ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب بالتعاملات المبكرة ليوم الجمعة، مدعوماً بتراجع الدولار الأمريكي واستقرار عوائد السندات، وفي الخلفية من ذلك المخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى ركود عالمي.
بحلول الساعة 6:30 بتوقيت جرينتش:
تقدمت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول لعام 2022 بنسبة بلغت 0.32% ليستقر على سعر 1,673.95 دولار للأوقية الواحدة، بعد ارتفاعها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت 0.69%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
تراجعت أسعار الذهب بنحو 8٪ حتى الآن في الربع الثالث من العام الجاري، لتسجل بذلك أكبر انخفاض فصلي لها منذ أوائل عام 2021، لكنها ارتفعت بنسبة 1.1٪ هذا الأسبوع حتى الآن بعد أسبوعين متتاليين من الخسائر.
على الرغم من أن الذهب يعتبر تحوطًا ضد التضخم، إلا أن سلسلة من الارتفاعات الشديدة لأسعار الفائدة الأمريكية هذا العام رفعت تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن وجعلت الدولار الملاذ الآمن المفضل.
من ناحية أخرى ارتفعت عائدات السندات مع ضعف أسعار السندات وسط ارتفاع أسعار الفائدة، بعد تراجعها هي والدولار يوم الأربعاء، شهد العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعًا بمقدار 2.7 نقطة أساس إلى 3.765٪، ارتفاع العوائد يشكل تحديا لأسعار الذهب لأن المعدن لا يقدم أي فائدة.
في البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ظهرت أمس بقيت تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي دون تغيير عند -0.6٪ للربع الثاني، بينما زادت تقديرات نفقات الاستهلاك الشخصي إلى + 7.3٪ مقابل التقدير السابق البالغ 7.1٪. علاوة على ذلك ارتفعت أرباح الشركات بنسبة 6.2٪ في الربع الثاني لتصل إلى 131.6 مليار دولار.
وبالانتقال إلى سوق العمل وصلت مطالبات البطالة الأولية إلى أدنى مستوى لها في 8 أشهر، حيث انخفضت المطالبات بمقدار 16 ألف لتصل إلى 193 ألف مطالبة، مقارنة بالرقم المتوقع عند 218 ألف مطالبة.
وسط مخاوف السوق من أن القوة المستمرة في الوظائف ستترك الباب مفتوحًا أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي للاستمرار في سياسته النقدية المتشددة.
قالت لوريتا ميستر رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند يوم الخميس في مناقشة حية في مؤتمر حول التضخم إن التضخم المرتفع هو الشاغل الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الحالي، وهو قرار من المرجح أن يضعف الزخم الاقتصادي. قالت ميستر في الوقت الحالي إن التضخم "مرتفع بشكل غير مقبول"، واستعادة استقرار الأسعار هي الأولوية القصوى لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مضيفة أنه بمجرد أن يبدأ التضخم في التباطؤ وحتى وإن لم يصل إلى هدف البنك الـ 2٪ يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي النظر في التوازن بين التضخم و نمو.
ونقلت بلومبرج عن جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس قوله: "نحن مصممون على الوصول إلى المستوى الصحيح لسعر السياسة من أجل ممارسة ضغط تنازلي ذي مغزى على التضخم هنا".
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن يقترب من إعادة اختبار مقاومة محورية
ارتفعت أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية GOLD SPOT خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.31% ليستقر على سعر 1,665.60 دولار للأوقية الواحدة.
يأتي صعود المعدن الثمين وسط توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، ليحاول تعويض بعضاً من خسائره السابقة، في ظل تداولاته بمحاذاة خط ميل رئيسي هابط على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نرجح عودة انخفاض الذهب خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة المحورية 1,681، ليستهدف مستوى الدعم 1,611.50.