تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الاثنين، بعد أن نفت بكين أنها تفكر في تخفيف سياستها بشأن صفر COVID-19، بعد تسجيلها أعلى معدل أصابات يومية بالفيروس منذ ست أشهر، مما بدد الآمال في تغيير السياسة الذي كان من المتوقع أن ينعش الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.
بحلول الساعة 7:00 بتوقيت جرينتش
- انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -1.61% ليستقر عند سعر 91.12 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد ارتفاعها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت 5.04%. خلال الأسبوع الماضي تقدم العقد بنسبة بلغت 5.36%.
- وتراجعت العقود الآجلة تسليم شهر يناير/ كانون الثاني 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت -1.31% ليستقر عند سعر 97.28 دولار للبرميل الواحد، بعد تقدمها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت 4.12%. خلال الأسبوع الماضي ارتفع العقد بنسبة بلغت 2.92%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
وصلت الأسعار الأمريكية بتداولات يوم الجمعة الماضية فوق 90 دولارًا للبرميل، لتغلق عند أعلى مستوياتها في شهر، بعدما قدمت التكهنات المستمرة حول تخفيف القيود المتعلقة بمكافحة فيروس COVID-19 في الصين دعمًا للنفط الخام.
فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أن تسنغ جوانج الذي كان سابقًا كبير العلماء في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها قال في مؤتمر إنه من المتوقع أن تكون هناك تغييرات "كبيرة" على نهج عدم انتشار فيروس كورونا في البلاد في عام 2023، وفقًا لمصادر متعددة غير مسماة.
ولكن سرعان ما عادت الأسعار للانخفاض في مستهل تداولات الأسبوع، بعدما كررت السلطات الصينية التزامها بمقاربة صفر كوفيد الصارمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما بدد الآمال في تغيير السياسة الذي كان من المتوقع أن ينعش الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم، حيث دافع مسؤول صحي كبير في الصين عن ضوابط Covid الحالية في البلاد قائلاً: "لقد أثبتت الممارسات السابقة أن خططنا للوقاية والسيطرة وسلسلة من الإجراءات الاستراتيجية صحيحة تمامًا".
كما أبقت توقعات تشديد الإمدادات ضغوطًا تصاعدية على أسعار النفط بعد أن وافقت أوبك + على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا في نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو أكبر خفض منذ بداية الوباء.
علاوة على ذلك من المقرر أن يدخل حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر/ كانون الأول، مما يزيد من مخاوف الإمدادات.
كما حصلت أسعار النفط على دفعة أخرى حيث بدأ الدولار الأمريكي في التراجع وإزالة ضغوط سلبية كبيرة على أسعار السلع المقومة بالدولار بعد تقرير التوظيف الأمريكي القوي. والذي أشار إلى انخفاض عن الشهر الماضي في نمو الأجور بالساعة في الولايات المتحدة مما بدد الضغط المتشدد من أحد المكونات الرئيسية ليقول أن التضخم قد يتراجع، وبالتالي من الممكن كبح المسيرة العدوانية في معدلات رفع الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في غضون ذلك ذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها توصلوا إلى اتفاق بشأن أنواع مبيعات النفط التي ستخضع لسقف على الأسعار الروسية عندما تدخل العقوبات الجديدة حيز التنفيذ في 5 ديسمبر.
وقال التقرير إن النفط الروسي المنقول بحراً لن يخضع للحد الأقصى إلا عند بيعه لأول مرة للمشترين على الأرض، مما يعني أن إعادة البيع لن تندرج تحت نفس السقف، ستظل التجارة الوسيطة للنفط الروسي التي تحدث في البحر خاضعة للحد الأقصى، بينما لن تخضع المنتجات المكررة مثل البنزين.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط في هدنة لالتقاط الأنفاس
تراجعت قليلاً أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -1.59% ليستقر على سعر 91.14 دولار للبرميل الواحد.
يحاول النفط جني أرباح ارتفاعاته الأخيرة واكتساب بعضاً من الزخم الإيجابي الذي قد يساعده على الارتفاع من جديد، في ظل تأثره بالخروج من نطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة كانت تحد تداولاته السابقة على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع تواصل الدعم الإيجابي بسبب تداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بالإضافة لتوارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا تشير توقعاتنا إلى ترجيح سيناريو ارتفاع النفط خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة اختراقه للمقاومة الحالية 93.50، ليستهدف بعدها مباشرة مستوى المقاومة 100.70.