نجحت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتعويض خسائرها المبكرة في تعاملات يوم الاثنين، لتتداول الآن على ارتفاع وسط تزايد الآمال بخفض الإنتاج من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط والمعروفة باسم أوبك، وذلك بدعم روسيا أو دونه، بعدما سجلت أكبر خسارة مئوية أسبوعية خلال أكثر من عقد، بعد انخفاض أسعار الأسهم في الولايات المتحدة بأكثر من 16٪ خلال الأسبوع، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكثر من 11 عامًا، مع انتشار وباء COVID-19 في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى انخفاض الطلب على النفط الخام بشكل كبير.
بحلول الساعة 8:20 بتوقيت جرينت:
- ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر أبريل 2020 (CLJ20) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت 3.95% ليستقر عند سعر 46.53 دولار لكل برميل، بعد تراجعها بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -4.95%.
- وصعدت العقود الآجلة تسليم شهر مايو 2020 (LCOK20) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 3.99% ليستقر عند سعر 51.65 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعدما انخفضت بتداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت -3.18%.
- كما تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر أبريل 2020 (NGJ20) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 4.39% ليستقر على سعر 1.758 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد هبوطها بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -3.88%.
بعد انخفاض أسعار النفط ببداية تداولات هذا الأسبوع، استكمالاً لتراجعاته السابقة خلال الأسبوع الماضي، على خلفية الأخبار القاتمة بشأن انتشار فيروس كورونا خارج الصين، وتأثير ذلك على خطوط الإنتاج والتجارة العالمية ما تسبب في تباطؤ الطلب على السلعة، خرج تقرير أشار أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قد تعمق تخفيضات معروض النفط هذا الأسبوع، بدعم روسيا أو دونه، لوقف التراجع في أسعار الخام. كما جاء بحسب مصدران مطلعان لرويترز.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في وقت سابق يوم الأحد إن الأسعار الحالية مقبولة بالنسبة لميزانية بلاده، وإن روسيا - وهي عضو رئيسي في أوبك+ - تملك موارد كافية للتأقلم مع أي تدهور في الاقتصاد العالمي. حيث ترفض موسكو تعميق قيود الإنتاج بحجة أن تقليص الإمدادات لن يكون ضروريا لإنعاش الطلب على النفط، حسبما ذكر المصدران العليمان بسير المحادثات.
” السعودية تريد منع الأسعار من الهبوط، لكن روسيا غير موافقة بعد. لذا قد تتمثل الطريقة الوحيدة في أن تخفض أوبك بمفردها، وهو ما لن يبعث بإشارة جيدة إلى السوق“، وذلك عن المصدر الأول لتقرير رويترز.
وعن المصدر الثاني قوله” ينبغي الخفض، ولا خيار آخر “مضيفا أنه يمكن لأوبك أيضا أن تؤجل القرار إلى أن تجبر أسعار النفط المنخفضة موسكو على المشاركة.
قال المحللون في وقت سابق إن سقوط أسعار الخام يفرض ضغوطاً متزايدة على منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها، أثناء استعدادهم للاجتماع الأسبوع المقبل لمناقشة إمكانية خفض الإنتاج الإضافي، في محاولة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وقال روبي فريزر كبير محللي السلع في شنايدر إلكتريك "أي تفاؤل صعودي متبق من المرجح أن يعتمد على احتمال اتخاذ مزيد من إجراءات أوبك في اجتماعها الأسبوع المقبل." يجتمع منتجو النفط في فيينا يومي 5 و6 مارس (آذار).
وأضاف فريزر"عرضت روسيا المزيد من التعليقات الداعمة مؤخرًا، في حين أن المملكة العربية السعودية قد أعلنت بالفعل دعمها لتخفيضات أكثر حدة لمكافحة الطلب المفقود بسبب فيروس COVID-19"، وبحسب ما ورد خفضت المملكة العربية السعودية الصادرات إلى الصين بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، "على الرغم من أن هذا الرقم لا يمثل سوى جزء صغير من إجمالي خسائر الطلب".
كما ذكرت تقارير جديدة يوم الجمعة أن أعضاء أوبك الرئيسيين كانوا ينظرون بشكل إيجابي إلى خفض أكبر من المتوقع في الإنتاج.
وكانت لجنة فنية مؤلفة من ممثلين عن أعضاء أوبك وحلفائها، وهي مجموعة معروفة باسم أوبك +، قد أوصت في السابق بتمديد التخفيضات الحالية البالغة 1.7 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام، واقترحت تنفيذ خفض إضافي سيستمر حتى نهاية الربع الثاني. لم يحدد البيان الصحفي للجنة حجم الخفض الإضافي، لكن تم الإبلاغ عنه على نطاق واسع على أنه 600 ألف برميل يوميًا.
التحليل التقني لأسعار النفط خام برنت القياسي Brent Crude Oil – النفط يصعد بتأثير دعم محوري
صعدت أسعار النفط خام برنت القياسي العالمي بتداولات يوم الاثنين، وذلك على إثر ثبات مستوى الدعم المحوري 50.29، ما أكسبه بعضاً من الزخم الإيجابي الذي ساعده على تحقيق مكاسب يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 3.07% ليستقر عند سعر 51.58 دولار للبرميل الواحد.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ويأتي ارتفاع النفط كمحاولة منه لتعويض بعضاً من خسائره السابقة، في ظل سيطرة الاتجاه الرئيسي الهابط على كل المستويات بمحاذاة خطوط ميل رئيسية وفرعية، مثلما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بالإضافة لتوارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
للنفط فرصة كبيرة للارتفاع خلال تداولاته القادمة على المدى القصير، ليحاول تصحيح الاتجاه الهابط، ولكن ذلك يعتمد على مدى ثبات مستوى الدعم المحوري 50.29، فطالما ظل مستقراً أعلاه نتوقع المزيد من الصعود، ليستهدف مستوى المقاومة المهم 56.17.