إن من المعروف لدى الجميع أن صناعة الهواتف النقالة في إزدهار كبير. إنها صناعة بمليارات الدولارات لم تكن موجودة منذ أكثر من عشر سنين مضت. أنه من غير العجيب أن صناعة الهواتف النقالة قد بدأت بإحداث نقلات نوعية في أماكن كان من المستحيل التنبؤ بوجود هذه الصناعة فيها. وفي نفس الوقت كانت أسواق العملات الأجنبية (فوركس) ملكاً لأكبر المؤسسات المالية في العالم، و لم تكن ما هي عليه الآن. إن سوق التجزءة في فوركس الذي نعرفه الآن هو إختراع جديد نسبياً، الذي سمح بدخول سماسرة فوركس جديدون في سوق الفوركس . مع إمكانية التداول في فوركس دون الحاجة إلى وجود ملايين و مليارات الدولارات في حسابك، أصبح سوق فوركس متاحاً لقاعدة عريضة جداً من الجماهير. و عليه، فقد نما عدد المتداولين في أسواق فوركس، كما وازداد عدد فصائل منصات التداول في الفوركس بالاضافة إلى ظهور سماسرة فوركس كثر في السوق.
لذا، و كنتيجة لأسواق التجزءة في فوركس، أصبح الدخول في أسواق فوركس أكثر سهولة، و لكن هذا أمر معروف. الجديد أن هناك أمرٌ قد بدأ بالظهور في أسواق العملات من شأنه أن يجعل الدخول إلى أسواق فوركس أكثر سهولة مما هو عليه.
أسواق فوركس توحد قواها مع صناعة الهواتف النقالة، و كنتيجة لذلك فقد ولدت فصيلة كاملة من منصات تداول فوركس النقالة مع إمكانية مشاهدة جداول متنقلة لفوركس.
كموقع يقوم بمتابعة سماسرة فوركس بشكل دائم، فإن من أول الأمور التي ننظر إليها هو نوعية المنصات التي يقدمها السماسرة في فوركس. يمكنك أن تعرف الكثير عن سماسرة فوركس من خلال منصات التداول الخاصة بهم.
على سبيل المثال، إذا كان السمسار يمتلك منصة تداول خاصة به، فإن هذا يعني بشكل عام أنه لديه رأس مال. إن من الأسهل على سمسار في فوركس أن يقوم ببساطة بإستعمال منصة السوق القياسية "ميتا ترايدر 4" من أن يقوم بإنشاء منصة تداول خاصة به. فإذا قام السمسار بإنشاء منصة التداول الخاصة به، فإن من المحتمل أنهم من المتداولين المهمين في فوركس.
أمر آخر يمكن النظر إليه، و هو ما إذا كان السمسار يقدم خدمات تداول عن طريق الإنترنت. إن المنصة القياسية أصبحت هي المنصة القابلة للتنزيل على الجهاز الشخصي، و التي تتطلب أن يلتصق المتداول بجهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص به من أجل أن يقوم بعملية التداول. تكون المنصة مثبته على القرص الصلب لجهاز الكمبيوتر الشخصي، و بالرغم من أنها قد تحتوي على مواصفات أكثر تطوراً من المنصة الموجودة على الإنترنت، فإنها تحد كثيراً من قدرات المتداول. إذا ما قدم السمسار منصات تداول على الإنترنت، فإنه من الممكن أن نفترض أن السمسار يبقى على إطلاع دائم بآخر التطورات التكنولوجية، و أنه مهتم لكي يقدم للمتداولين معه أفضل الخبرات في المجال.
هذا الأمر يأخذني إلى النقطة التالية و التي هي الأكثر أهمية. إن التدوال المتنقل لفوركس لا يزال يعد تكنولوجيا جديدة نوعياً، و عندما يقوم سمسار في فوركس بإتباع هذا النوع من التداول، فإن هذا يشير بالنسبة إلي و بالنسبة للمتداول بأن هذا السمسار هو متطور جداً، و أن لديهم الإستعداد لكي يقوموا ببذل الوقت و الجهد من أجل متداوليهم. و عليه فإني شخصياً أكون مطمئناً عندما أتعامل مع مثل هذا النوع من السماسرة.
من دون الدخول في التفاصيل التقنية لصناعة الهواتف النقالة أو التدوال النقال لفوركس، فإن منصات فوركس النقالة تنقسم كذلك إلى فئتين رئيسيتن. تماماً كما هو الحال في المنصات الإعتيادية، فإن هناك المنصات المثبته على الأجهزة النقالة، و هناك المنصات التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت عن طريق الهاتف النقال.
على سبيل المثال، قد يكون هناك سمسار يقدم لمتداوليه القدرة على الدخول إلى حساباتهم عن طريق الهاتف النقال، ويقومون بهذا عن طريق توفير رابط إلكتروني لموقع يمكن الوصول إليه من خلال المتصفح الموجود على الهاتف النقال. لا تسيء فهمي، فمجرد أن هذا السمسار يدعم التداول اللاسلكي لفوركس من أي نوع كان هو خطوة في الإتجاه الصحيح. إلا أن هذه المنصة لن تكون بنفس درجة القوة و التطور التي ستكون عليها المنصة المثبتة فعلياً على الهاتف النقال.
و هناك السماسرة الذين قاموا بعمل أكبر من خلال تطوير برامج للهواتف النقالة الذكية. فهناك البرامج المخصصة لـ "الأي فون" (I phone) ، و هناك البرامج التي قدمت لمنصات الأجهزة النقالة الأخرى مثل البلاك بيري "Black Berry" و الويندوز موبايل "Windows Mobile". هذه هي المنصات الأكثر تطوراً في الفوكس حتى هذا اليوم. و من الأمثلة على هذه المنصات هي المنصة القياسية المتنقلة للسوق "ميتا ترايدر".
المحصلة هو أنك عندما تقوم بإتخاذ القرار الأولي و اللحظي لإختيار سمسار فوركس الذي سوف تتداول من خلاله، فمن الجيد أن تقوم بإلقاء نظرة على نوع منصة تداول فوركس التي يستعملها هذا السمسار. فإن لم يكن لديه أي دعم لأي نوع من أنواع التداول المتنقل، فأنا أنصح بأن تأخذ خيارات أخرى غيره. أما إذا كان يدعم منصات التداول المتنقلة عبر الإنترنت، فإنه بشكل عام سمسار يمكنك أن تثق به. إلا أنه إذا ما قام هذا السمسار بتطوير برنامج خاص بهم للتدوال المتنقل لفوركس، عندها يمكنك أن تكون متأكداً من أنه سمسار يمكن الإعتماد عليه و الذي يمكنك أن تقوم بعملية التدوال معهم بإطمئنان.
لا شك أن التداول المتنقل لأسواق فوركس سوف يصبح أمراَ مقبولاً و عاماً بشكل كبير خلال السنوات القليلة القادمة. إن كل من أسواق فوركس و صناعة الأجهزة النقالة هي صناعات بمليارات الدولارات، و لا تنوي أي من هذه الصناعات أن تقلل من سرعة تطورها في أي وقت قريب، و عليه فمن الطبيعي أن ينتج هذا النوع من الشراكة.