كذلك.

أحد النقاط التي يجب أن تضعها في دفتر اليومية هو السبب الذي جعلك تدخل، ليس فقط من المنظور التقني، ولكن كذلك السلوك العام في الأسواق. على سبيل المثال، إن كنت تشتري زوج اليورو/الدولار الأمريكي، عليك أن تقم بالكتابة في دفتر اليومية عن أداء الدولار الأمريكي بشكل عام. هل هو قوي؟ ضعيف؟ هل أدائه مختلط مقابل العملات الأخرى؟

كانت تلك الخطوة البسيطة التي قادتني لفهم الإرتباط بين العملات عندما كنت متداولاً جديداً. وجدت بأني أقوم بالتداول مقابل السلوك العام للدولار وأخسر المال نتيجة لذلك. حتى عندما كان الإعداد التقني يبدو جيداً على الزوج الذي كنت أتداول به، في الغالب إن نظرت إلى أزواج العملات الرئيسية الأخرى، كنت أرى بأن الدولار يتحرك في الإتجاه المعاكس. في بعض الأوقات، من المهم أن نأخذ خطوة للوراء والنظر إلى الصورة الكبيرة بطريقة جديدة (ومهمة).

الأمر الآخر الذي يجب تسجيله في دفتر اليومية هو كيفية شعورك من الناحية النفسية خلال التداول. إن بدأت تلاحظ بأن العديد من التداولات تشعرك بعدم الراحة، عندها من المفترض أن يكون واضحاً بالنسبة لك إما أنك لم تقم بالإعداد الصحيح، أو أنك لا تثق بنظامك، أو على الأغلب أن لديك رافعة مالية مرتفعة جداً. حجم الرافعة المالية قد يكون كبيراً نوعاً ما بالنسبة لمستوى راحتك، وبالتالي من خلال كتابة هذا الأمر، يمكنك البدأ بالشعور بمستوى الراحة الخاص بك تجاه حجم الوضعية. من خلال هذه المعرفة الذاتية، يمكنك تخطيط تداولاتك بشكل أفضل والإلتزام بالخطط بشكل أفضل كذلك.

اكتبه

تظهر الدراسات بأنك إن قمت بكتابة أمرٍ ما فإن احتمالية تذكره أكبر بكثير مما هي عليه في حال عدم كتابته. اليوم، كتابة الأمور باليد يبدو قديماً أو حتى غير مرتبط، وقد وجدت أني بالفعل أتذكر الأمور بشكل أفضل عندما اقوم بكتابتها باليد. أعتقد بأن سلوك كتابة التداولات وجميع العوامل المرتبطة بها يؤدي إلى ابطاء سرعتك، وهو الأمر الذي وجدت بأنه إيجابي بشكل غير عادي بالنسبة للتداولات التي شهدتها. فهو لا يعطيك فقط الوقت الكافي للتفكير بشأن الأسباب التي تدفعك للتداول، ولكن كذلك يدفعك للتمهل في تداولاتك، والذي قد يقود إلى نتائج إيجابية أكثر في النهاية. تذكر، تداول جيد واحد خلال اليوم يمكن أن يساوي أكثر من 5 تداولات سيئة.

كل دفتر يومية يبدو مختلفاً

لن يكون دفتر اليومية الخاص بك مطابق للمتداولين الآخرين، وهذا أمر مقبول. مع الوقت، سوف تعرف ما هي التفاصيل الأهم بالنسبة لدفتر يوميات التداول الخاص بك، وسوف تحتفظ بها فقط. إن كنت تتداول بمال شخص آخر فقد يكون عليك كذلك أن تسجل المعلومات التي تجدها أقل أهمية، ولكن ذلك مقبول- من الأفضل أن يكون لديك تفاصيل أكثر وليس أقل، حيث أنك لا تعلم متى سوف تكون هذه التفاصيل مفيدة لتقديم نظرة جديدة.

كما أن دفاتر اليومية سوف تبدو مختلفة بسبب النفسيات المختلفة التي تراها بين الناس. افهم بأن من المقبول أن تشعر بالسوء تجاه نتيجة أو حدث في حياتك ولكن اكتب كيف كنت تشعر وكن صريحاً بشكل قوي بحيث يمكنك التعامل مع هذا الخلل، سواءاً أكان نفسياً أو تقنياً. هذا السوق الذي من الصعب المرور فيه مع توقعات إيجابية، وبالتالي فإن كل معلومة داخلية يمكن أن تكون قيمة للغاية. بصراحة، إن لم تهتم بكتابة السبب والطريقة التي قمت من خلالها بالتداول، فإنك على الأغلب لا تمتلك القدرة ولا الرغبة في أن تصبح متداولاً ناجحاً.