انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، ليعمق من خسائره بعد تسجيله لخسارة أسبوعية، وانخفاضها يوم الجمعة لليوم الرابع على التوالي، بعدما أدت جولة من الحديث الصارم عن التضخم من جانب محافظي البنوك المركزية إلى تجدد المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي، ولكن في المقابل من ذلك يظل التفاؤل بشأن تعافي الطلب في الصين داعماً للسعر وهو الذي كبح من خسائر السلعة.
بحلول الساعة 7:20 بتوقيت جرينتش
- انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر أبريل/ نيسان 2023 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -0.96% ليستقر عند سعر 76.67 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد تراجعها خلال تداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -1.94%. خلال الأسبوع الماضي تراجع العقد بنسبة بلغت -4.31%.
- كما نزلت العقود الآجلة تسليم شهر أبريل/ نيسان 2023 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت -0.98% ليستقر عند سعر 83.25 دولار للبرميل الواحد، بعد انخفاضها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -2.51%. خلال الأسبوع الماضي هبط العقد بنسبة بلغت -3.92%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
تعرض النفط لضغوط إلى جانب أسواق الأسهم بعد التصريحات التي أدلى بها زوج من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الخميس، والتي أثارت إمكانية استئناف البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة بشكل كبير استجابةً لقراءات التضخم المستقر.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد في ظهورين منفصلين إن كل منهما رأى حالة لزيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أو نصف نقطة مئوية، في الفترة من 31 يناير/ كانون الثاني إلى فبراير/ شباط، عندما قدم صانعو السياسات ارتفاعًا بمقدار 25 نقطة أساس.
كما حذرت عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل من أن الأسواق قد تقلل من شأن التضخم، والمخاطرة بأن البنك المركزي الأوروبي "قد يضطر إلى التصرف بقوة أكبر" ضده.
ساعدت احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل أكبر على قوة الدولار والذي يتحرك عكسيا مع النفط، حيث وصل مؤشره وهو الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية منافسة لأعلى مستوياته في ستة أسابيع يوم الجمعة الماضية.
ومما ساهم أيضاً في الضغط على النفط إعلان الحكومة الأمريكية عن خططها لتحرير 26 مليون برميل من النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية، في حين أشارت أحدث البيانات إلى زيادة أكبر بكثير من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية.
من ناحية أخرى وفي أحدث علامة على انتعاش الطلب على الطاقة من الصين بعد خروجها من سياسة صفر كوفيد قفزت الصادرات الروسية من النفط الخام وزيت الوقود المخصوم إلى أكبر مستورد للخام في العالم إلى مستويات قياسية في يناير.
وأصبحت الهند والصين مشترين رئيسيين للخام الروسي وسط العقوبات الغربية على النفط الروسي ومؤخراً، كعمليات الحظر وسقوف الأسعار بسبب حرب أوكرانيا.
كما رفعت وكالة الطاقة الدولية وأوبك توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في عام 2023، مشيرين إلى زيادة الاستهلاك من الصين.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط ينهي على آمال الارتفاع
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس على انخفاض خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.07% ليستقر على سعر 76.61 دولار للبرميل الواحد.
تراجعت أسعار النفط بتداولاته الأخيرة ليتخطى دعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وليعاود التحرك بمحاذاة خط اتجاه تصحيحي هابط على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، لينهي بذلك على أي احتمالية لتعزيز ارتفاعاته السابقة، خاصة مع بدء توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا تشير إلى المزيد من الانخفاض للنفط خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة كسره لمستوى الدعم 76.25، ليستهدف بعدها مستوى الدعم المحوري 70.00.