الغاية من وراء هذه المقالة هي تبسيط العمل الداخلي في سوق العملات الأجنبية، وربما تسليط بعض الضوء على الوضع الحالي، على سوق الفوركس بشكل عام، بالإضافة إلى تبيان سبب وجود والحاجة إلى شركات الفوركس وكيف يقوم هؤلاء الشركات بتحقيق أرباحهم. والأهم من ذلك، تهدف هذه المقالة إلى توفير بعض الفهم لماذا نحن المضاربون والمتداولون في سوق الفوركس، نستطيع ويجب علينا أن نستمر في المضاربة، بالرغم من أن السوق متقلبة للغاية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
بإمكانك التداول في أي وقت حسب تفضيلك
سوق البورصة الأجنبية (فوركس) هو أكبر سوق في العالم من حيث التداول اليومي الذي يتجاوز 5 تريليون دولار، ويغطي على دوران أسواق الأسهم والسندات العالمية مجتمعة. حجم التداول القوي في سوق فوركس هو أحد الأسباب العديدة التي تدفع بالمستثمرين والأفراد إلى الدخول في السوق. اكتشف المستثمرين عدة مزايا في هذا السوق غير موجودة في أسواق أخرى.
ما هو سوق فوركس؟
فوركس (وهو ببساطة سوق العملات) يعرف كذلك بأسم سوق الصرافة الأجنبية أو تداول العملات. وهو سوق عالمي لا مركزي يتم تداول جميع العملاتالعالمية مع بعضها البعض. هو أكبر الأسواق سيولة في العالم. السيولة (المزيد من البائعين والمشترين) والتسعير التنافسي (الانتشار صغير جداً بين سعر العرض والطلب) المتوفرة في هذا السوق رائعة. مع عدم الانتظام في أداء الأسواق الأخرى، فإن نمو تداولات فوركس والإستثمار والإدارة، تمضي في المنطقة الصعودية.
المنطق في سوق العملات الأجنبية
لنبدأ بالتفسير الأساسي، لماذا نشأت سوق العملات وكيف يتم استخدامها من قبل مشاركيها الأساسيين؟ ومن ثم سنستمر في تفسير هيكلية السوق، وكيفية عمله. وفي الختام، سوف نبحث في التبعات المترتبة على ذلك وكيفية تأثير ذلك على المضاربين. سوق الصرف الأجنبي لا تستخدم عادة كوسيلة للاستثمار، على عكس الأسواق الأخرى، مثل تلك التي تتاجر بالأسهم والسندات. في حين تلعب المضاربة دوراً أصغر، ومع ذلك مهم، فإن الغالبية العظمى من تجارة النقد الأجنبي تقدم في المقام الأول كوسيلة لتسهيل المعاملات التجارية الدولية.
يمكن لمثال أن يساعد في تسليط قليل من الضوء على هذا الأمر. لنفترض أن هناك رجلاً في الرياض في السعودية قرر أن يشتري سيارة مستورده جديدة جميله وبراقه. وقد قرر أن يبتاع "ميتسوبيشي إيكليبس"، ولذلك فإنه يتوجه إلى وكيل "ميتسوبيشي" المحلي، حيث سيكون من الطبيعي أن يدفع لسيارته بالريال السعودي أو بالدولار الأميركي. هذا شيء لا بأس به، ولكن اليابانيين العاملين في مصنع "ميتسوبيشي" في اليابان، من الطبيعي أن يرغبوا في أن يقبضوا أجورهم بعملتهم المحلية، وهي الين الياباني. في مكان ما على طول هذه العملية، لا بد من تحويل الأموال من الريال السعودي (أو الدولار الأمريكي) من شراء السيارة إلى الين الياباني لدفع رواتب هؤلاء العمال.
والحقيقة هي أن الشركات لا تهتم (كثيراً) بالفروق والتعقيدات في أسعار صرف العملات الأجنبية. فهم في قطاع الأعمال يهتمون بالأساس بتقديم المنتجات وبيعها وجني الأرباح من خلال ذلك. البنك، بصفته مكان إيداع مركزي لنقدية الشركة، هو بشكل طبيعي المسير لتعاملات الشركات في سوق الصرف الأجنبي. منذ عقود مضت، كان الأمر مجرد مكالمة هاتفية من مصرفي في بلد ما لمصرفي آخر في بلد مختلف. البنوك التي لها وجود دولي استطاعت ببساطة أن تقوم بالتحويل من فرع لفرع.
من المثال السابق، تحصل شركة ميتسوبيشي اليابانية دفعة بالين مقابل إيكلبس، وهي الآن قادرة على الدفع لعمالها الذين صنعوا السيارة. صاحب السيارة سعيد أيضاً، شركة ميتسوبيشي سعيدة وعمالها سعداء كذلك. البنوك التي يسرت المعاملات بالنقد الأجنبي أيضا سعيدة، لأنها حصلت على بعض الربح القليل السبريد لإتمام هذه الصفقة، ولقبولها المخاطر التي ينطوي عليها التعامل بالعملات الأجنبية. ومن النتائج المترتبة على التعامل في مجال النقد الأجنبي هو أن المتاجرون في البنك سرعان ما طوروا القدرة على التكهن باتجاه أسعار العملات في المستقبل. مع فهم أفضل للكيفية التي تعمل بها السوق، يمكن للبنك أن يعطي العميل سعراً يضيف إليه السبريد الحالي، ولكنه في الواقع ينتظر حتى يحصل على معدل صرف أفضل. وبذلك، فإن المصارف قادرة على زيادة صافي الدخل بشكل كبير. هناك نتيجة واحدة مؤسفة مع ذلك، هو أن طريقة إعادة توزيع السيولة جعلت من المستحيل إتمام بعض صفقات النقد الأجنبي.
لهذا السبب وحده ، فإن سوق النقد الأجنبي يحتاج إلى ان يكون متاحاً للمشاركين غير المصرفيين. وبطبيعة الحال، فإن البنوك تريد أن تكون قادرة على تنفيذ المزيد من الطلبات في سوق الصرف الأجنبي التي تتيح لها الاستفادة من قليلي الخبرة من المشاركين (الذين قدموا توزيع أفضل للسيولة) وهو ما سمح لهم بتنفيذ أوامر الصرف المنتظرة لعملائهم الدوليين.
هيكل سوق النقد الأجنبي (الفوركس)
نحن نعلم الآن لماذا توجد سوق الصرف الأجنبي، لذلك دعونا ننظر في الكيفية الفعلية لإتمام صفقات النقد الأجنبي. في قمة سوق الصرف الأجنبي تتموضع التعاملات التي تعارف على تسميتها المعاملات ما بين البنكية. "التعاملات ما بين البنكية " (إنتربانك) هي ليست، كما قد يعتقد البعض، عمليات صرف فقط. بل هو جمع أو تجميع للاتفاقات بين المراكز المالية الرئيسية للبنوك في العالم.
على سبيل المثال (نعم، واحد آخر) يمكن أن يجعل من السهل أن نفهم هذا الشيء الذي نسميه سوق "التعاملات ما بين البنكية". في معظم المكاتب الكبرى أو الأعمال، وربما حتى في منزلك الخاص، قد يكون هناك العديد من أجهزة الكمبيوتر المرتبطة عن طريق كابل بسيط للشبكة. الآن، كل جهاز كمبيوتر يعمل بشكل مستقل حتى تأتي لحظة يحتاج فيها إلى موارد، برنامج أو ملف من أحد أجهزة الكمبيوتر الأخرى. وعندما يحدث ذلك، سيبدأ الكمبيوتر (أ) بالاتصال بالكمبيوتر (ب) أو (ج) أو (د)، وما إلى ذلك، وسيطلب الحصول على تصريح للولوج للموارد المطلوبة. إذا كان مالك أو مشغل الكمبيوتر (ب) يأذن به، وإذا كان الكمبيوتر (ب) يعمل كما ينبغي، فإن الملف أو برنامج المطلوب سيكون متوفراً للكمبيوتر (أ). في غضون دقائق، سيكون طلب الحاسوب (أ) قد تم تلبيته. سوق الصرف الأجنبي يعمل بالطريقة نفسها؛ فقط استبدل بالكمبيوتر (أ) و (ب) البنك (أ) و (ب)، واستبدل الموارد بالعملة. لديك الآن تصور للعلاقات القائمة داخل نظام الانتربنك.
من خلال السياق نفسه، إذا كنت قد حاولت يوماً العثور على موارد من كمبيوتر ليس موصولاً بشبكة حاسوبية، فربما تعرف تماما ما تستغرقه هذه العملية من وقت طويل، ومدى عدم كفاءتها وكم يمكن أن تكون مجهده. يجب البحث في كل كمبيوتر مستقل حتى تجد الموارد التي تريد، ثم نسخها وتحميلها على الكمبيوتر الخاص بك. بشأن أسعار العملات والجرد الخاص بالنقد الأجنبي، فإن نفس القضية موجودة داخل نظام سوق الانتربنك. إذا كان بنك ما فى تايوان يتعامل تجارياً مع شركة ما في ساو باولو فإنهما يحتاجان إلى صرف العملات. وفي هذه الحالة، يمكن أن يكون من الصعوبة بمكان تحديد سعر الصرف المناسب بين الدولار التايواني الجديد والريال البرازيلي. بسبب مثل هذه الحالات، أسس كل من سماسرة الخدمات الالكترونية (EBS) و رويترز خدماتهم. للتبسيط سنقوم بالإشارة إلى هذه الخدمة بـ (EBS)
بشكل ما، فإن خدمات EBS تعمل بمثابة غطاء فوق وصلات اتصال الإنتربانك. من خلال خدمة EBS، يستطيع العضو المشترك أن يرى مدى توفر العملة، والسعر (الأسعار) الذي يستعد المشاركون الآخرون في نظام الإنتربانك لدفعه. ومن المهم أن نفهم أن EBS لا يشكل في حد ذاته سوقاً كما أنه ليس صانعاً للسوق. نظام EBS مجرد تطبيق يسمح لأعضاء البنك رؤية العروض والعطاءات المقدمة من الأعضاء الآخرين.
المستوى الثاني لسوق الصرف الأجنبي موجود بشكل أساسي داخل كل بنك. إذا كنت قد تتصل بفرع سيتي بنك في بلدك، يمكنهم اتخاذ الترتيبات اللازمة لتغيير الدولار الأمريكي الخاص بك إلى أي من العملات الأجنبية التي تختارها. في جميع الاحتمالات، سيقومون على الأرجح بمجرد تحريك العملة المرجوة من فرع بنكي إلى فرع آخر. هذا هو المعروف باسم الصرف الميكروي ضمن الطرف الواحد، لذلك فأنت الى حد كبير تحت رحمتهم من حيث تطابق سعرهم المعطى لك مع سعر صرف العملات الأجنبية. يمكنك إما قبول عرضهم "السخي" أو التسوق للحصول على عرض لسعر أفضل. كل من يعمل في سوق الصرف الأجنبي ينبغي عليه النظر في زيارة المصرف الخاص به، مرة واحدة على الأقل، للحصول على فكرة عن حصصه من عمليات الصرف.
ميكانيكية التجارة في سوق العملات
وبالنظر إلى أن هناك ما يزيد على 2 تريليون دولار في اليوم يجري تداولها في سوق الصرف الأجنبي، فإنه من السهل أن نعتقد أنه سيكون هناك دائما ما يكفي من السيولة في السوق لفعل ما ينبغي فعله. للأسف، الاعتقاد لا ينفي حقيقة أنه ينبغي أن يكون مقابل كل مشرفي السوق، يجب أن يكون هناك بائع، وإلا فإنه لا يمكن لأي صفقة أن تحدث. وإذا كان هناك أمر كبير جدا للتعامل مع الأسعار الحالية، فإن الأسعار ينبغي أن تنتقل إلى النقطة التي يوجد فيها ما يكفي من الاهتمام لتغطية هذه الصفقة. في كل مرة ترى فيها السعر يتحرك حتى ولو خطوة واحده، فإن هذا مؤشر على ان أمراً تم تداوله أو تنفيذه وهو ما "استهلك" الاهتمام الموجود بالسعر الحالي. الاسعار لا يمكن ان تتحرك في أي طريقة أخرى.
عارفاً هذه المعلومات، لنقل أن أمر بيع سوقي وضع ل 38.4 مليون دولار، حينها فإن الـسبريد سيتوسع بشكل فوري من 2.5 الى 4.5 نقطة لمجرد أنه لا يوجد أية أوامر بين السعر 1.56300 وسعر 1.56345. الـسبريد لم يزد عن طريق أي وسيط، مصرف أو صانع سوق، بل نتيجة ثانويه طبيعية لأمر البيع الذي وضع. شريطة عدم وجود أوامر إضافية، فإن الـسبريد سيظل كبيراً هكذا. لحسن الحظ، في وقت ما، شخص ما سوف يرى في سعر نقطة ما بين هذين الرقمين فرصة مثالية لإدراج الأمر. مثل هذا الأمر إما أن يستهلك (يلغي) الاهتمام أو يزيده، الاتجاه الذي سيأخذه سيعتمد بشكل كبير على ما إذا كان هذا أمر سوق أو أمر تحديد، على التوالي.
آثار المضاربين
المتاجرة غالبا ما تم وصفها بشكل مبرر على أنها نوع من ألعاب المجموع الصفري. إذا كان التاجر "ألفا" يبيع سلعة أو استثماراً للتاجر "بيتا" ثم يرتفع سعرها، فإن التاجر "ألفا" يكون قد خسر لتوه بعض المال في هذه العملية. رغم ذلك إذا انخفض سعر الاستثمار، فإن التاجر "ألفا" قد تربح من خطأ التاجر "بيتا".
حتى في سوق كبيرة مثل سوق الصرف الأجنبي، يجب أن يكون لكل معاملة كل من مشتري وبائع، ودون استثناء فإن واحدا من المشاركين سيخسر المال. عموما، هذا لا علاقة له فيما يخص المشاركين في العالم العام لتجارة النقد الأجنبي. ولكن هناك حالات معينة يمكن أن تصبح مهمة إلى حد كبير، وواحدة من هذه الحالات هي حدث إعلامي. في الآونة الأخيرة، كان هناك الكثير من الجدل حول كيف أنه خلال بعض الأحداث المثيرة، فإنه (أو هكذا ينبغي على الأقل) يكون من غير القانوني، اللاأخلاقي أو حتى في بعض الحالات شراً محضاُ لوسيط أو لمصرف أو أي موفر سيوله آخر أن يلغي أو يسحب أوامره (وهو ما يزيد الـسبريد ، أو لأمر انزلاق أن ينفذ (كما لو أنه كان هذا هو ما أراده من البداية) بشكل أكثر من طبيعي.
الملخص
كل مستوى من مستويات سوق الصرف الأجنبي متميزة من حيث المزايا والعيوب. اعتماداً على أولوياتك، عليك أن تختار بين القيود والحدود التي يمكنك قبولها وتلك التي لا تستطيع. ورغم أن هذا غني عن البيان، ولكن لا يمكنك دائما الحصول على كل ما تريد. إذا كنت تركز فقط على الانزلاق والـسبريد، المنتجات الثانوية الطبيعية لتدفق الأوامر، فأنت تتبع مثلاً عقيمة وتفوت على نفسك فرصا هائلة للاستفادة من هفوات السوق الحقيقية. الأنباء وأحداث وسائل الإعلام ليست سوى واحدة من المرات عندما بتموضع عدد كبير من المشاركين في اتجاه غير صحيح، وحينها من السهل تحقيق الأرباح من غبائهم.