استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض بتداولات يوم الثلاثاء، عند أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أشهر، بعج أن أدى ارتفاع عدد الوفيات وانتشار الأنفلونزا القاتلة في الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى إثارة مخاوف جديدة من أن المرض قد يضر بالطلب العالمي على الطاقة.
بحلول الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش
- انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير 2020 (CLH20) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -3.34% ليستقر عند سعر 52.38 دولار لكل برميل، ليعمق من خسائر الجمعة الماضية والتي بلغت نسبتها -2.52%.
- وتراجعت أيضاً العقود الآجلة تسليم شهر مارس 2020 (LCOJ20) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -3.19% ليستقر عند سعر 57.98 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعدما تراجعها يوم الجمعة بنسبة بلغت -2.18/%.
- في المقابل من ذلك صعدت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير (NGH0) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 3.16% ليستقر على سعر 1.929 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد تراجعها يوم الجمعة بنسبة بلغت -1.71%.
إن الفيروس يغذي المخاوف من تراجع الطلب على النفط، وهو ما يعني أن المعروض من سوق النفط العالمي سوف يزداد إلى حد كبير إذا لم يتم اتخاذ أي تدابير أخرى لخفض العرض.
مددت الصين عطلة رأس السنة القمرية لهذا الأسبوع واتخذت إجراءات صارمة بشكل متزايد لوقف انتشار الفيروس التاجي، وسط تحذيرات من أن المرض أصبح أكثر معدية. حتى يوم الاثنين ارتفع عدد الوفيات إلى 80 وعدد المصابين بالقرب من 3000 حالة مؤكدة. في الولايات المتحدة هناك الآن خمس حالات مؤكدة، مع وجود عدد قليل من الإصابات في بلدان أخرى، مثل فرنسا واليابان.
قال رئيس البلدية في ووهان الصينية - مركز تفشي الفيروس - إن خمسة ملايين من سكان المدينة البالغ عددهم 11 مليون نسمة غادروا المدينة قبل فرض حظر السفر. كذلك فإن التقارير التي تفيد بأن الفيروس قد يكون معديا خلال فترة حضنه قد تجعل الاحتواء أكثر صعوبة.
من ناحية أخرى حث مندوبو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المشاركين في السوق على "تجنب المبالغة في رد الفعل تجاه التطورات على المدى القريب، والتشكيك فيما إذا كان الفيروس يمثل تحديًا حقيقيًا لنمو الطلب الاقتصادي والنمو طويل الأجل"، ومع ذلك تشير التقارير إلى أن المسؤولين يفكرون أيضًا في خفض الإنتاج الإضافي في الأشهر المقبلة كوسيلة لتعويض أي طلب مفقود.
قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن بلاده تراقب لترى كيف يمكن لفيروس كورونا أن يؤثر على الاقتصاد العالمي، لكن أوبك مستعدة للرد في حالة زعزعة استقرار سوق النفط، بحسب رويترز.
وقال وزير النفط إن التأثير الحالي على العقود الآجلة للنفط الخام والأسواق الأخرى كان "مدفوعًا في المقام الأول بالعوامل النفسية والتوقعات السلبية للغاية التي اعتمدها بعض المشاركين في السوق، على الرغم من تأثيرها المحدود للغاية على الطلب العالمي على النفط. وأضاف أنه يعتقد أن انتشار الفيروس سيأتي تحت السيطرة من خلال الجهود الصينية والدولية.
وجدت أسعار الغاز بعض الدعم بعدما تنبأت الأحوال الجوية على مدى فترة تتراوح بين ثمانية إلى 14 يومًا، لتتحول إلى برودة في الأجزاء الشمالية من الولايات المتحدة.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة لنفط خام برنت – النفط يبدو أنه عازم عل المزيد من الهبوط
تراجعت أسعار العقود الآجلة لنفط خام برنت القياسي البريطاني بتداولاته الاخيرة على المدى القصير، ليسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بلغت نسبتها -0.20% لتستقر عند سعر 58.82 دولار للبرميل الواحد.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ويأتي انخفاض النفط في ظل استقرار تداولاته دون مستوى المقاومة 60.56، فهذا المستوى يمثل نسبة 61.8% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الصاعدة على المدى المتوسط، والتي بدأت من القاع المتكون على سعر 44.39 وانتهت بالقمة المتكونة على سعر 86.71، مع استمرار الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وأيضاً وسط توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بالرغم من وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع.
لهذا تشير توقعاتنا إلى المزيد من الانخفاض للنفط بتداولاته القادمة، طيلة استقراره أدنى مستوى 60.56، ليستهدف مستوى الدعم التالي من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي السابق حديثنا عنه عند سعر 54.38 الذي يمثل نسبة 76.4% منها.