انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب بتداولات يوم الجمعة، لتعمق من خسائرها بعدما تراجعت أمس لأول مرة في خمسة أيام، بعد يوم واحد من تسجيل أعلى تسوية سعرية منذ بداية الشهر، بضغط من ارتفاع الدولار، وصعود سندات عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع عائدات الديون الحكومية إلى تقويض الشهية للمعادن الثمينة.
بحلول الساعة 6:45 بتوقيت جرينتش:
تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب (GCG20) تسليم شهر أبريل/ نيسان بنسبة بلغت -0.36% ليستقر على سعر 1,820.30 دولار للأوقية الواحدة، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة بلغت -0.86٪.
وجدت أسعار الذهب دعماُ في الأيام الأخيرة من احتمالية إقرار المزيد من الحوافز المالية الأمريكية، والإشارة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من مساعدات فيروس كورونا بالإضافة إلى تريليونات الدولارات التي تم إنفاقها بالفعل على الحد من الأضرار الناجمة عن COVID-19.
يوم الأربعاء أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن صانعي السياسة النقدية سيواصلون تعزيز الاقتصاد من خلال أسعار الفائدة المنخفضة وعمليات شراء الأصول الضخمة، وحذر من أن سوق العمل لا يزال هشاً بسبب جائحة COVID-19 وفي حاجة إلى تحفيز مالي. وقال باول عن التحديات الاقتصادية من الوباء: "سيتطلب ذلك التزاماً على مستوى المجتمع بأسره، مع مساهمات من جميع قطاعات الحكومة والقطاع الخاص".
مع تلك الخلفية ارتفعت العقود الآجلة للذهب هذا الأسبوع، لتسير في طريقها إلى تسجيل أول ارتفاع أسبوعي لها في ثلاثة أسابيع.
في غضون ذلك أظهر تقرير أسبوعي من وزارة العمل أن مطالبات البطالة الأولية في الولايات المتحدة انخفضت إلى 793 ألف مطالبة، لكن المطالبات الجديدة منذ أسبوعين تم رفعها إلى 812 ألف في أوائل فبراير/ شباط، مما ترك سوق العمل يظهر تحسناً طفيفاً. كان من المتوقع أن يبلغ إجمالي المطالبات الأسبوعية 760 ألف مطالبة الأسبوع الماضي.
انخفضت المطالبات المستمرة للبطالة بمقدار 145 ألف لكنها ظلت عند 4.5 مليون، مما يؤكد التعليقات التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن التحديات التي يواجهها سوق العمل وسط الوباء.
قال محللون إن التوقعات بأن يقدم الكونجرس حزمة تحفيز مالي أخرى والقريبة من الحجم الذي اقترحه الرئيس جو بايدن البالغ 1.9 تريليون دولار كان المحرك الرئيسي لارتفاع الأسهم العالمية. وفي الوقت نفسه ساعدت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة يوم الأربعاء على تخفيف حدة المخاوف من أن ارتفاع الأسعار قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التراجع عن التحفيز النقدي في وقت أقرب مما كان متوقعاً.
في تداول المعادن الأخرى شهدت أسعار البلاتين مكاسب طفيفة أمس الخميس، لكنها سجلت ارتفاعاً لليوم الخامس على التوالي، لتستقر عند أعلى مستوياتها منذ أوائل عام 2015.
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن يستسلم للضغط السلبي
انخفضت أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية GOLD SPOT خلال تداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، ليسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -0.22% ليستقر على سعر 1,821.03 دولار للأوقية الواحدة، بعد تراجعها بتداولات أمس بنسبة بلغت -0.97%.
ويأتي انخفاض الذهب وسط تداولاته بنطاق قناة سعريه تصحيحية هابطة تحد تداولاته السابقة على المدى القصير، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق، وما زاد من الضغط السلبي عليه ملامسته لمقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، والذي تزامن مع إعادة اختبار مستوى المقاومة المحوري 1,850.00، ما أجبره على الارتداد انخفاضاً مستسلماً لهذا الضغط، خاصة مع بدء ظهور تقاطع سلبي بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق تشبع شرائي مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر.
لهذا نحن نتوقع المزيد من الانخفاض للمعدن الثمين خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة 1,850.00، ليستهدف مستوى الدعم المحوري 1,775.00.