انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتداولات يوم الخميس، بعد تسجيلها مكاسب لثلاث جلسات متتالية، بعد أن ساعد التفاؤل المحيط بحزمة التحفيز الاقتصادي الأمريكية التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار في نهاية المطاف على تهدئة بعض المخاوف بشأن نقص الطلب وسط حرب أسعار بين السعودية وروسيا وتخمة المعروض.
بينما كشفت البيانات الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة أمس عن ارتفاع أسبوعي أقل من المتوقع لمخزونات الخام الأمريكية، لكن الارتفاع يمثل أيضًا زيادة أسبوعية التاسعة على التوالي. كما أظهرت البيانات أيضًا انخفاضًا كبيرًا في مخزون البنزين الأسبوعي، مما عزز أسعار العقود الآجلة للوقود.
بحلول الساعة 9:40 بتوقيت جرينتش
- تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر مايو/آيار 2020 (CLK20) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -2.61% ليستقر عند سعر 23.85 دولار لكل برميل، بعد ارتفاعها أمس بنسبة بلغت 2.00%.
- انخفضت أيضاً العقود الآجلة تسليم شهر مايو 2020 (LCOK20) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -2.34% ليستقر عند سعر 26.75 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعدما صعدت أمس بنسبة بلغت 0.88%.
- كما زادت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر مارس/ أذار 2020 (NGK20) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 0.12% ليستقر على سعر 1.716 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد ارتفاعها بتداولات أمس بنسبة بلغت 0.36%.
يوم الأربعاء شهدت أسعار النفط رد فعل ضئيل من البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة والتي كشفت أن إمدادات الخام الأمريكية ارتفعت بنسبة 1.6 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 20 مارس/ أذار.
قال فيل فلين كبير محللي السوق في مجموعة برايس فيوتشرز: "النفط يركب موجة من المشاعر التحفيزية القياسية". وأضاف فلين "النفط يحاول موازنة تدمير الطلب التاريخي" بسبب انتشار الفيروس التاجي. لكن "المسرح مهيأ لارتفاع كبير في الطلب على النفط وبمعدلات معتدلة وحوافز تحفيزية قياسية، بالإضافة إلى تقليص تشغيل المصافي والنفقات الرأسمالية، وهذا صعودي جدًا إذا نظرت إلى ما بعد تخمة المعروض على المدى القريب.
وجد النفط دعمًا على خلفية التقدم في اتجاه إقرار حزمة التحفيز الأمريكية التاريخية، وتقرير من صحيفة وول ستريت جورنال قال إن الولايات المتحدة تخطط للضغط على المملكة العربية السعودية، لكبح تعزيز إنتاجها المقرر للنفط.
وقال طارق زاهر العضو المنتدب في تايكي كابيتال أدفايزرز إن التجار سيتطلعون لمعرفة ما سيحدث مع توقعات بأن الولايات المتحدة سوف تحث السعوديين على "عدم الإنتاج بقدر ما قالوا إنهم سينتجون حتى 1 أبريل/ نيسان".
ومع ذلك من المرجح أن يعزز السعوديون الإنتاج، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى "عند أو دون مستوى 20 دولاراً" في الأسابيع المقبلة، حسب ما قال زاهر. "قد نرى روسيا تعود إلى الطاولة في تلك المرحلة"، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يريد أن نشعر أنه يبدو ضعيفًا إذا عادوا إلى الطاولة، فلن يكون ذلك حتى نرى النفط متراجعاً لعدة أسابيع”.
توصل المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون وإدارة ترامب إلى اتفاق بشأن حزمة إغاثة بقيمة 2 تريليون دولار، تهدف إلى التغلب على المصاعب التي يواجهها المواطنين والشركات الأمريكية مع اقتراب الاقتصاد من التوقف قريبًا نتيجة لتفشي وباء COVID-19 العالمي. ولكن لا يزال يتعين على الصفقة تمرير الأصوات في كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وساعدت التوقعات الصفقة في رفع العقود الآجلة للنفط، وارتفعت الأسهم يوم الثلاثاء.
ومع ذلك فإن الطلب العالمي الذي ضربه الوباء إلى جانب تدفق الخام الذي أطلقته حرب الأسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا استمر في وضع حد لمكاسب عقود النفط الآجلة.
التحليل التقني لأسعار النفط الخام – النفط يستقر بمنطقة سلبية
تراجعت أسعار النفط الخام (CRUDE OIL) بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -0.64% ليستقر عند سعر 24.73 دولار للبرميل الواحد.
ويأتي انخفاض النفط في ظل استقرار تداولاته أدنى مستوى المقاومة المحوري 27.59، وسط سيطرة تامة للاتجاه الرئيسي الهابط على المدى البعيد، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع تأثره بالخروج من نطاق قناة سعريه تصحيحية صاعدة كانت تحد تداولاته في وقت سابق على المدى المتوسط، كما هو موضح بالرسم البياني اعلاه لفترة زمنية (يومية)، وبالرغم من توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، إلا أنها وصلت لمناطق تشبع شرائي مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نتوقع انخفاض النفط الخام بتداولاته القادمة، طيلة استقراره أدنى مستوى 27.59، ليستهدف مستوى الدعم 18.75.