انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب بتداولات يوم الأربعاء، لتعمق من خسائرها أمس بعدما نزل المعدن من أعلى مستوياته منذ فبراير/ شباط الماضي، مسجلة أول خسارة لها في خمس جلسات متتالية، حيث أدى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى تراجع الطلب على المعدن الثمين.
بحلول الساعة 5:12 بتوقيت جرينتش:
تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب (GCM20) تسليم شهر يونيو/ حزيران بنسبة بلغت -0.34% ليستقر على سعر 1,829.85 دولار للأوقية الواحدة، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة بلغت -0.04٪.
جاءت التحركات في الذهب مع ارتفاع عائدات الخزانة لمدة 10 سنوات بنسبة 1.62% تقريباً، بينما كان الدولار الأمريكي وفقاً لمؤشر الدولار، وهو الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل ستة عملات رئيسية منافسة، مستقراً بالقرب من أدنى مستوى له في شهرين ونصف.
قال آدم كروز رئيس مجموعة ليبراتيس ويلث: " ارتفعت عوائد سندات الخزانة، لذا من المحتمل أن يكون التحرك قصير الأجل للذهب بسبب الخوف من اختراق العوائد لمقاومتها السابقة الذي تم تحديده الشهر الماضي"، وقال كروز: "إذا حدث هذا، أتوقع أن يضع بعض الضغط السلبي على الذهب، ومع ذلك فإن الدولار أيضاً ينهار بشكل متزامن، ما قد يوفر ذلك بعض الدعم للمعدن".
ومع ذلك يشير بعض المحللين إلى مخاوف متزايدة من أن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة ودول أخرى قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إنهاء سياساته المالية السهلة في وقت أقرب مما كان متوقعاً في أعقاب جائحة COVID.
أظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن الأسعار في المصانع في الصين ارتفعت بأسرع وتيرة في 3 سنوات ونصف في أبريل/ نيسان. قال المكتب الوطني للإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين في الصين ارتفع بنسبة 6.8٪ الشهر الماضي مقارنة بنفس الفترة قبل عام.
يُنظر إلى الذهب على أنه تحوط ضد التضخم، ولكن إذا تسببت المخاوف بشأن ضغوط التسعير في قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة التي قد تقوض الشهية للمعادن الثمينة، والتي لا تقدم فائدة وتنافس سندات الخزانة الأمريكية.
من ناحية أخرى كتب المحللون في سيفين ريبورت في النشرة الإخبارية يوم الثلاثاء: "يستمر خطر الركود التضخمي في الظهور كموضوع أساسي في السوق، وهذا يدعم الذهب لسبب رئيسي واحد وهو انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية".
وقالوا "بيئة التضخم المصحوب بالركود تعني أنه سيتم الوصول إلى عامل واحد فقط من التفويض المزدوج للاحتياطي الفيدرالي، بينما لن يتم الوصول إلى التوظيف الكامل". "في مثل هذه الديناميكية من المرجح أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي متكيفاً لفترة أطول مما ينبغي، مع إبقاء المعدلات منخفضة بشكل مصطنع بينما يرتفع التضخم، ويضغط على أسعار الفائدة الحقيقية - مما يؤدي دائماً إلى بيئة جذابة للذهب".
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن يجني أرباحه
انخفضت أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية GOLD SPOT خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -0.33% ليستقر على سعر 1,830.87 دولار للأوقية الواحدة. وذلك بعد صعودها بتداولات أمس بنسبة بلغت 0.08% منهياً جلسة اتسمت بالتذبذب الشديد.
يحاول الذهب بتداولاته الأخيرة جني أرباح ارتفاعاته السابقة على المدى القصير، وذلك مع بدء ظهور تقاطع سلبي بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، وفي ظل تداولاته بنطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة تحد تداولاته السابقة، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، والذي اقترب كثيراً من سقفها.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولكن امام ذلك يستمر الدعم الإيجابي لتداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
لهذا تشير توقعاتنا إلى المزيد من الانخفاض للذهب خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة 1,850، ليستهدف أولى مستويات الدعم عند 1,800.