استقرت أسعار العقود الآجلة للذهب على انخفاض بالتعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، وسط توقعات بمزيد من رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما أدى إلى تزايد قوة الدولار الأمريكي وعوائد الخزانة، مما دفع أسعار المعدن الثمين لتقليل مكاسبها لهذا العام.
بحلول الساعة 8:00 بتوقيت جرينتش:
تقدمت قليلاً أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل/ نيسان لعام 2023 بنسبة بلغت 0.04% ليستقر على سعر 1,843.30 دولار للأوقية الواحدة، بعد انخفاضها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت -0.95%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
تسببت التوقعات المتغيرة بشأن خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقليص مكاسب الذهب منذ بداية عام حتى تاريخه، حيث ارتفعت عوائد الدولار الأمريكي وعوائد الخزانة.
تم إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الاثنين بسبب عطلة عيد الرؤساء، ولكن بعد تكبد خسائر في كل من الأسابيع الثلاثة الماضية، فإنها تستعد لتسجيل أول خسارة شهرية لها في أربعة أشهر، حيث يستمر التشدد من البنوك المركزية في الحفاظ على سقف الأسعار، حيث كررت رئيسة البنك المركزي الأوروبي لاغارد موقفها للتطلع إلى رفع أسعار الفائدة وسط التضخم المستمر.
على الرغم من أن الذهب يعتبر تحوطًا من التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك لأنه لا يقدم أي فائدة.
من المقرر صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، تلك الجلسة التي رفع فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الفترة من 31 يناير/ كانون الثاني إلى الأول من فبراير/ شباط. ومن المتوقع أن ترفع المعدلات الفائدة فوق 5٪ بحلول مايو/ أيار مع ذروة تبلغ 5.347٪ في يوليو/ تموز.
من المرجح أن يظل الدولار الأمريكي هو المحرك الرئيسي لأسعار الذهب، بالنظر إلى أن الارتفاع والانخفاض في العقود الآجلة للذهب قد تم تتبعهما على نطاق واسع بما يتماشى مع الحركات المعكوسة مع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات في الولايات المتحدة.
تضمنت البيانات الاقتصادية الأمريكية يوم الثلاثاء مؤشر مديري المشتريات الخدمي فلاش، والذي وصل إلى أعلى مستوى له في 8 أشهر في فبراير/ شباط عند 50.5 ارتفاعًا من 46.8 في الشهر السابق، كما ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 47.8، مرتفعًا من 46.9.
في المقابل من ذلك يجد الذهب بعض الدعم من تزايد التوترات الجيوسياسية بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب إلى زيادة قلق السوق. وزار الرئيس الأمريكي جو بايدن بولندا يوم الثلاثاء وسيتشاور مع حلفاء من الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي بعد قيامه بزيارة مفاجئة إلى كييف يوم الاثنين.
كما يخطط الرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة موسكو لعقد قمة مع فلاديمير بوتين في الأشهر المقبلة.
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن وسط توقعات سلبية
انخفضت أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية GOLD SPOT خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -0.05% ليستقر على سعر 1,833.75 دولار للأوقية الواحدة.
يأتي ذلك وسط سيطرة موجة تصحيحية هابطة على المدى القصير، مع تواصل الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، وقد جاء تراجع المعدن الثمين بالرغم من بدء توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا فتوقعاتنا تشير إلى المزيد من الانخفاض للذهب خلال تداولاته القادمة، ليستهدف مستوى الدعم 1,800، طيلة ثبات المقاومة 1,860.