استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض بالتعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، بعد تراجعها أمس عن المكاسب الأخيرة التي رفعت الأسعار إلى أعلى مستوى لها في شهرين، وسط ضعف الاقتصاد الأمريكي الذي دفع التجار إلى إعادة التفكير في توقعاتهم بشأن الطلب على الطاقة، بالرغم من آمال انتعاش الطلب في الصين.
بحلول الساعة 4:30 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت قليلاً أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.42% ليستقر عند سعر 80.47 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد انخفاضها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت -1.76%.
- وتقدمت العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 0.51% ليستقر عند سعر 86.57 دولار للبرميل الواحد، بعد تراجعها بتداولات أمس بنسبة بلغت -2.02%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
شهدت أسعار النفط دعما منذ بداية العام مع استمرار التفاؤل بشأن توقعات الطلب من الصين، بعد أن تخلت البلاد عن القيود المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
ولكن مع ظهور أحدث أرقام مؤشر مديري المشتريات في أوروبا والمملكة المتحدة علامات الضعف على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة، تتسلل بعض الشكوك حول أي نوع من الانتعاش في النشاط الاقتصادي، كما كانت هناك أيضًا مخاوف بشأن الضعف في الولايات المتحدة الذي قد يضر بالطلب على النفط، ففي يوم الثلاثاء أظهر مسح ستاندرد آند بورز أن الشركات الأمريكية انكمشت مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني مع تراجع الطلب على السلع والخدمات للشهر الرابع على التوالي.
ومع ذلك أظهر الاستطلاع بعض علامات التحسن المتواضع، فقد ارتفع مؤشر قطاع الخدمات الأمريكي "فلاش" ستاندرد آند بورز إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 46.6 من 44.7 في ديسمبر/ كانون الأول، يوظف الجانب الخدمي في الاقتصاد معظم الأمريكيين. وأي رقم أقل من 50 يشير إلى انكماش في اقتصاد.
بشكل منفصل في الخامس من فبراير/ شباط سيفرض الاتحاد الأوروبي حظراً على واردات المنتجات البترولية المكررة من روسيا، كما سيسري الحد الأقصى لسعر المنتجات النفطية الروسية، يأتي ذلك في أعقاب الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي والحد الأقصى لأسعار النفط الروسي المنقولة بحراً الشهر الماضي من قبل مجموعة الدول الصناعية السبع.
السؤال الرئيسي بين التجار الآن هو ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي بالفعل إلى خفض إنتاج النفط الروسي أم لا.
وفي الوقت نفسه من المتوقع أن تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك + (JMMC) التي تستعرض سوق النفط في 1 فبراير. من المتوقع أن تقوم JMMC بتأييد سياسة الإنتاج الحالية لمجموعة المنتجين، وتأمل في أن يوازن الطلب الصيني المخاوف بشأن التضخم والتباطؤ الاقتصادي العالمي.
أظهر تقرير معهد البترول الأمريكي وهو مجموعة صناعية غير رسمية أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت بمقدار 3.38 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يزيد كثيرًا عن التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 1.6 مليون برميل.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يحاول تصريف تشبعه الشرائي
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس على انخفاض خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.37% ليستقر على سعر 80.43 دولار للبرميل الواحد.
تراجع النفط بتداولاته الأخيرة على اثر ثبات مستوى المقاومة المهم 83.15، ليحاول السعر اكتساب زخماً إيجابياً قد يساعده على اختراق تلك المقاومة، وفي الوقت نفسه يحاول تصريف البعض من تشبعه الشرائي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، خاصة مع بدء توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، في ظل تأثره بالخروج من نطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة كانت تحد تداولاته السابقة على المدى القصير، مع تواصل الضغط الإيجابي لتداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا ترجح عودة ارتفاع النفط خلال تداولاته القادمة، بشرط اختراقه أولاً لمستوى المقاومة 83.15، ليستهدف بعدها مستوى المقاومة 93.65.