تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الخميس، بعد أن لامست أمس أعلى أسعارها خلال اليوم منذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول، بالرغم من التوقعات بزيادة الطلب على الطاقة بعد إعادة فتح الاقتصاد الصيني، مع تعزيز وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط الخام في عام 2023، حيث جاءت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وإنتاج الصناعات التحويلية مثلت ضغطاً سلبياً على السلعة.
بحلول الساعة 7:40 بتوقيت جرينتش
- انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -0.98% ليستقر عند سعر 79.02 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد تراجعها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت -0.81%.
- كما هبطت العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت -0.73% ليستقر عند سعر 84.36 دولار للبرميل الواحد، بعد نزولها بتداولات أمس بنسبة بلغت -1.09%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
تحولت أسعار النفط إلى الانخفاض بعد تعليقات من مسؤول في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جددت حالة عدم اليقين بشأن وتيرة الزيادات المقبلة في أسعار الفائدة، مما زاد من حالة عدم اليقين بشأن توقعات الاقتصاد الأمريكي.
يأتي ذلك بعدما أمضت أسعار النفط معظم الجلسة تتداول على ارتفاع، مدعومة بتوقعات ارتفاع الطلب على الطاقة من الصين.
اقترح جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أنه على الرغم من بيانات التضخم الهادئة في الولايات المتحدة ومبيعات التجزئة الضعيفة لا يزال مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى التحرك بسرعة للوصول إلى أسعار الفائدة المعيارية فوق 5٪.
يقلق التجار من أن الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة الأمريكية قد يؤدي إلى الركود وانخفاض الطلب على الطاقة.
في وقت مبكر من يوم الأربعاء رفعت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام بنحو 200 ألف برميل يوميًا إلى 1.9 مليون برميل يوميًا، يعني الطلب الإضافي أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع الآن أن يبلغ إجمالي الطلب على النفط هذا العام 101.7 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء وكمية قياسية.
في غضون ذلك شوهدت قيود الصين الصارمة بشأن مكافحة تفشي فيروس COVID التي أبقت على الطلب على النفط الخام حتى ديسمبر، لكن رفع البلاد السريع للقيود على الأعمال التجارية والنشاط الاستهلاكي أثار التفاؤل بشأن توقعات الطلب، مما ساعد على رفع الطلب على النفط الخام في العام الجديد.
رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب الصيني بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى 15.9 مليون برميل يوميًا.
أظهرت بيانات الإنتاج من الصين أن مصافي النفط عالجت حوالي 14.17 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في ديسمبر، انخفاضًا من 14.69 مليون برميل في اليوم في نوفمبر/ تشرين الثاني ولكن بزيادة 2٪ على أساس سنوي، بلغ متوسط أرقام عام 2022 بأكمله 13.57 مليون برميل في اليوم، بانخفاض 4٪ تقريبًا على أساس سنوي.
كان من الممكن أن يؤثر ضعف الطلب المحلي وانخفاض حصص تصدير المنتجات المكررة على عمليات تشغيل المصفاة حتى عام 2022، ومن المتوقع أن يتعافى النشاط هذا العام، بالنظر إلى الانتعاش المتوقع في الطلب على النفط بعد إعادة فتح الصين، إلى جانب إطلاق الحكومة كميات أكبر من حصص تصدير المنتجات المكررة مؤخرًا.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن الصادرات الروسية بلغ متوسطها 7.8 مليون برميل يوميا في نوفمبر، بانخفاض قدره 0.2 مليون برميل يوميا، مع تأثر الطلب بالعقوبات الأوروبية.
أيضاً كانت البيانات الاقتصادية الأمريكية المتدهورة أساءت إلى توقعات الطلب (على النفط) مع تصاعد مخاوف الركود مرة أخرى. فقد أظهرت أحدث البيانات انخفاض مبيعات التجزئة الأمريكية أكثر من المتوقع في ديسمبر بينما انخفضت أسعار المنتجين الأمريكيين بأكبر قدر منذ أبريل/ نيسان 2020، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ محتمل.
كما أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية زادت بمقدار 7.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، متحدية التوقعات بانخفاض 1.8 مليون برميل.
تم تأجيل تقرير API لمدة يوم بسبب عطلة عيد مارتن لوثر كينغ الرسمية يوم الاثنين في الولايات المتحدة، ستصدر إدارة معلومات الطاقة الحكومية تقريرها الأسبوعي عن المخزون في وقت لاقح من اليوم الخميس.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يتعرض للضغط السلبي
تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -0.98% ليستقر على سعر 79.02 دولار للبرميل الواحد.
يأتي انخفاض النفط على اثر اختباره لسقف تلك القناة السعريه التصحيحية الهابطة التي تحد تداولاته الأخيرة على المدى القصير، كام هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع بدء توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا تشير إلى المزيد من الانخفاض للنفط خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة 83.15، ليستهدف أولى مستويات الدعم عند سعر 76.25.