تقدمت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، بعدما أغلقت الأسعار الأمريكية فوق 80 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوعين، حيث قام المستثمرون بتقييم البيانات التي تؤكد تباطؤًا حادًا في النمو الاقتصادي الصيني العام الماضي، بينما يتطلعون إلى زيادة الطلب على النفط الخام مع إلغاء البلاد لقيودها الصارمة التي كانت تهدف للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
بحلول الساعة 7:40 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.97% ليستقر عند سعر 81.18 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد صعودها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت 1.78%.
- كما صعدت العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 0.81% ليستقر عند سعر 86.62 دولار للبرميل الواحد، بعد تقدمها بتداولات أمس بنسبة بلغت 1.73%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
حصل النفط على دفعة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني الأفضل من المتوقع، والإنتاج الصناعي وأرقام مبيعات التجزئة التي صدرت خلال الليل، وذلك جنباً إلى جنب مع مع بدء فتح الصين، تضيف هذه الأخبار إلى قضية زيادة الطلب على الطاقة.
أظهرت بيانات رسمية يوم الثلاثاء أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 3٪ في عام 2022، أي أقل من نصف معدل العام السابق البالغ 8.1٪، كان هذا ثاني أقل معدل نمو سنوي منذ السبعينيات على الأقل بعد عام 2020، عندما انخفض النمو إلى 2.4٪ في بداية جائحة فيروس كورونا.
يُنظر إلى قيود الصين بشأن COVID على أنها عبء على الطلب على النفط الخام، ولكن من المتوقع أن يؤدي رفع القيود إلى انتعاش كبير في الطلب، ومع ذلك فإن الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بـ COVID-19 ألقى بظلاله على التوقعات على المدى القريب.
بينما أبقت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2023 دون تغيير عند 2.22 مليون برميل يوميا.
في غضون ذلك تظل التوترات الجيوسياسية مع استمرار اندلاع الصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أصبحت روسيا هدفًا بين صانعي السياسة مرة أخرى، وكذلك المزيد من العقوبات على البلاد، من المقرر أن يبدأ حظر الاتحاد الأوروبي على صادرات المنتجات النفطية الروسية في 5 فبراير/ شباط.
كما تلقت السوق دعما من توقعات بانخفاض مخزونات الخام الأمريكية بنحو 1.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما يراقب السوق أيضًا عن كثب المزيد من بيانات الطلب في الصين من التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية المقرر إصداره في وقت لاحق يوم الأربعاء.
قال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيس إنه "متفائل بحذر" بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، حيث أن تعافي الطلب على النفط في الصين يخفف من علامات الهشاشة في أماكن أخرى، حسبما ذكرت بلومبرج.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يهاجم سقف قناة سعريه تصحيحية هابطة
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية جديدة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 1.22% ليستقر على سعر 81.16 دولار للبرميل الواحد.
نجح النفط بتداولاته الأخيرة التخلص من الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مدعوماً بتوارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بالرغم من وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، ليهاجم بدوره سقف تلك القناة السعريه التصحيحية الهابطة التي تحد تداولاته الأخيرة على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية).
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا فتوقعاتنا ترجح المزيد من الصعود للنفط خلال تداولاته القادمة، ولكن بشرط اختراقه أولاً لمستوى المقاومة 83.15، ليستهدف بعدها مستوى المقاومة المحوري 93.65.