استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض بتداولات يوم الأربعاء، لتستقر عند أدنى مستوى لها منذ أبريل/ نيسان، حيث أثارت المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية حالة من عدم اليقين بشأن توقعات الطلب على الطاقة، ومع ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، مما دفع الخام الأمريكي القياسي إلى ما دون 100 دولار للبرميل.
بحلول الساعة 6:00 بتوقيت جرينتش
- ارتفع أسعار العقود الآجلة تسليم شهر أغسطس/ آب 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.44% ليستقر عند سعر 99.94 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد انخفاضها خلال تداولات أمس بنسبة بلغت -9.87%.
- وصعدت قليلاً العقود الآجلة تسليم شهر سبتمبر/ أيلول 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت 0.83% ليستقر عند سعر 103.62 دولار للبرميل الواحد، بعد تراجعها بتداولات أمس بنسبة بلغت -9.45%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
ارتفعت الأسعار لكلا الخامين القياسيين بأكثر من 30٪ هذا العام، حيث تم تداولها فوق 120 دولارًا مؤخرًا في منتصف يونيو/ حزيران حيث هددت الحرب الروسية مع أوكرانيا الإمدادات من أحد أكبر المنتجين في العالم.
الآن يحول المستثمرون انتباههم إلى احتمال أن يؤدي الركود إلى تراجع الطلب العالمي، تراجعت أسعار برنت وغرب تكساس الوسيط الشهر الماضي للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني وكلاهما منخفض بنحو 20٪ من أعلى مستوى لهما في 52 أسبوعًا في 8 مارس/ أذار.
في غضون ذلك ارتفع الدولار الأمريكي مقابل المنافسين الرئيسيين وسط مخاوف من أن أزمة الطاقة التي أحدثتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا وخطط البنك المركزي الأوروبي للتشديد النقدي استجابة للتضخم قد تدفع منطقة اليورو إلى الركود.
يمكن أن يكون الدولار القوي بحد ذاته بمثابة رياح معاكسة للخام والسلع الأخرى المسعرة به، مما يجعلها أكثر تكلفة لمستخدمي العملات الأخرى.
كما أن المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع حيث يتحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة بقوة وتشديد السياسة النقدية استجابةً للتضخم. لكن المحللين قالوا إن الجانب السلبي للنفط الخام من المرجح أن يظل محدودًا بسبب شح الإمدادات.
في هذا السياق أضرب عمال النفط والغاز في النرويج يوم الثلاثاء احتجاجا على رواتبهم، حسبما أفادت تقارير إخبارية. قد ينخفض إنتاج النفط النرويجي بنسبة 15٪ بحلول يوم السبت، وفقًا لرويترز.
ولكن تدخلت الحكومة النرويجية لإنهاء الإضراب حسبما قال قيادي نقابي ووزارة العمل، منهية بذلك جمودًا كان من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.
بشكل منفصل قال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو يوم الثلاثاء إن الصناعة "تحت الحصار" بسبب سنوات من نقص الاستثمار، مضيفا أنه يمكن تخفيف النقص إذا سمح بإمدادات إضافية من إيران وفنزويلا.
كما حذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف من أن الاقتراح الياباني للحد من سعر النفط الروسي عند حوالي نصف مستواه الحالي سيؤدي إلى انخفاض كبير للنفط في السوق، مما قد يدفع الأسعار إلى ما فوق 300-400 دولار للبرميل.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يستسلم للضغط السلبي
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس على انخفاض بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.29% ليستقر على سعر 99.77 دولار للبرميل الواحد.
كما توقعنا له بتقاريرنا السابقة فقد انزلق النفط الخام بتداولاته الأخيرة بعدما لامس مقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وقد تزامن ذلك مع اعادته اختبار لخط اتجاه رئيسي صاعد كان السعر قد كسره في السابق، مثلما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، ليستسلم السعر بعدها لتلك الضغوط السلبية ولينخفض مستكملاً مسيرته التصحيحية الهابطة على المدى القصير، خاصة مع عودة توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا تشير إلى المزيد من الانخفاض للنفط خلال تداولاته القادمة، خاصة طوال استقراره دون مستوى 101.50، ليستهدف اولى مستويات الدعم عند 92.90.