ارتفعت العقود الآجلة للذهب بتداولات يوم الجمعة، مستفيداً من عودة المستثمرين مرة أخرى إلى حالة عدم اليقين في الاقتصادات العالمية وسط جائحة فيروس كورونا، والتي أكد عليها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول بتوقعاته المتشائمة، خاصة مع توارد بيانات اقتصادية متباينة.
بحلول الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش:
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب (GCZ20) تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول بنسبة بلغت 0.55٪ ليستقر على سعر 1,960.80 دولار للأوقية الواحدة، بعد انخفاضها بتداولات أمس بنسبة -1.05٪.
يوم الأربعاء أشار البنك المركزي الأمريكي إلى أنه يخطط للإبقاء على سعر فائدة رئيسي قصير الأجل في الولايات المتحدة بالقرب من الصفر حتى نهاية عام 2023 على الأقل، لمساعدة الاقتصاد على التعافي من فيروس كورونا. تُظهر توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي لعام 2023، التي أصدرت لأول مرة، بقاء السعر بالقرب من الصفر من الآن وحتى عام 2024 على الأقل.
على الرغم من أن هذا السيناريو قد يكون إيجابياً للذهب على المدى الطويل، إلا أن بعض الخبراء قالوا إن المستثمرين قد يبيعون الذهب لأن تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تكن أكثر تشاؤماً بشكل واضح من خلال تقديم إجراءات سياسية جديدة، مما أدى إلى تقليل شهية امتلاك السبائك خلال الفترة الأخيرة على المدى القريب.
كتب كريج إيرلام كبير محللي السوق في أواندا: "ارتفع المعدن الأصفر بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي وسرعان ما تلاشت تلك المكاسب حيث أصبح من الواضح أن الضربة القاضية لم تظهر بعد". وكتب "من المحتمل أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي على مستوى أدنى من التوقعات، لكن كل ما يحصل عليه هو جرعة صحية من جني الأرباح".
وقال إيرلام ومع ذلك "مع فشل الذهب في التغلب على 2,000 دولار مرة أخرى، فقد يبدو الأمر كئيباً بعض الشيء على المدى القريب، مع احتمال أن يكون المسار الأقل مقاومة في الأسفل".
على المدى الطويل يظل عدد من الخبراء متفائلين بشأن قيمة الذهب. كتب جيم ويكوف المحلل في كيتكو " شهدت أسعار الذهب والفضة ضغوط بيع في تعاملات أمس الخميس، على الرغم من تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وضعف الأسواق العالمية". "هذا السيناريو المتضارب على ما يبدو حدث في كثير من الأحيان في الأشهر القليلة الماضية، مما أربك المضاربين على ارتفاع سوق المعادن الثمينة". وقال: "ومع ذلك، فإن مثل هذه المواقف قد دعت أيضاً الثيران في المعادن للتدخل والشراء من أسعار متدنية للحفاظ على اتجاهات السعر الصاعدة الإجمالية في الذهب والفضة".
بعيداً عن بنك الاحتياطي الفيدرالي أبقى بنك اليابان وبنك إنجلترا يوم الخميس أسعار الفائدة القياسية ثابتة كما هو متوقع، ولكن المستوى المنخفض لأسعار الفائدة السائدة في كثير من دول العالم المتقدم يجب أن يوفر الدعم للمعادن الثمينة للمضي قدماً.
قالت وزارة العمل الأمريكية يوم الخميس إن مطالبات البطالة الأولية المقدمة بشكل رسمي من خلال مكاتب التوظيف الحكومية انخفضت إلى 860 ألفا في الأسبوع من 6 سبتمبر/ أيلول إلى 11 سبتمبر من 893 ألفا.
التحليل التقني لأسعار الذهب بتعاملاتها الفورية – المعدن الثمين يتشبث بالاتجاه الصاعد
ارتفعت قليلاً أسعار الذهب بتعاملاتها الفورية (GOLD SPOT) بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليحقق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.67% ليستقر على سعر 1,953.93 دولار للأوقية الواحدة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
وقد جاء ارتفاع المعدن على إثر استناده لدعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 على المستويات اللحظية، وقد تزامن ذلك مع استناده لدعم خط اتجاه فرعي صاعد، مثلما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومي)، ولكن ما أضعف من ارتفاع السعر بدء ظهور تقاطع سلبي بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق تشبع شرائي مبالغ كثيراً فيها مقارنة بحركة السعر.
لهذا نحن نرجح المزيد من الارتفاع للذهب خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة اختراقه للمقاومة الفرعية القريبة 1,992.43، ليستهدف بعدها مستوى المقاومة المحوري 2,075.11.