استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على ارتفاع طفيف بالتعاملات المبكرة ليوم الجمعة، لتعوض جزء من خسائرها أمس، حيث سجلت الأسعار الأمريكية أول خسارة لها في ثلاث جلسات، في الوقت الذي تخشى فيه أن يؤدي التشديد النقدي القوي من قبل الاحتياطي الفيدرالي إلى دفع الاقتصاد إلى الركود.
بحلول الساعة 5:10 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 1.83% ليستقر عند سعر 89.78 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة بلغت -2.03%.
- وتقدمت العقود الآجلة تسليم شهر يناير/ كانون الثاني 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 1.63% ليستقر عند سعر 96.21 دولار للبرميل الواحد، بعد ارتفاعها بتداولات أمس بنسبة بلغت 0.26%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس أو 0.75 نقطة مئوية كما هو متوقع، وقدم بيانًا سياسيًا تم تفسيره على أنه إشارة إلى أن حجم الزيادات في الأسعار من المحتمل أن ينخفض في اجتماع ديسمبر/ كانون الأول.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحفي لاحق إنه في حين أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يكون على المنضدة في الاجتماعات المستقبلية، إلا أنه من السابق لأوانه الحديث عن توقف مؤقت في زيادات الأسعار وأن الذروة في المعدلات ستكون أعلى مما كان يعتقده مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي سابقًا، ومن المرجح أن تظل هذه المعدلات مرتفعة لفترة طويلة، في حين أن الطريق إلى "الهبوط الناعم" للاقتصاد قد تقلص بسبب استمرار ارتفاع التضخم.
ارتفع الدولار بشكل حاد في أعقاب قرار الاحتياطي الفيدرالي، حيث تقدم مؤشر الدولار وهو الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية منافسة بنسبة 1.4٪، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 18٪ تقريبًا منذ بداية العام، يُنظر إلى الدولار القوي على أنه سلبي للسلع المسعرة به، حيث يجعلها أكثر تكلفة لمستخدمي العملات الأخرى.
من جهة أخرى وجد النفط بعض الدعم وسط الآمال المتجددة في إعادة فتح الاقتصاد الصيني في الأشهر المقبلة، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة المحيطة بحرب أوكرانيا وكذلك في الشرق الأوسط، واحتمالات تقديم عرض دائم من وزارة الطاقة الأمريكية في نطاق 70 دولارًا للبرميل، حيث أن الحكومة الأمريكية تتطلع إلى تجديد احتياطي البترول الاستراتيجي.
التوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة وبشكل أكثر تحديدًا مخاوف الركود الملحة بشكل متزايد تعمل حاليًا على إبقاء أسعار خام غرب تكساس الوسيط في حدود 90 دولارًا أمريكيًا، ولكن نظرًا لمخاوف العرض هناك مخاطر ناشئة من حدوث حركة صعودية مع اقتراب نهاية العام.
بشكل منفصل وعلى صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية فقد انخفض مقياس معهد إدارة التوريد لظروف العمل في قطاع الخدمات في الولايات المتحدة إلى 54.4٪ في أكتوبر/ تشرين الأول، لتصل إلى أدنى مستوى منذ عمليات الإغلاق الاقتصادي الأمريكية في عام 2020.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط محاط بالضغوط الإيجابية
ارتفعت قليلاً أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 1.70% ليستقر على سعر 89.66 دولار للبرميل الواحد.
يأتي هذا بعد نجاح النفط في الخروج من نطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة كانت تحد تداولاته السابقة على المدى القصير، مثلما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بالرغم من وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، بالإضافة إلى ذلك استمرار الدعم الإيجابي لتداولاته اعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا تشير إلى المزيد من الارتفاع للنفط خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات الدعم 85.40، ليستهدف أولى مستويات المقاومة عند سعر 93.50.