صعدت العقود الآجلة للنفط الخام بتداولات يوم الأربعاء، بعد ارتفاعها أمس بما يقرب من 5%، مع ارتفاع أسعار الخام الأمريكي فوق 50 دولاراً للمرة الأولى منذ فبراير/ شباط 2020، وذلك بعدما توصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك +، إلى اتفاق بشأن قيود الإنتاج اعتباراً من فبراير/ شباط، مع اتخاذ المملكة العربية السعودية طوعاً لخفض أكبر.
بحلول الساعة 4:45 بتوقيت جرينتش
- صعدت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير/ شباط 2021 (CLF21) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 0.12% ليستقر عند سعر 49.99 دولار لكل برميل في بورصة نيويورك التجارية، بعد ارتفاعها أمس بنسبة بلغت 4.85%.
- كما ارتفعت العقود الآجلة تسليم شهر مارس/ آذار 2021 (BRH21) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 0.49% ليستقر عند سعر 53.86 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعد صعودها أمس بنسبة بلغت 4.91%.
في مؤتمر صحفي قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن بلاده مستعدة تطوعاً بخفض إنتاج إضافي قدره مليون برميل يومياً لرفع إنتاجها إلى 8.125 مليون برميل يومياً بدءًا من 1 فبراير، إلى نهاية المسيرة.
وهذا يعني أن المملكة العربية السعودية ستتحمل عبئاً أكبر من تخفيضات إنتاج النفط في الشهرين المقبلين، حيث يسمح لروسيا وكازاخستان بتعزيز الإنتاج بمقدار 75 ألف برميل يومياً.
صوتت أوبك + في ديسمبر/ كانون الأول لتخفيف قيود الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً إلى 7.2 مليون برميل يومياً بدءاً من 1 يناير/ كانون الثاني، ثم الاجتماع على أساس شهري لإعادة تقييم احتياجات السوق. فشل المنتجون في التوصل إلى قرار يوم الاثنين بشأن قيود الإنتاج، مما أدى إلى استئناف المحادثات يوم الثلاثاء.
قال بيورنار تونهاوجين رئيس أسواق النفط في ريستاد إنرجي في تعليق له عبر البريد الإلكتروني: "أفلتت روسيا وكازاخستان من زيادة إنتاجهما في فبراير ومارس/ آذار، بينما يتعين على أعضاء أوبك الآخرين أن يتلقوا الرصاصة". وأضاف "عرض السعودية بتعويض وخفض الانتاج طوعا لم يتخذ شكلا رسميا." "لقد كان عرضاً ربما كان من المفترض أن يكون ضبابياً وخاضعاً للتغييرات عندما يتعلق الأمر بالتخفيضات الفعلية عندما يحين الوقت."
وقال تونهوجين "وفي الوقت نفسه، وبعيداً عن طاولة أوبك +، وجدت سوق النفط يد المساعدة في الشرق الأوسط، حيث تتصاعد التوترات مرة أخرى".
فقد بدأت إيران يوم الاثنين تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20٪ في منشأة تحت الأرض، واحتجزت ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية في مضيق هرمز.
في الوقت نفسه أعلن معهد البترول الأمريكي عن بيانات المخزونات الأمريكية للأسبوع المنتهي في الأول من يناير، حيث أظهرت أن مخزونات النفط الخام تراجعت بنحو 1.66 مليون برميل في تلك الفترة. وأظهرت البيانات في تقريره الأسبوعي أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة ارتفعت 5.47 مليون برميل في الأسبوع الماضي، كما زاد مخزون المقطرات بنحو 7.13 مليون برميل في نفس الفترة.
فيما ستصدر إدارة معلومات الطاقة بياناتها الرسمية الأسبوعية عن مخزونات النفط الأمريكية في وقت لاحق من اليوم الأربعاء. توقع المحللون ف انخفاضاً قدره 1.2 مليون برميل في مخزونات النفط الخام للأسبوع المنتهي في الأول من يناير. كما يتوقعون زيادة المخزون بمقدار 1.4 مليون للبنزين و2.2 مليون لنواتج التقطير.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام– النفط يكتسي باللون الأخضر
صعدت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام CRUDE OIL FUTURES بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.10% ليستقر على سعر 49.98 دولار للبرميل الواحد، ليعزز من مكاسبه أمس والتي بلغت نسبتها 4.85%.
وقد جاء ارتفاع النفط وسط سيطرة الاتجاه التصحيحي الصاعد على المدى المتوسط وبمحاذاة خط ميل، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مدعوماً بتداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
كما نلاحظ وسط ذلك بدء توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، بشكل مبالغ فيه مقارنة بحركة السعر، ما يوحي ببدء تكون دايفرجنس إيجابي بها.
ولهذا نحن نتوقع المزيد من الصعود للنفط الخام بتداولاته القادمة، خاصة في حالة تأكيد اختراقه لمستوى المقاومة 49.50 بالاستقرار أعلاه، ليستهدف مستوى المقاومة 53.60.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView