استقرت أسعار العقود الآجلة للذهب على انخفاض بتداولات يوم الثلاثاء، ممدداً الخسائر التي شهدناها بتداولات يوم الجمعة وهي أسوأ جلسة له منذ ثلاثة أسابيع، بضغط من قوة الدولار الأمريكية وارتفاع عوائد سندات الخزانة.
بحلول الساعة 5:30 بتوقيت جرينتش:
ارتفعت قليلاً أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس/ آب لعام 2022 بنسبة بلغت 0.05% ليستقر على سعر 1,844.60 دولار للأوقية الواحدة، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة بلغت -0.56%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
تواترت التقارير التي تفيد بتقليص حالات الإصابة بفيروس Covid-19 اليومية في الصين، وأن البلاد تعيد فتح أبوابها الشركات في جميع أنحاء العالم في الوصول إلى الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب.
تلك التقارير دفعت المشاركين في السوق إلى الابتعاد عن السندات الآمنة، يؤدي ذلك إلى خفض أسعارها ورفع عوائدها، حيث ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.04٪، أي أقل بقليل من أعلى مستوى لها منذ بداية الجائحة. كما ارتفع عائد السنتين إلى 2.72٪، أدنى بقليل من أعلى مستوى منذ بداية الجائحة وبارتفاع من 2.68٪ عند إغلاق يوم الجمعة. الآن تبدو الأسواق متوترة من أن العائد قد يصل إلى مستويات قياسية جديدة. تمثل العائدات المرتفعة رياحاً معاكسة لأسعار المعادن الثمينة حيث تنافسها كملاذ آمن خاصة وأن الذهب لا يقدم فائدة مثلها.
في غضون ذلك التطورات القادمة من الولايات المتحدة قد تقوض جاذبية السبائك، حيث من المتوقع في وقت لاحق من الأسبوع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلك (CPI) تقليص ضغوط الأسعار، على الرغم من أنه من المتوقع أن تظل القراءة الرئيسية ثابتة عند 8.3٪ سنويًا في مايو/ أيار، فمن المتوقع أن يتقلص معدل التضخم الأساسي إلى 5.9٪ من 6.2٪ في الشهر السابق، وقد يبقي التطور الاحتياطي الفيدرالي على المسار الصحيح لتنفيذ خطته لرفع أسعار الفائدة طوال عام 2022، حيث رأى معظم المشاركين أن الزيادات بمقدار 50 نقطة أساس في النطاق المستهدف ستكون مناسبة على الأرجح في الاجتماعين المقبلين.
عندما يتعلق الأمر بسعر الذهب يركز المتداولون على قوة أو ضعف مؤشر الدولار، والذي يعتمد إلى حد كبير على عنصرين أولاً الأرقام الاقتصادية الأمريكية، وثانيًا موقف السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من أن رقم الجمعة الماضية كان أفضل من المتوقع إلا أنه لم يكن جيداً جداً.
يبدو كما لو أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ستستمر في تطبيع السياسة النقدية في قرارها القادم بشأن سعر الفائدة في 27 يوليو القادم، حيث يكافح البنك المركزي لخفض التضخم نحو هدف 2٪، ويبقى أن نرى ما إذا كان رئيس مجلس الإدارة سيقوم جيروم باول وشركاه بإعداد الأسر والشركات الأمريكية لدورة تشديد نقدي، لأن الموقف التقييدي للسياسة قد يصبح مناسبًا اعتمادًا على التوقعات الاقتصادية المتطورة.
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن يستسلم للضغوط السلبية
استقرت أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية GOLD SPOT على انخفاض خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.04% ليستقر على سعر 1,842.02 دولار للأوقية الواحدة.
يأتي تراجع المعدن الثمين عقب إعادة اختباره لخط اتجاه رئيسي صاعد كان السعر قد كسره في وقت سابق، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، وذلك وسط استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بالإضافة لتوارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا تشير إلى انخفاض الذهب خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة كسره للدعم القريب 1,832.80، ليستهدف بعدها مستوى الدعم المحوري 1,787.