يعتبر التداول من المساعي الصعبة جداً على أقل تقدير. في بعض الأيام، يكون الأمر سهلاً وتبدو المكاسب وكأنها تتدفق من كل مكان. في أيام أخرى، يبدو بأنه من المستحيل تقريباً تحقيق الربح. التداول لعبة عاطفية جداً، وبعد سنوات من التداول والعمل مع المتداولين، توصلت إلى استنتاج أن أغلبية الفشل يكون بسبب التحديات العاطفية، وليست التقنية.
العواطف تقود إلى الأخطاء
من الممكن أن تقود العواطف إلى الأخطاء، كما نعلم. على سبيل المثال، قد تتعرض لبعض الخسائر في الصباح وتشعر بأنك بحاجة "تعويض المال بسرعة". لهذا السبب، قد تسرع في وضع تداولات جديدة من دون التركيز المناسب إلى الأسواق وما الذي تحاول أن تخبرك به. بعض الأيام تكون الأسواق متقطعة جداً بحيث يكون من الصعب السيطرة عليها ومن الأفضل أن نقوم بتركها. للأسف، فإن الضغط العاطفي لتعويض الخسائر يمكن أن يقود إلى قرارات تداولية خاطئة والتي قد تقود فقط إلى خسارة المزيد من المال، والشعور بالإنزعاج وربما ارتكاب مخاطر أخرى. هذه الدورة المفرغة يمكن تجبنها من خلال ممارسة القليل من الصبر.
إعلم متى عليك الإبتعاد
أحد أهم الأمور التي يمكن تعلمها كمتداول هي معرفة متى عليك الابتعاد عن الأسواق. لا تعد الأسواق هي المكان الأفضل الذي يجب البقاء فيه، ولن تكون دوماً في أفضل عقلية. حتى إن كنت في ترتيب ذهني مناسب للتداول، فمن المهم معرفة متى تكون الأسواق متقلبة للغاية (أو بطيئة للغاية) بحيث لا ينصح بالتداول فيها. تعلم كيفية الممارسة والقراءة والإسترخاء بشأن كل شيء يمكنك إخراجه من فكرك بشأن الأسواق لفترة في حين تتهيئ لفرص تداولية أفضل.
الجزء الآخر من معرفة الوقت المناسب للإبتعاد هو عندما تصل إلى هدفك أو عندما تنتهي من العمل في ذلك اليوم. أحد أكبر الأخطاء التي يمكن ارتكابها هو الإستمرار بالتداول عندما لا تكون هناك حاجة لذلك. كما تعلم، فإن التعامل مع السوق أمر صعب، لأن هناك دوماً امكانية تحقيق الأرباح، وهناك أيضاً احتمالية الوقوع في الخسائر. عندما تنجز أهدافك خلال اليوم، يكون الوقت قد حان للإنتقال.
عليك أن لا تكون قادراً على الإبتعاد عن المحطة التداولية فقط، ولكن إغلاق الرسوم البيانية وعدم القلق بشأنها حتى يحين وقت التداول مرة أخرى. بشكل عام، يميل سوق فوركس إلى أن يحتوي على أوقات أكثر نشاطاً من غيرها، ولذلك على سبيل المثال، إن كنت متداول بناءاً على الزخم، فإن عليك أن لا تتداول خلال جلسة آسيوية هادئة قبل الإعلان عن تقرير رواتب القطاعات الغير زراعية. هذه الأيام تميل لأن تكون هادئة بشكل كبير، وبالتالي فإن عليك ترك ذلك الأمر وممارسة الصبر.
تذكر بأن يكون لديك نظرة طويلة الأجل، الصبر له عوائد أحياناً
جيسي ليفرمور هو أحد أفضل المتداولين في العالم على الإطلاق. يُقتبس عنه قوله "إننا نتقاضى أجورنا للانتظار". هذا لأنك في بعض الأحيان تكون بين مستويين رئيسيين، وتحتاج إلى معرفة الطريقة التي يخترف بها السوق. لديك صفقة مخططة أمامك، وبين الحين والآخر لا يوجد شيء للقيام به. إذا كنت تعرف سعرًا محددًا تريد البدء في الشراء عنده، فليس لديك أي سبب للدخول إلى السوق قبل حدوث ذلك. هذه طريقة مؤكدة لخسارة المال، وبالتأكيد تلغي أي نوع من العمل الذي وضعته في الصفقة في وقت مبكر.
هناك أماكن محددة تتخذ فيها السوق قرارات مهمة. إذا كنت لا تتداول عند هذه المستويات ، فأنت ببساطة تخمن مكان الخطوة التالية ، بدلاً من النظر إلى احتمالات التداول. إذا لم تكن صبورًا بما يكفي لانتظار هذه المناطق ، فستفقد على الأرجح قدرًا كبيرًا من المال في السوق.
التداول على الورق (التجريبي) كحل
هناك أمر واحد يمكنك فعله إذا لم يكن الوقت المناسب للتداول، وهو البدء في العمل على أنظمة جديدة. يدعم التداول التجريبي "شغفك" بالتداول، لكنه أيضًا يمنعك من خسارة أي أموال حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، قد تجد أن لديك القدرة على التوصل إلى النظام الجديد للتداول على الطريق الذي يمكن أن يحول وقت التوقف إلى وقت إنتاجي ينتج عنه أرباحًا مستقبلية.
الصبر في تداولات فوركس
عليك أن تتذكر أنك عندما تأتي إلى السوق، فإن الأمر لا يتعلق بمحاولة الربح السريع. الأمر عبارة عن ماراثون، وليس سباق سريع. في بعض الأحيان يكون عليك عموماً أن تجلس وتنتظر حتى تظهر استراتيجيتك فرصة للدخول في السوق. لا ينبغي عليك دوماً أن تكون نشطاً في السوق، أو أن يكون لديك وضعية حية قائمة. في بعض الأحيان تحتاج غلى عنصر الصبر والإنتظار حتى تظهر تلك الفرصة.
العاطفة
هذا عامل هائل أيضاً. لنأخذ هذا السيناريو: تأتي وتقوم بوضع أول تداولات لك خلال اليوم – (وتذكر بأن هذا يتماشى مع استراتيجيتك التداولية-) وتؤدي هذه التداولات إلى خسائر!
في بعض الأحيان يقع المتداولين في فخ التفكير السلبي. فيفكرون عند التعرض إلى هذه الخسائر :"علي أن أعوض هذه الخسائر. سوف أخرج من استراتيجيتي التداولية وأعثر على فرصة سريعة الآن من أجل تعويض ذلك المال". ولكن في الواقع ما تحتاج إليه فعلاً هو الصبر، وتذكر، أنك لن تحصل على معدل فوز 100% من خلال استراتيجيتك التداولية. الأمر غير ممكن على الإطلاق. عليك أن تتحلى بالصبر وأن يكون لديك الثقة بالإستراتيجية وذلك سوف يؤدي إلى فرصة أخرى بالنسبة لك وأنك بشكل أساسي سوف تعود على طريق الربح. عليك فقط أن تتحلى بالصبر و أن تتعامل مع تلك العاطفة كذلك إن تعرضت للخسائر في البداية.
اعرف متى عليك الخروج من التداول
عليك أن تتذكر – قد لا تكون هناك فرصة ظاهرة حالياً- كما شرحت، لا ينبغي عليك الشعور بالحاجة إلى الوجود الدائم في السوق. قد يكون السوق متقلباً جداً بالنسبة لإستراتيجيتك التداولية الآن. أو قد لا يكون هناك ما يكفي من التقلبات والسيولة في السوق الآن. لذلك ربما عليك الإبتعاد وإعادة التقييم عندما تكون الظروف السوقية مناسبة لإستراتيجيتك التداولية. والوضع الآخر – ربما أن عليك البقاء بدون القيام بأي شيء على الإطلاق. عندما تضع تداولاتك بما يتماشى مع استراتيجيتك، تقوم بوضع نقطة توقف الخسائر أو هدف الربح، والإبتعاد مرة أخرى! دع السوق يقوم بعمله وثق بإستراتيجيتك، وحافظ على الصبر!
ملخص
الصبر هو إحدى الفضائل الأساسية في عالم التداول، حيث يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح والاستدامة. التداول يتطلب القدرة على التحكم في العواطف واتخاذ القرارات المدروسة بدلاً من الانفعال. الصبر يساعد المتداولين على انتظار الفرص المناسبة للدخول في الصفقات والخروج منها في الوقت المثالي، مما يقلل من المخاطر ويزيد من فرص الربح. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يمنع الصبر اتخاذ القرارات المتهورة الناتجة عن الخوف أو الجشع، مما يؤدي إلى نتائج تداول أفضل على المدى الطويل.