ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتعاملات المبكرة ليوم الجمعة، بعد تسجيله أمس لأدنى سعر له في حوالي أسبوعين، حيث راهن التجار على أن أوبك + ستناقش تخفيضات الإنتاج في اجتماعهم يوم 5 سبتمبر/ أيلول، ولكن بالرغم من ذلك لا يزال في طريقه لتسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي له في شهر، بسبب عمليات الإغلاق الجديدة المتعلقة بمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين.
بحلول الساعة 7:40 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 2.34% ليستقر عند سعر 88.64 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد تراجعها خلال تداولات أمس وبشكل حاد بنسبة بلغت -2.53%.
- كما صعدت العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 2.21% ليستقر عند سعر 94.40 دولار للبرميل الواحد، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة بلغت –3.61%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
بدأت العقود الآجلة للنفط في الخروج من شهر أغسطس/ آب القاسي، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 9٪ وخام برنت بنسبة 12٪. وسجلت مؤشرات أسعار النفط الخام الأمريكية والعالمية للشهر الأول انخفاضًا شهريًا ثالثًا على التوالي، وهو أطول سلسلة خسائر منذ النصف الأول من عام 2020.
أغلقت السلطات الصينية مدينة تشنغدو التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة في محاولة للسيطرة على انتشار تفشي جديد لفيروس COVID-19، مما ساهم في زيادة المخاوف بشأن النمو الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم، غالبًا ما كانت سياسة عدم انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين بمثابة حد أقصى لأسعار النفط الخام في عام 2022.
ومادلل على ذلك أيضاً انخفاض مقياس خاص لنشاط المصانع في الصين إلى منطقة الانكماش في أغسطس/ آب حيث أعاقت عمليات الإغلاق المتعلقة بمكافحة الفيروس وأزمة الطاقة الناجمة عن الحرارة الشديدة والجفاف الانتعاش الاقتصادي للبلاد. فقد انخفض مؤشر مديري المشتريات Caixin China إلى 49.5 في أغسطس من 50.4 في يوليو/ تموز، متراجعًا عن علامة 50 نقطة التي تفصل الانكماش عن التوسع، وفقًا للبيانات الصادرة عن Caixin Media Co و S&P Global يوم الخميس.
تضاف مشاكل الصين إلى المخاوف بشأن توقعات النمو الاقتصادي العالمي، في الوقت الذي يتحرك فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الرئيسية لكبح جماح التضخم بقوة، مما يهدد بإحداث تباطؤ كبير أو حتى ركود في الاقتصاد.
في غضون ذلك من المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها ويطلق عليهم مجتمع أوبك + في الخامس من سبتمبر/ أيلول على خلفية تراجع الأسعار وتراجع الطلب، حتى في الوقت الذي تقول فيه السعودية أكبر منتج إن الإمدادات لا تزال شحيحة.
خفضت أوبك + هذا الأسبوع توقعاتها للطلب، وتتوقع الآن تأخر الطلب بمقدار 400 ألف برميل يوميًا في 2022، لكنها تتوقع عجزًا في السوق يبلغ 300 ألف برميل يوميًا في حالتها الأساسية لعام 2023.
يقول المحللين أنه مع انخفاض أسعار برنت نحو 90 دولارًا للبرميل تزداد احتمالية استجابة أوبك + لتخفيض الإنتاج في اجتماعهم يوم الاثنين القادم أو في أكتوبر/ تشرين الأول.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يحاول تعويض بعضاً من خسائره
ارتفع أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 2.33% ليستقر على سعر 88.61 دولار للبرميل الواحد.
يحاول النفط بارتفاعه الأخير تعويض جزء مما تكبده من خسائر سابقة، وذلك وسط سيطرة الاتجاه التصحيحي الهابط على المدى القصير بمحاذاة خط ميل، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها في وقت سابق لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، بالإضافة إلى ذلك يستمر الضغط السلبي بسبب تداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا تشير توقعاتنا إلى ترجيح سيناريو انخفاض النفط خلال تداولاته القادمة، وذلك طيلة ثبات مستوى المقاومة 92.90، ليستهدف مستوى الدعم المحوري 85.40.