استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض بالتعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، بعد أن أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الصين على التوقعات الاقتصادية العالمية، وأدت التطورات المرتبطة بمشروع الاتفاق النووي الإيراني إلى دفع الأسعار الأمريكية إلى أدنى تسوية لها منذ أواخر يناير/ كانون الثاني.
بحلول الساعة 4:50 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر سبتمبر/ أيلول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.92% ليستقر عند سعر 87.33 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد انخفاضها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت -3.22%.
- كما صعدت العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 0.78% ليستقر عند سعر 93.04 دولار للبرميل الواحد، بعد هبوطها بتداولات أمس بنسبة بلغت -2.56%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
شهدت أسعار النفط الخام تداولات متقلبة يوم الثلاثاء، متأرجحة ما بين الخسائر والمكاسب قبل أن تنهي جلسها على انخفاض حاد، بعد يوم من تكبده خسائر بنسبة 3٪ تقريبًا.
تتبع المستثمرون التطورات المتعلقة بالجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، حيث ردت طهران على مسودة اتفاق قدمها الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن لديها تحفظات، وأشارت على الأرجح إلى أن المحادثات من المرجح أن تمتد إلى ما بعد الموعد النهائي الذي تم وصفه يوم الاثنين، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو. إن احتمال إبرام صفقة نووية مع إيران يعني أن المزيد من الإمدادات قد تدخل السوق.
مع ذلك حتى لو تم التوقيع على اتفاقية جديدة فمن المفترض أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل رفع العقوبات بالكامل، فعندما تم التوصل إلى اتفاق عام 2015 استغرق الأمر نصف عام تقريبًا حتى يحدث ذلك، ثم ارتفع إنتاج النفط الإيراني بنحو 700 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2016.
في غضون ذلك يضعف اليوان الصيني مقابل الدولار الأميركي بشكل حاد بنسبة 0.23٪، بسبب البيانات الصينية المخيبة للآمال والتدخل السريع لبنك الشعب الصيني في خفض أسعار الفائدة. يؤدي ذلك إلى جعل السلع المباعة بالدولار الأمريكي أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الصينيين.
في وقت مبكر من هذا الأسبوع جاء الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين أقل من الشهر السابق وأضعف من توقعات المحللين، وقام بعدها بنك الشعب الصيني بتخفيض مفاجئ في أسعار الفائدة.
ومع ذلك كانت البيانات الأمريكية الصادرة يوم الثلاثاء متفائلة إلى حد ما، حيث أظهرت أن الإنتاج الصناعي ارتفع بنسبة 0.6٪ في يوليو/ تموز، أي أكثر من الزيادة المتوقعة بنسبة 0.3٪، وفقًا لمسح أجرته صحيفة وول ستريت جورنال.
بشكل منفصل أظهرت أمس بيانات معهد البترول الأمريكي وهي جمعية غير رسمية انخفاض المخزونات المحلية للنفط في الأسبوع المنتهي يوم 12 أغسطس/ آب بنحو 440 ألف برميل، كما تراجعت مخزونات البنزين بنحو 4.5 مليون برميل، وهبطت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل زيت التدفئة والديزل بنحو 759 ألف برميل.
ستصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات المخزونات الرسمية في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، يتوقع المحللون أن يظهر التقرير انخفاضًا قدره 1.7 مليون برميل في كل من مخزونات النفط الخام والبنزين، جنبًا إلى جنب مع ارتفاع بنحو 400 ألف برميل لمخزونات نواتج التقطير.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يعمق من خسائره
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس على انخفاض بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.89% ليستقر على سعر 87.30 دولار للبرميل الواحد.
يتحرك النفط بنطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة تحد تداولاته السابقة على المدى القصير، مثلما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بالإضافة إلى ذلك نلاحظ توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، ليتخطى السعر بتداولاته الأخيرة مستوى الدعم المهم 87.40.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نتوقع المزيد من الانخفاض للنفط الخام خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة تأكيد كسره لمستوى الدعم 87.40، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 80.00.