استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على ارتفاع بتداولات يوم الخميس، بعد صعودها أمس عقب ظهور إشارات على تقليص حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين محرك النمو العالمي، في الوقت الذي جاء فيه تحديث تضخم الأسعار لشهر أبريل/ نسيان في الولايات المتحدة والذي جاء أعلى من المتوقع، وبعد الإعلان عن زيادة المخزونات الأسبوعية للنفط الخام.
بحلول الساعة 4:00 بتوقيت جرينتش
- تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر يونيو/ حزيران 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -1.09% ليستقر عند سعر 104.56 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد ارتفاعها بتداولات أمس وبشكل حاد بنسبة بلغت 6.00%.
- كما انخفضت العقود الآجلة تسليم شهر يوليو/ تموز 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت -1.03% ليستقر عند سعر 106.38 دولار للبرميل الواحد، بعدما صعودها بتداولات أمس بنسبة بلغت 5.05%.
(العقود الآجلة هو عقد يلزم المشتري بشراء أصل معين بسعر محدد سلفاً ويتم التسليم في وقت لاحق مستقبلاً)
ذكرت تقارير إخبارية أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد اليومية في الصين انخفض يوم الاثنين إلى أدنى مستوى له منذ منتصف مارس/ أذار. أثارت القيود المفروضة على الحركة في الصين عبر سياسة "صفر COVID" مخاوف بشأن تباطؤ النمو في أكبر مستورد للخام في العالم، وذلك لأن استمرار مخاوف العرض تشكل ضغطاً سلبياً ثابتاً للسلعة.
توقع محللو مورجان ستانلي أن يصل سعر نفط برنت إلى 130 دولارًا للبرميل بحلول نهاية عام 2022، مع وصول النفط الأمريكي إلى 120 دولارًا، مشيرين إلى أن أساسيات السلعة لا تزال قوية.
ظل النفط مرتفعاً بعد أن أظهر مؤشر أسعار المستهلك بالولايات المتحدة لشهر أبريل/ نيسان تباطؤاً في التضخم إلى نسبة 8.3٪ من أعلى مستوى له في أربعة عقود عند 8.5٪ في مارس، على الرغم من أن القراءة تجاوزت التوقعات عند 8.1٪ بما يضمن استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في التحرك بقوة لرفع أسعار الفائدة وتشديد سياسته النقدية.
كما حافظ النفط على مكاسبه بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأمريكية قفزت بنحو 8.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، في حين توقع المحللون في المتوسط انخفاضًا قدره 1.8 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين بواقع 3.6 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاض 1.9 مليون برميل، في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل زيت التدفئة والديزل بنحو 900 ألف برميل، مقارنة مع توقعات بانخفاض 1.6 مليون برميل، وكان قد أفاد معهد البترول الأمريكي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 1.62 مليون برميل الأسبوع الماضي، في حين توقع المعهد بارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 820 ألف برميل وارتفاع إمدادات نواتج التقطير بمقدار 660 ألف برميل.
يبدو أن الانخفاض في مخزونات البنزين ونواتج التقطير ساعدا في تعويض الارتفاع الغير معتاد في مخزونات النفط الخام، بالرغم من أن الطلب الضمني على كليهما تراجع عن الأسبوع السابق.
في غضون ذلك قال بعض المحللين إن قطع أنبوب الغاز في أوكرانيا عن الإمدادات الروسية التي تتدفق إلى المنازل الأوروبية يثير القلق وربما يعزز الخلفية العامة لأسعار الطاقة. على الرغم من أن مشغل خط الأنابيب الأوكراني قال إنه سيستخدم محورًا آخر ولا يؤثر على التدفق، ولكن قالت مجموعة النفط الروسية المملوكة للدولة جازبروم إن إمدادات الغاز انخفضت بنسبة 25٪ عن اليوم السابق لإرسالها عبر أوكرانيا، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة أسوشيتد برس.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يحاول التخلص من ضغطه السلبي
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس على ارتفاع بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -1.02% ليستقر على سعر 104.63 دولار للبرميل الواحد.
وجد السعر بعض الدعم خلال تداولات أمس على إثر استناده لخط اتجاه رئيسي صاعد على المدى القصير، كما توقعنا له خاصة مع بدء ظهور التقاطع الإيجابي بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق تشبع بيعي مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر، ولكن يصطدم السعر الآن بمقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، والذي إن تخطاه فسيعلن بذلك تخلصه من الضغوط السلبية ليستعيد تعافيه بشكل كامل ويواصل الصعود.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا ترجح ارتفاع النفط خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة اختراقه للمقاومة الحالية 108.75، ليستهدف بعدها مباشرة أولى مستويات المقاومة 116.64.