أثار عام 2016 مخاوف الكثيرين من جهة سوق الأسهم وأسعار السلع الأولية، وجاء على رأس التغيرات التي أثارت المخاوف في السوق تراجع أسعار النفط. لم تكن بداية العام موفقة من دون شك، وأصبح حدوث ركود محتمل في الولايات المتحدة مثار حديثٍ واسعٍ بين الناس. أما أكثر الموضوعات انتشارًا منذ بداية العام فكانت الصين وأسعار النفط المتدنية، وبات الناس يتساءلون عن تأثير ذلك عليهم؟
ظلت أسعار النفط في تراجع مستمر منذ عام 2014 مع بعض الارتفاعات المسجلة بين الحين والآخر في عام 2015، لكنها ما لبثت أن خرجت عن السيطرة مع بداية العام الجاري. ظل هذا التراجع يؤثر على كل البلدان المُصدِّرَة للنفط مثل فنزويلا ونيجيريا والإكوادور والبرازيل وغيرهم، ومن الواضح أن أسعار النفط لن تتعافي في القريب؛ ومن ثم، بات على هذه البلدان أن تتأقلم مع الموقف. لكن الطلب على النفط والمعروض منه وأسعاره ربما تشهد انفراجه مع نهاية العام الجاري.
أما في سوق الأسهم، فثمة شركتين شهدتا أقوى ارتفاعات، وهما: Facebook وAlphabet (Google). هذا، ويوصي الخبراء بالاستثمار في سهم فيسبوك في ظل ما يتمتع به من قوة ونمو واضح، إذ أن فيسبوك تحسن قدرتها يومًا بعد يوم على استهداف المستخدمين وتحسن أسعار الإعلان من خلالها، وهو ما جعلها قِبْلَة لكل مُسوِّق، وانعكس ذلك على ارتفاع الإيرادات التي جنتها الشركة من الإعلان في عام 2015 إلى 5.64 مليار دولار. ظلت Google حتى الآن متربعة على قمة مصادر الإعلان، لكن السبب الرئيسي الذي جعل Facebook تنجح في انتزاع الصدارة منها هو الاستهداف المتخصص للجمهور الذي بات بالإمكان اختياره في تلك المنصة.
سجل سهم Alphabet -على الجانب الآخر- ارتفاعات كبيرة جعلته يتفوق على سهم Apple، وذلك قبل أن يهوي أمس (3 فبراير 2016) بشكلٍ مفاجئ بعد أن فشلت الشركة في إصدار أي إعلان يمكنه التأثير على سعر سهمها، وهو ما جعل سهم Apple الآن السهم رقم 1 في السوق.
بالعودة إلى السلع الأولية، نجد أن ارتفاعات الذهب منذ بداية العام بلغت 8%، وهذا يعني عودة الذهب إلى تحقيق مكاسب مرة أخرى عقب سنوات كثيرة من مكابدة خسائر. سجل سعر أوقية الذهب أمس 1146 دولارًا، وسط توقعات باستمرار الصعود.
تناب المخاوف كثيرين بشأن حدوث ركودٍ في الولايات المتحدة على نحو ما أسلفنا. لكنَّ بعض الخبراء يقولون إنه رغم تأثير هذه التغيرات في السعر على أموال الناس، فإن هذا لا يعني أن الاقتصاد نفسه سوف يتأثر؛ فالاقتصاد ليس هو سوق الأسهم، لكنهما مستقلين عن بعضهما.