النقود هي شريان الحياة في التعاملات المالية بين الناس، وهي ركيزة في غاية الأهمية ، والحديث عن المال لا نهاية له، إلا أن المعاملات المالية هي من اختلفت بين الشعوب ، وأقبل العالم على أشكال كثيرة من هذه المعاملات لكونها وسيط فعال بين الدول ، ونحن بصدد أشهر هذه المعاملات (الربا ) .
ما معنى الربا؟
الربا باللغة يعني الزيادة، وفى الشرع الإسلامي هو كل زيادة مشروطة مقدمة على رأس المال مقابل الأجل، فهي معامله بين الدائن والمدين ويقدم الدائن مبلغ من المال للمدين ويشترط زيادة عليه عند استرداده . الربا في الإسلام هو أحد المواضيع المهمة التي تناولتها الشريعة الإسلامية بشكل واضح وصريح. يُعرف الربا على أنه الزيادة غير المبررة التي يتلقاها المقرض مقابل تأجيل سداد الدين، سواء كانت هذه الزيادة في شكل أموال أو منافع أخرى. يعتبر الربا محرمًا في الإسلام بشكل قاطع لأنه يتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة التي يسعى الدين الإسلامي إلى تحقيقها في المجتمع. التحريم جاء في عدة مواضع في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: **"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"** (البقرة: 278). يُعزى التحريم إلى الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي يُسببها الربا، مثل زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، واستغلال حاجة المستدينين.
لقراءة المزيد حول الفوركس حلال ام حرام من هنا
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
حكم الربا في الإسلام
حكمه في الإسلام حرام شرعاً لقوله تعالي : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدون ) ، ووفقاً لما جاء بالقران من آيات فالتعامل به حرام وقد وعد الله المتعاملين بحرب في الدنيا والآخرة لقوله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ).
المثير في الأمر أن تحريم الربا لم يقتصر على الإسلام فقط بل حرام شرعاً في كل من التوراة والإنجيل أي أن جميع الأديان السماوية حرمت التعامل به. إلا أنهم مع مرور الوقت وتحريف الآيات وانتشار مصلح العلمانية وفصل الدين عن السلطة أصبحت الربا مشاعا عند اليهود والنصارى ويقع فيه كثير من المسلمين.
الربا في الإسلام
المصطلح لم يكن جديدا على الإسلام، فلقد تعامل العرب بالربا أيام الجاهلية، ولما جاء الإسلام وحرمه تحريما قطعيا، انتهى المسلمون عنه وبدأ يتوجهون إلى معاملات إسلاميه أخري كالبيع والقرض الحسن والصدقة والزكاة.. إلا أنه ظهرت هذه الآفة في المجتمع العربي الإسلامي ولكن بمسميات جديدة كالفائدة في البنوك، وغيرها من المصطلحات التي يتم تسويقها ليظهر التعامل بشكل أخر وجديد، وقد لا أخفي سرا أن اغلب البنوك العربية والمتواجدة حاليا في الوطن العربي تتعامل بالربا في 95% من معاملاتها البنكية اليومية.
أنواع الربا:
1. ربا القرض
وهو أشهر نوع من أنواع الربا في التعامل ويعنى أن يقرض الدائن المدين شيئا ويشترط عليه أن يرد أفضل منه
2. ربا النسيئة
ويعنى أن تقرض شخصا مبلغ معين وتسترده بزيادة ماليه عليه، أو أن تقرض مبلغ وتشترط موعد معين للسداد فإذا أدي القرض في وقت السداد يعفي من الزيادة، ولكن إذا تأخر في السداد عن الموعد المتفق عليه فانه يؤدي المبلغ وبزيادة ماليه علي .
3. ربا الفضل
وهو عمليه بيع وتكون الزيادة من دون أجل، فهو بيع أحد السلع بجنسه مع تفضيل أحدهما بزيادة كأن يتم بيع قنطار شعير مقابل قنطارين من الشعير.
أثرها على المجتمع
يعتبر الربا من أحد أهم أسباب العالمية التي تؤدي إلى التضخم وهو الارتفاع المستمر في الأسعار، كما أنه يؤدي إلى انتشار البطالة والاتكال، ويعمل على عرقله حركه الاستثمار في المجتمع، ولقد كان الربا من أهم أبرز العوامل التي أدت لتدخل دول في شؤون دول أخري واحتلالها اقتصاديا. ربا من أكبر الكبائر نتيجة لضررها على الفرد والمجتمع.
ملخص
يتناول الفقه الإسلامي الربا بنوعيه، ربا النسيئة وربا الفضل. ربا النسيئة يتعلق بزيادة الدين بسبب التأخير في السداد، بينما ربا الفضل يتعلق بالزيادة في التبادل الفوري لنفس السلعة. الشريعة الإسلامية تشجع على التجارة العادلة والتمويل القائم على المشاركة في المخاطر والأرباح، مثل عقود المضاربة والمشاركة، بدلاً من القروض الربوية. هذا النظام المالي الإسلامي يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية دون اللجوء إلى الممارسات الظالمة التي تؤدي إلى استغلال الناس وإثقالهم بالديون غير المشروعة.