استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض بالتعاملات المبكرة ليوم الاثنين، بعد تكبدها خسائر أسبوعية حادة حيث فشل تقرير الوظائف الأمريكية الذي جاء أقوى بكثير من المتوقع في تبديد المخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي، في حين تشير البيانات إلى انتعاش بطيء في واردات الصين من النفط الخام الشهر الماضي.
بحلول الساعة 4:20 بتوقيت جرينتش
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر سبتمبر/ أيلول 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.58% ليستقر عند سعر 89.53 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد صعودها قليلاً خلال تداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت 0.53%. خلال الأسبوع الماضي انخفض العقد بنسبة بلغت -9.74%.
- كما صعدت العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 0.77% ليستقر عند سعر 95.65 دولار للبرميل الواحد، بعد ارتفاعها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت 0.85%. خلال الأسبوع الماضي انخفض العقد بنسبة بلغت -13.72%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
انخفض النفط بشكل حاد الأسبوع الماضي مع مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي حاد وتأثيره المحتمل على الطلب، وتضخمت المخاوف يوم الخميس بعد أن أعلن بنك إنجلترا زيادة سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة وحذر من احتمال حدوث ركود طويل الأمد في المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
ارتد النفط الخام من أدنى مستوياته في عدة شهور يوم الجمعة، بعد أن أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي أضاف نحو 528 ألف وظيفة غير زراعية في يوليو/ تموز، متجاوزًا بكثير تقدير الإجماع عند 258 ألف وظيفة، وانخفض معدل البطالة إلى 3.5٪ من 3.6٪.
تعد جداول الرواتب غير الزراعية القوية أخبارًا مرحب بها للولايات المتحدة والاقتصاد، وهذا يساعد النفط على تعويض بعض خسائر الأسبوع الماضي. خاصة بعدما سجلت أوروبا أيضًا بيانات إنتاج صناعي أفضل من المتوقع في كل من ألمانيا وفرنسا.
تحركت البنوك المركزية الكبرى بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة بقوة في محاولة لكبح الضغوط التضخمية، مع إذكاء المخاوف من حدوث ركود.
في غضون ذلك أظهرت بيانات جمركية أن الصين أكبر مستورد للخام في العالم استوردت نحو 8.79 مليون برميل يوميًا من الخام في يوليو، ارتفاعًا من أدنى مستوى في أربع سنوات في يونيو/ حزيران، لكنها لا تزال أقل بنسبة 9.5٪ مقارنة بالعام الماضي.
سحبت المصافي الصينية مخزوناتها وسط ارتفاع أسعار النفط الخام وضعف هوامش الربح المحلية حتى مع اكتساب الصادرات الإجمالية للبلاد زخمًا.
في الولايات المتحدة خفضت شركات الطاقة عدد منصات النفط الأسبوع الماضي بأكبر قدر منذ سبتمبر/ أيلول، وهو أول انخفاض في عشرة أسابيع. وقد تلقى قطاع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة دفعة بعد أن أقر مجلس الشيوخ يوم الأحد مشروع قانون كاسح بقيمة 430 مليار دولار يهدف إلى مكافحة تغير المناخ، من بين قضايا أخرى.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يحاول تعويض بعضاً من خسائره
ارتفعت قليلاً أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.61% ليستقر على سعر 89.55 دولار للبرميل الواحد.
يأتي ارتفاع السلعة كمحاولة لتعويض جزء مما تكبدته من خسائر سابقة، كما يحاول السعر في الوقت نفسه تصريف البعض من تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، خاصة مع بدء ظهور تقاطع إيجابي بها، في ظل سيطرة الاتجاه التصحيحي الهابط على المدى القصير وتداولاته بنطاق قناة سعريه هابطة، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع تواصل الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا فتوقعاتنا ترجح انخفاض النفط خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة 92.90، ليستهدف مستوى الدعم 85.40.