تقدمت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، مدفوعة بالتفاؤل بشأن تعافي الطلب في الصين، والمخاوف بشأن نقص الإمدادات بعد إغلاق محطة تصدير رئيسية بعد زلزال في تركيا.
بحلول الساعة 6:25 بتوقيت جرينتش
ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر مارس/ أذار 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 1.50% ليستقر عند سعر 75.22 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد صعودها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت 1.43%.
كما تقدمت العقود الآجلة تسليم شهر مارس/ أذار 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 1.33% ليستقر عند سعر 82.07 دولار للبرميل الواحد، بعد ارتفاعها بتداولات أمس بنسبة بلغت 1.31%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
أغلق النفط الخام على ارتفاع يوم الاثنين بعد أن أجبرت الزلازل الهائلة التي ضربت تركيا على إغلاق محطة التصدير التي تخدم خط أنابيب باكو - تبيليسي - جيهان البالغ طاقته مليون برميل يوميًا، في حين قدمت الآمال في زيادة الطلب من الصين الدعم.
يأتي الارتفاع في الوقت الذي ضرب فيه زلزال بقوة 7.8 درجة وسط تركيا وشمال سوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، وأعقبه هزة ارتدادية بلغت قوتها 7.7 درجة، ووفقًا لصحيفة الغارديان فقد مات ما لا يقل عن 2,600 شخص، وأغلقت محطة تصدير جيهان على بعد 155 كيلومترا من مركز الزلازل، لكن رويترز ذكرت أن خط الأنابيب نفسه لم يتضرر.
أوقفت المرحلة الأولى من جيهان سفيردروب في النرويج أيضًا إنتاج النفط بسبب عطل فني في نظام التبريد.
كما تلقت الأسعار دعما من تعليقات نهاية الأسبوع من فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية الذي قال للصحفيين إنه يتوقع أن يأتي نصف نمو الطلب على النفط هذا العام من انتعاش الاقتصاد الصيني.
كما رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته للطلب الصيني على النفط في الربع الأخير من عام 2023 إلى 16 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 400 ألف برميل يوميا عن تقدير سابق.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه حظر الاتحاد الأوروبي على استيراد منتجات الوقود الروسية إلى جانب حد أقصى لسعر الديزل قدره 100 دولار، سيكون للحظر أكبر تأثير على تدفقات الديزل والنافثا الروسية إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك كان لدى المشترين في الاتحاد الأوروبي الوقت للاستعداد للحظر في الفترة التي سبقت القطع، كانت هناك زيادة في تدفقات نواتج التقطير المتوسطة إلى الاتحاد الأوروبي، وقد ساعد ذلك في دفع مخزونات الغاز في منطقة (أمستردام - روتردام - أنتويرب) إلى ما يصل إلى متوسط 5 سنوات.
وفي غضون ذلك رفعت المملكة العربية السعودية بشكل غير متوقع معظم أسعار النفط التي سيتم شحنها إلى آسيا في مارس/ أذار، حسبما ذكرت بلومبرج يوم الاثنين.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يحاول تعويض بعضاً من خسائره
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية جديدة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 1.44% ليستقر على سعر 75.18 دولار للبرميل الواحد.
يأتي ارتفاع النفط كمحاولة منه لتعويض جزء مما تكبده من خسائر سابقة، وفي الوقت نفسه يحاول تصريف البعض من تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، خاصة مع بدء توارد الإشارات الإيجابية منها، يأتي ذلك في ظل سيطرة الاتجاه التصحيحي الهابط على المدى القصير بمحاذاة خط ميل، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع تواصل الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
ولهذا فتوقعاتنا ترجح عودة انخفاض النفط خلال تداولاته القادمة، خاصة طوال استقراره دون مستوى 76.25، ليستهدف مستوى الدعم المحوري 70.00.