تباين سعر النفط بعدما افتتح التداولات الأسبوعية على ارتفاع بشكل قوي خلال تداولات يوم الاثنين الماضي، وذلك بعد الاعلان المفاجئ من تحالف أوبك بلس بخفض إنتاج الخام حيث حافظ النفط على ارتفاعه على مدار الأسبوع مع استقرار سعر خام غرب تكساس الوسيط حول مستويات من 80 دولارًا للبرميل.
قادت المملكة العربية السعودية عدد من دول أوبك بالتزامن مع اعلان روسيا تخفيضات مفاجئة في إنتاج النفط خلال عطلة نهاية الأسبوع. حيث قرر التحالف خفض إنتاج النفط نحو 1.1 مليون برميل يوميا ابتداء من الشهر المقبل وذلك لتعويض تراجع الأسعار التي تسببت فيها الأزمة التي ضربت القطاع المصرفي العالمي خلال الشهر الماضي. مع تصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي، أدت احتمالية حدوث انهيار في القطاع المصرفي إلى خفض توقعات الطلب على النفط. بحسب ممثلي أوبك، فإن التخفيضات من المقرر أن تستمر حتى نهاية 2023. انعكست مخاوف تراجع المعروض بشكل متزايد في تسجيل أسعار النفط قفزة كبيرة بعد إعلان أوبك بلس، لامس خام غرب تكساس الوسيط 81.5 دولارًا للبرميل ليستقر حولها حيث لم يستطع السعر اغلاق الفجوة السعرية. في غضون ذلك تسبب ارتفاع أسعار النفط في إشعال مخاوف الركود، حيث تزيد تكلفة الوقود المرتفعة من ضغوط الأسعار، كانت ارتفاع أسعار واردات الطاقة هي من أكبر أسباب ارتفاع التضخم على مدار العام الماضي.
في نفس الوقت، ارتفعت مخاوف حدوث تباطؤ في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسببت في زيادة الضغط على أسعار النفط. فالركود متوقع بسبب الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة إلى التضييق على النشاط الاقتصادي، وبالتالي تراجع الطلب على الخام الذي يضغط على أسعار النفط. حافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سلسلة رفع أسعار الفائدة على مدار العام الماضي وحتى اجتماع شهر مارس الماضي حيث رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة القياسي إلى النطاق المستهدف من 4.75٪ إلى 5.00٪.
أما بخصوص الطلب الصيني الذي سجل انتعاش بعد إعادة الافتتاح من الإغلاق المطول بسبب سياسة صفر كوفيد، فقد انتعشت الآمال في الانتعاش الاقتصادي خاصة وان الصين تعتبر أكبر مستورد عالمي للخام. ومع ذلك، لا يزال الاقتصاد الصيني هشًا وقد يستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا للانتعاش بشكل كامل.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط بحاجة لمحفزات إضافية
تقنيا، اختبر نفط خام غرب تكساس الوسيط مستوى 80 دولارًا أمريكيا، ولكنه فشل في حشد الزخم الكافي لارتداد فوق مستوي نحو 80.50 دولارًا. حيث ينتظر المتداولين محفزات إضافية بعد قرار خفض الإنتاج المفاجئ من جانب أوبك+. وبالتالي، لا تختلف الصور الفنية كثيرا عن الأيام السابقة. حيث تستمر أسعار النفط في التماسك بعد ارتفاعها القوي. ويستميت الثيران في الثبات أعلي مستوى 80 دولارًا أمريكي. وفي حال النجاح الثبات أعلاها، فهنالك فرصة كبيرة لمشاهدة أسعار النفط فوق المقاومة عند 82.33 دولارًا.