انخفضت العقود الآجلة للذهب بتداولات يوم الاثنين، مع استمرار ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مع صعود الدولار لأعلى مستوى له في عقدين من الزمان، مما جعل السلع المسعرة به أكثر كلفة لأصحاب العملات الآخرين، كما يؤثر تقرير الوظائف أمريكية الذي صدر يوم الجمعة وكان أقوى من التوقعات.
بحلول الساعة 6:00 بتوقيت جرينتش:
انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو/ حزيران لعام 2022 بنسبة بلغت -0.70% ليستقر على سعر 1,869.58 دولار للأوقية الواحدة، بعد ارتفاعها قليلاً بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت 0.48%. خلال الأسبوع الماضي تراجع العقد بنسبة بلغت -1.48% وهو الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر، كان هذا أطول امتداد أسبوعي للخسائر لأكثر العقود نشاطا منذ 3 ديسمبر/ كانون الأول لعام 2021.
ذكرت وزارة العمل يوم الجمعة أن الاقتصاد الأمريكي أضاف نحو 428 ألف وظيفة في أبريل/ نيسان، متجاوزًا التوقعات عند 400 ألف وظيفة ومطابقة للزيادة المعدلة لشهر مارس/ أذار عند 428 ألف وظيفة. فيما ظل معدل البطالة عند 3.6٪، أعلى بقليل من أدنى مستوى سابق خلال فترة الجائحة، بينما نمت الأجور 5.5٪ على أساس سنوي.
في غضون ذلك انخفض عائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى 2.72٪ من 2.76٪ قبل دقائق من صدور التقرير، وذلك لأن نتيجة الوظائف لم تتفوق على التوقعات كثيراً، كما تم تعديل نتيجة مارس بانخفاض قدره 3,000. بالإضافة إلى ذلك كان نمو الأجور أبطأ مقارنة بما شهده شهر مارس، لهذا تشير جميع نقاط تلك البيانات إلى أن التضخم المرتفع قد يبدأ في التباطؤ، مما يجعل الأسواق أكثر ارتياحًا لفكرة أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة بشكل أسرع مما هو متوقع حاليًا.
قال بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أنه لا يفكر حاليًا في رفع سعر الإقراض القياسي بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية، لذلك تتوقع الأسواق ارتفاعًا بمقدار نصف نقطة أو ربع نقطة في اجتماعاته القادمة.
يمكن أن تؤدي هذه الوتيرة الأبطأ في رفع أسعار الفائدة إلى دعم التضخم على المدى الطويل، وهذا جزئيًا سبب ارتفاع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات لتصل إلى إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2018، مما أدى إلى تراجع أسعار الذهب منخفض العائد.
دافع اثنان من أكثر صقور السياسة صراحة في بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة عن وجهة النظر القائلة بأن البنك المركزي الأمريكي أخطأ في المعركة ضد التضخم الثانوي، مشيرين إلى تشديد الأوضاع المالية التي بدأت قبل أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في مارس.
بينما يُنظر إلى الذهب على أنه مخزن آمن للقيمة في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية، فإنه شديد الحساسية لارتفاع أسعار الفائدة وعوائد السندات الأمريكية قصيرة الأجل، مما يرفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك.
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن يستنفذ فرصه الإيجابية
انخفضت أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية GOLD SPOT خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -0.71% ليستقر على سعر 1,870.25 دولار للأوقية الواحدة.
يأتي انخفاض المعدن الثمين وسط استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، في ظل محاولاته المستمرة البحث عن قاع صاعد يتخذ منه قاعدة قد تساعده على التعافي والارتفاع من جديد، حيث يتداول بمحاذاة خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع بدء توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فنحن نرجح عودة ارتفاع الذهب خلال تداولاته القادمة، بشرط استقرار تداولاته القادمة أعلى مستوى 1,877، ليستهدف أولى مستويات المقاومة عند 1,915.60.