انخفضت أسعار النفط بتداولات يوم الثلاثاء، وذلك بعد انخفاض هائل وتاريخي للعقود الآجلة للنفط الأمريكي تسليم شهر مايو (آيار) أمس، فقد شهد تراجعها بنسبة 306٪، عند ناقص 37.63 دولار للبرميل، وذلك بسبب نقص الطلب بفعل عمليات الإغلاق الاقتصادي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد وفي الوقت نفسه مع امتلاء المخزونات حتى التخمة، ليجد المشترين أنفسهم مضرين لتحمل تكلفة النقل والشحن بدون أماكن للتخزين ولا مشترين، ووفقًا لبيانات سوق داو جونز، فإن الهبوط لمدة يوم واحد هو الأكبر على الإطلاق والذي يعود إلى عام 1983، وهو أيضًا أدنى مستوى للعقد المسجل.
من المقرر أن ينتهي عقد مايو في نهاية التداول المنتظم يوم الثلاثاء، في حين أن عقد يونيو (حزيران) هو الأكثر نشاطًا الآن.
بحلول الساعة 9:10 بتوقيت جرينتش
- تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر يونيو/حزيران 2020 (CLM20) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -19.14% ليستقر عند سعر 16.52 دولار لكل برميل، بعد انخفاضه بتداولات أمس بنسبة بلغت -254.35%.
- بينما انخفضت العقود الآجلة تسليم شهر يونيو/ حزيران 2020 (BRNM20) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -21.78% ليستقر عند سعر 20.00 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعد تراجعه أمس بنسبة بلغت -8.22%.
- فيما هبطت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر مارس/ أذار 2020 (NGK20) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -3.48% ليستقر على سعر 1.857 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد صعودها بتداولات أمس بنسبة بلغت 8.33%.
يعكس الانخفاض غير المسبوق في العقد القريب حالة التجار الذين يسارعون للخروج من المراكز الشرائية التي تتطلب منهم استلام الخام فعليًا وسط مساحة تخزين منعدمة تقريباً بسبب امتلائها. كما أنه يعكس تقاربًا مع السعر الفوري المادي للنفط.
وكتبت لويز ديكسون محللة أسواق النفط لويز من شركة ريستاد إنرجي في تعليقات عبر البريد الإلكتروني: "الأمر أشبه بمحاولة شرح شيء غير مسبوق ويبدو غير واقعي!". "أبسط تفسير لأسعار النفط السلبية هو أن لاعبي الوسط يدفعون الآن" للمشترين "لإزالة كميات النفط مع بلوغ حد التخزين الفعلي. وهم يدفعون أعلى سعر! ".
قال إدوارد مويا كبير محللي السوق في أواندا في مذكرة: "الانهيار ... هو في الغالب انعكاس للتداول المتعامل به للعقود حتى يونيو حيث لا أحد يريد الاستلام لأن سعة التخزين تقترب من الوصول إلى نهايتها". وقال إن الخصم الذي يتزايد باستمرار لشهر مايو مقابل عقد يونيو يعكس "جميع محركات العرض والطلب الهابطة التي لا تزال قائمة بشكل دائم".
قال فيل فلين محلل السوق في مجموعة برايس فيوتشرز في مذكرة: "على الرغم من أننا على الأرجح نهيئ المسرح لقاع كبير في النفط، إلا أنه لا يهم بالنسبة لعقد مايو الآجل الذي سيتم تسليمه إلى وضع هبوطي كابوس". "لم يقتصر الأمر على توقف الطلب فقط، بل إن تأثير تخفيضات النفط من أوبك + لن يبدأ في الوقت المناسب للتسليم الحالي".
يأتي هذا الانهيار في التداول بعد أن سجل عقد مايو خسارة أسبوعية بنسبة 19.7٪ يوم الجمعة. تم تداول عقود خام غرب تكساس الوسيط للتسليم اللاحق بأسعار أعلى بكثير من عقود شهر مايو الأولى. يؤكد الانحدار الصعودي الحاد للأسعار في الأشهر اللاحقة على النفط الخام، وهي حالة تعرف باسم contango، ندرة أماكن تخزين الخام في الأسابيع الأخيرة، بعد أن دمر الفيروس التاجي الطلب العالمي على النفط. وقد اجتمعت فترة انتهاء عقد مايو ومشكلات الطلب الأساسية لوضع ضغوط كبيرة على قطاع الطاقة.
شددت التقارير الشهرية الصادرة عن منظمة البلدان المصدرة للبترول والوكالة الدولية للطاقة على فترة ركود كبيرة للخام، حتى مع قيام كبار منتجي النفط بصياغة اتفاق تاريخي للحد من الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في اليوم، في محاولة إنهاء حرب أسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا واستقرار الأسعار التي كانت تنفجر نزولاً.
بالإضافة إلى أوبك وحلفائها بتقليص الإنتاج، هناك أيضًا احتمال في 21 أبريل (نيسان) أن تتحرك لجنة السكك الحديدية في تكساس، التي تنظم صناعة النفط والغاز في الولاية، للحد من الإنتاج في المنطقة.
أشارت التقارير أيضًا إلى أن إدارة ترامب قد تقدم حافزًا إضافيًا من خلال عرض دفع أجور المنتجين للحفاظ على النفط الخام في الأرض.
التحليل التقني لأسعار نفط خام برنت بتعاملاتها الفورية – النفط الخام يكسر دعم محوري
تكبدت أسعار النفط خام برنت (BRENT) القياس العالمي بتعاملاتها الفورية خسائر فادحة بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليسجل انخفاضاً يومياً حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -21.60% ليستقر عند سعر 20.33 دولار للبرميل الواحد.
ليكسر السعر بانخفاضه الأخير مستوى الدعم المحوري 21.68، وهو سعر القاع المسجل أواخر شهر مارس الماضي، وذلك في ظل سيطرة تامة للاتجاه الرئيسي الهابط على كل المستويات، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، كما تتوارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
ولهذا تشير توقعاتنا بالمزيد من الانخفاض للنفط الخام بتداولاته القادمة، خاصة في حالة ان استقر دون مستوى 21.68، ليستهدف مستوى الدعم 12.69.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView