استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض في مستهل تعاملات الأسبوع ليوم الاثنين، لتعوض بعض من خسائرها بعد أن تراجعت أكثر من 6٪ الأسبوع الماضي، فيما عزاه المحللون إلى جني الأرباح وتراجع الدولار وآمال الحصول على مزيد من الدعم السياسي من الحكومة الصينية، وفي الخلفية من ذلك استمرار المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي في إضعاف توقعات الطلب.
بحلول الساعة 4:50 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.70% ليستقر عند سعر 85.24 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد انخفاضها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -3.93%. خلال الأسبوع الماضي انخفض العقد بنسبة بلغت -7.59%.
- وتقدمت العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 0.74% ليستقر عند سعر 92.31 دولار للبرميل الواحد، بعد تراجعها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -3.11%. خلال الأسبوع الماضي انخفض العقد بنسبة بلغت -6.42%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
أشار مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى استعدادهم لرفع أسعار الفائدة أعلى مما كان مخططًا له سابقًا لمكافحة التضخم المرتفع بعناد، مما أثار المخاوف من أن تشديد الأوضاع المالية قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد يوم الجمعة إن التضخم أصبح "ضارًا" ويصعب إيقافه، ويبرر استمرار "التحميل الأمامي" من خلال زيادات أكبر تبلغ ثلاثة أرباع نقطة مئوية.
كما أشارت الصين والتي تمثل أكبر مستورد للخام في العالم إلى تعديلات على سياستها الصارمة في عدم انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي أثر على اقتصادها وطلبها على الطاقة.
من المتوقع أن تصدر الصين بيانات تجارية واقتصادية هذا الأسبوع، على الرغم من أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث قد ينتعش عن الربع السابق، إلا أن سياسة الصين الصارمة بشأن COVID-19 جعلت الاقتصاد رقم 2 في العالم يواجه ما سيكون على الأرجح أسوأ عام في أداءه منذ ما يقرب من نصف قرن.
بالنظر إلى المستقبل من المتوقع أن تظل أسعار النفط متقلبة حيث ستؤدي تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك + إلى تشديد الإمدادات قبل حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، في حين أن الدولار الأمريكي القوي والزيادات الإضافية في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ستحد من مكاسب الأسعار.
اصطفت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للإنتاج وحلفائها بما في ذلك روسيا يوم الأحد لتأييد خفض الإنتاج الحاد المتفق عليه هذا الشهر، بعد تصعيد البيت الأبيض في حربه الكلامية مع المملكة العربية السعودية، واتهم الرياض بإجبار الدول الأخرى في دعم هذه الخطوة.
يأتي هذا بعدما تعهدت أوبك + في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض فعلي بنحو مليون برميل يوميًا لأن بعض الأعضاء ينتجون بالفعل أقل من أهدافهم.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يتعرض للضغط السلبي
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس على انخفاض بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.71% ليستقر على سعر 86.21 دولار للبرميل الواحد.
يتحرك النفط بنطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة تحد تداولاته السابقة على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، ليتخطى السعر بتداولاته الأخيرة دعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، ما يعرضه للضغط السلبي، خاصة مع بدء توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها في وقت سابق لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نتوقع المزيد من الانخفاض للنفط خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة كسره للدعم 85.40، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 76.40.