تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتداولات يوم الاثنين، لينخفض النفط الأمريكي بنسبة 29% بتداولات الأسبوع الماضي، لتسجل أسوأ خسارة أسبوعية منذ عام 1991، بعد أن فشلت خطط التحفيز الاقتصادي من الحكومات والبنوك المركزية في تعويض توقعات الانخفاض الحاد في الطلب بسبب جائحة الفيروس التاجي، وبسبب استمرار حرب الأسعار بين السعودية وروسيا لتزيد من توقعات العرض المتخم بالفعل.
بحلول الساعة 8:45 بتوقيت جرينتش
- انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر مايو/آيار 2020 (CLK20) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -1.90% ليستقر عند سعر 22.20 دولار لكل برميل، بعد هبوطها بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -11.06%.
- بينما تراجعت العقود الآجلة تسليم شهر مايو 2020 (LCOK20) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -5.93% ليستقر عند سعر 25.38 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعدما انخفضت بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -5.23%.
- كما زادت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر مارس/ أذار 2020 (NGK20) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -4.12% ليستقر على سعر 1.606 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد هبوطها بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -3.02%.
فشل المشرعون في واشنطن من إقرار إجراءات التحفيز يوم الأحد، حيث تجادل الجمهوريون والديمقراطيون بشأن تفاصيل حزمة الإنفاق المقترحة بقيمة تريليون دولار.
يوم الخميس الماضي سجلت أسعار خام غرب تكساس الوسيط القياسي الأمريكي أكبر ارتفاع في النسبة المئوية ليوم واحد على الإطلاق منذ بدأ العقد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعليقات إدارة ترامب، التي أشارت إلى أنها تفكر بالتدخل في حرب أسعار النفط بين المملكة العربية السعودية و روسيا.
علق على ذلك مارشال ستيفيس محلل أسواق الطاقة في شركة آي إتش إس ماركت "هذا لا يشبه أي شيء شهدناه من قبل". "فكر فقط في أكبر ارتفاع يوم الخميس في النفط الخام منذ بدء العقد في عام 1983، ولا يزال لم يسترد الكثير من الخسائر الكبيرة التي تكبدها من قبل".
ويعزو ستيفيس انهيار الأسعار إلى "التراجع الحاد في الطلب بسبب جميع عمليات الإغلاق بما في ذلك ولاية كاليفورنيا الآن، ومع عمل سكان نيويورك من منازلهم وعدم سفرهم" و "من المقرر أن تغرق السعودية السوق في نفس الوقت الذي يضعف فيه الطلب".
ما يزيد من صعوبة الأمر اتهام الكرملين للسعودية بابتزاز روسيا في إصرارها على قطع الإنتاج، حيث تتطلع المملكة العربية السعودية إلى اقتراض المال للتغلب على تلك العاصفة. تخطط الحكومة السعودية لرفع سقف الدين إلى 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي من 30٪، بحسب رويترز.
وذكرت وكالة بلومبرج نيوز يوم الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرفض الخضوع لما تراه حكومته على أنه ابتزاز نفطي من المملكة العربية السعودية.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الخميس أن المنظمين في تكساس (أكبر ولاية أمريكية منتجة للنفط)، كانوا يفكرون في خفض إنتاج النفط. وقال التقرير نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر إن العديد من مديري النفط تواصلوا مع لجنة سكك حديد تكساس التي تنظم الصناعة لطلب الإغاثة بعد انهيار أسعار النفط.
من ناحية أخرى أفادت وول ستريت جورنال بأن المنظمين الأمريكيين لصناعة النفط من المقرر أن يبدأوا في محادثات مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن هدنة محتملة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا.
كشفت البيانات الأسبوعية من (Baker Hughes) عن انخفاض أسبوعي كبير في الحفارات الأمريكية النشطة للتنقيب عن النفط. فقد انخفض عدد منصات النفط بنحو 19 لتصل إجماليها إلى 664 هذا الأسبوع، مما يدل على تباطؤ قادم في الإنتاج.
التحليل التقني لأسعار النفط خام غرب تكساس القياس الأمريكي – النفط يكسر دعم محوري
تراجعت أسعار النفط خام غرب تكساس بتداولاتها الأخيرة على المستويات اللحظية، ليسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -4.16% ليستقر عند سعر 22.448 دولار للبرميل الواحد.
ليؤكد النفط الخام على كسر مستوى الدعم المحوري 25.75، وسط سيطرة تامة للاتجاه الرئيسي الهابط على جميع المستويات بمحاذاة خط ميل، مثلما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة وبمسافة بعيدة نسبياً، ما يؤكد على سيطرة الدببة على مجريات الأمور، وأيضاً تتوارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بالرغم من وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نتوقع المزيد من الانخفاض للنفط الخام بتداولاته القادمة، طيلة استقراره أدنى مستوى 25.75، ليستهدف أولى مستويات الدعم عند 17.95.