انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتداولات يوم الاثنين، لتستقر عند أدنى مستوياتها في أسبوعين تقريباً لتعمق من خسائر الأسبوع الماضي، مع تنامي المخاوف من أن عمليات الإغلاق المتعلقة بمكافحة فيروس COVID-19 ستطول في شنغهاي، واحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية الذي سيضر بالنمو الاقتصادي العالمي وبالتالي الطلب على الوقود.
بحلول الساعة 8:00 بتوقيت جرينتش
- تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر يونيو/ حزيران 2022 لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -4.17% ليستقر عند سعر 97.81 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد هبوطها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -1.66%. خلال الأسبوع الماضي انخفض العقد بنسبة -4.56%.
- وانخفضت العقود الآجلة تسليم شهر يونيو/ حزيران 2022 لنفط خام برنت القياسي (Brent) في بورصة ICE Futures Europe بنسبة بلغت -4.13% ليستقر عند سعر 101.77 دولار للبرميل الواحد، بعد تراجعها بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -1.22%. خلال الأسبوع الماضي انخفض العقد بنسبة -4.52%.
تأتي خسائر السلعة في جزء كبير منها بسبب المخاوف بشأن الطلب فيما يتعلق بسياسة صفر COVID الصارمة في الصين، والتي تهدد بشل مركز الأعمال الرئيسي في شنغهاي لمدة عدة أسابيع. كما إن ارتفاع عائدات السندات بشكل حاد، وثبات الدولار الأمريكي، وانخفاض أسواق الأسهم تولد أيضًا رياحًا معاكسة على النفط.
أقامت سلطات شنغهاي التي تكافح تفشي COVID-19 أسوارًا خارج المباني السكنية، مما أثار احتجاجًا عامًا جديدًا على الإغلاق الذي أجبر الكثير من سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليونًا على التواجد داخل منازلهم.
تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة بالتوافق مع سوق الأسهم الأمريكية، حيث واصل المستثمرون استيعاب التصريحات المتشددة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة في الأشهر المقبلة لمكافحة مستويات التضخم التي لامست أعلى مستوياتها منذ عدة عقود في كثير من الحالات.
الأسواق غير متأكدة مما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيحقق التوازن بشكل صحيح، رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم ولكن دون التسبب في ركود.
وفي غضون ذلك فإن الحديث عن حظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على النفط الروسي فشل في دعم أسعار النفط، فحتى الآن لا يوجد تأكيد فيما إن كان الاتحاد الأوروبي سيفعل ذلك قريباً أم لا، في الوقت الذي كانت فيه روسيا تخطط لطرق بديلة لإرسال المزيد من النفط إلى آسيا.
بينما أشار محللون إلى أن انقطاع الإنتاج في ليبيا قدم بعض الدعم للأسعار هذا الأسبوع، حيث يكلف الحصار على حقول النفط الرئيسية ومحطات التصدير ليبيا وسوق النفط العالمية حوالي 550 ألف برميل يوميًا من إمدادات الخام، بعد توقف الإنتاج بسبب الاحتجاجات في البلاد.
على جانب العرض أضافت شركات الطاقة الأمريكية منصات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الخامس على التوالي وسط ارتفاع الأسعار وحث الحكومة.
وفي أوروبا قالت ثلاثة مصادر لرويترز يوم الجمعة إن اتحاد خط أنابيب روسيا وكازاخستان يستأنف الصادرات بالكامل اعتبارًا من 22 أبريل/ نيسان، بعد ما يقرب من 30 يومًا من التعطل في أعقاب إصلاحات في أحد مرافق التحميل الرئيسية.
بشكل منفصل رفع المحللون في مورجان ستانلي يوم الخميس توقعاتهم لأسعار خام برنت للربع الثالث إلى 130 دولارًا للبرميل من 120 دولارًا وسط توقعات بزيادة العجز في المستقبل. وقالوا في مذكرة: "من المرجح أن يتعافى الطلب على النفط بشكل أبطأ مما توقعنا سابقًا، لكن هذا يقابله ضعف توقعات الإمدادات، بقيادة روسيا وإيران".
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يستنفذ فرصه الإيجابية
تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف القياس الأمريكي (LIGHT CRUDE OIL FUTURES) في نايمكس بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -4.08% ليستقر على سعر 97.83 دولار للبرميل الواحد.
تخطى النفط بانخفاضه الأخير دعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وسط توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، ما يضاعف من الضغوط السلبية على تداولاته القادمة، ليقترب الآن من الاستناد لآخر محطاته التي من الممكن اكتساب بعضاً من الزخم الإيجابي عندها وهي خط الاتجاه الصاعد على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية).
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا مازلنا نرجح عودة ارتفاع النفط خلال تداولاته القادمة، ولكن بشرط مهم جداً وهو ثبات مستوى الدعم المحوري 95.80، ليستهدف مستوى المقاومة 108.75.