انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، وذلك بعد تراجعها أمس لتسجل أول انخفاض لها في ست جلسات، حيث أثارت البيانات الاقتصادية من الصين المخاوف بشأن الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم، وفي الخلفية من ذلك يستمر الضغط من ارتفاع الدولار الأمريكي.
بحلول الساعة 7:15 بتوقيت جرينتش
- تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -1.11% ليستقر عند سعر 90.12 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة بلغت -1.64%.
- وانخفضت العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت -0.93% ليستقر عند سعر 95.30 دولار للبرميل الواحد، بعد هبوطها بتداولات أمس بنسبة بلغت -1.77%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
ربط المحللون ضعف النفط الخام أمس بقراءة سبتمبر/ أيلول لمؤشر مديري مشتريات الخدمات Caixin في الصين الذي صدر خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي انخفض إلى 49.3 مقابل قراءة 55 في أغسطس/ آب، متأثرا بإغلاق يهدف إلى احتواء تفشي فيروس COVID-19. تشير القراءة الأقل من 50 إلى حدوث تقلص في النشاط.
أشارت تلك البيانات إلى انكماش نشاط قطاع الخدمات في الصين لأول مرة في أربعة أشهر في سبتمبر، حيث أثرت قيود فيروس كورونا المستجد على الطلب الضعيف بالفعل.
استجابة لارتفاع الحالات كثفت السلطات الصينية الاختبارات في شنغهاي والمدن الكبرى الأخرى، بالإضافة إلى تمديد فترات الحجر الصحي وإغلاق بعض الأماكن العامة التي يمكن أن ينتشر فيها الفيروس.
ارتفع النفط الخام بشكل حاد الأسبوع الماضي، بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى له في ثمانية أشهر في سبتمبر. جاء هذا الارتفاع في الوقت الذي اتفقت فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها المعروفون باسم أوبك + على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر/ تشرين الثاني.
على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون الخفض الفعلي حوالي نصف هذا الحجم، نظرًا لأن العديد من الأعضاء كانوا ينتجون بالفعل أقل من أهدافهم، إلا أنه أكد المخاوف بشأن نقص الإمدادات، كان النفط الخام يتعرض للضغط في السابق بسبب مخاوف من أن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى قد تؤدي إلى حدوث انكماش اقتصادي عالمي حاد.
في غضون ذلك مدد الدولار من مكاسبه وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يمضي قدماً في خططه العدوانية العنيفة، مما يجعل النفط المسعر به أكثر تكلفة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
وبشكل منفصل حذر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan في مقابلة على شبكة CNBC أمس من أن الاقتصاد الأمريكي والعالمي من المرجح أن يدخلوا الركود بحلول منتصف العام المقبل، بينما شهد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مخاطر متزايدة للتباطؤ العالمي.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يجني أرباحه
تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، مسجلة خسائر يومية جديدة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -1.04% ليستقر على سعر 90.18 دولار للبرميل الواحد.
جاء انخفاض النفط على اثر ثبات مستوى المقاومة 93.50، تلك المقاومة التي كنا قد أشرنا إليها بتقاريرنا السابقة، ليجني بذلك أرباح ارتفاعاته الأخيرة، وليحاول اكتساب زخماً إيجابياً قد يساعده على اختراق تلك المقاومة، كما يحاول في الوقت نفسه تصريف البعض من تشبعه الشرائي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، خاصة مع بدء توارد الإشارات السلبية منها.
كل ذلك يأتي في ظل تأثره باختراق خط ميل تصحيحي هابط في وقت سابق، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، كما يدعمه استمرار تداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا فتوقعاتنا ترجح عودة ارتفاع النفط خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة اختراقه للمقاومة 93.50، ليستهدف بعدها مستوى المقاومة 101.50.