استقرت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بتداولات يوم الجمعة، بعد تراجعها أمس مسجلة ثالث جلسة انخفاض على التوالي، مع تسجيل الخام الأمريكي أدنى مستوى له منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وسط مخاوف من أن النمو الاقتصادي والطلب على النفط قد يتأثران بانتشار تفشي فيروس كورونا في الصين.
كانت المخاوف من زيادة المعرض، على الرغم من تعطل إنتاج النفط الليبي، مصدر قلق إضافي لمستثمري السلعة.
بحلول الساعة 9:30 بتوقيت جرينتش
- تراجعت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير 2020 (CLG20) لنفط خام غرب تكساس (WTI) في بورصة نيويورك التجارية بنسبة بلغت -0.09% ليستقر عند سعر 55.637 دولار لكل برميل، بعد انخفاضه أمس بنسبة بلغت -2.03%.
- وانخفضت أيضاً العقود الآجلة تسليم شهر فبراير 2020 (LCOG20) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -0.02% ليستقر عند سعر 62.10 دولار للبرميل الواحد بسوق العقود الآجلة في أوروبا، بعدما تراجعها أمس بنسبة بلغت -1.85%.
- وهبطت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر فبراير (NGG0) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -0.99% ليستقر على سعر 1.907 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، لتعزز من مكاسبها أمس بنسبة بلغت 1.10%.
منعت الصين السفر من مدينة ووهان والخروج منه، حيث ظهرت أولى حالات تفشي فيروس كورونا الشهر الماضي، وأكدت سنغافورة أول حالة إصابة بالفيروس يوم الخميس.
حتى الآن مات 17 شخصًا وأصيب أكثر من 600، هزت تلك التطورات الأسواق المالية فقد تراجعت الأسهم الصينية يوم الخميس حيث يتزامن انتشار الفيروس مع عطلة رأس السنة القمرية الضخمة في آسيا.
لم يكن هناك أي تأثير مادي على الطلب على الوقود حتى الآن، ولكن مع إغلاق السلطات الصينية لعدة مدن حول ووهان، تطور سيناريو الحالة الأساسية في السوق لافتراض قيود سفر واسعة النطاق، تليها إلغاء الرحلات الجوية، وتخفيض أسعار السفر الإقليمي، وانخفاض النشاط الاقتصادي الكلي في الصين، فخفض الطلب لن ينشأ فقط من انخفاض السفر، ولكن أيضًا من تراجع النشاط الاقتصادي الناتج عن ذلك.
وفي الوقت نفسه تمكنت أسعار خام غرب تكساس الوسيط من تقليص بعض من خسائرها السابقة، بعد أن كشفت بيانات حول مخزونات النفط الأمريكية من إدارة معلومات الطاقة عن انخفاضها بشكل غير متوقع بمقدار 400 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 17 يناير. وقد صدر هذا التقرير بعد يوم واحد من المعتاد بسبب عطلة مارتن لوثر كينغ جونيور يوم الاثنين.
في وقت متأخر من يوم الأربعاء أعلن معهد البترول الأمريكي عن ارتفاع أسبوعي في الإمدادات قدره 1.6 مليون برميل.
كما أظهرت بيانات الإدارة زيادة في المخزونات بلغت 1.7 مليون برميل للبنزين، لكن مخزونات نواتج التقطير انخفضت بمقدار 1.2 مليون برميل، بعد توقعات بزيادة المخزونات الأسبوعية بمقدار 3.3 مليون برميل للبنزين و1.6 مليون برميل للمقطرات.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة لنفط خام غرب تكساس – النفط يستقر بمنطقة دعم محورية
تراجعت أسعار العقود الآجلة لنفط خام غرب تكساس القياسي الأمريكي بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، مسجلاً خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بلغت نسبتها -0.17% ليستقر عند سعر 55.607.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ليصل النفط بانخفاضه هذا إلى الاستناد لمستوى الدعم المحوري 55.524، فهذا المستوى يمثل نسبة 38.2% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الهابطة على المدى المتوسط، والتي بدأها من القمة المتكونة عند سعر 77.069 وانتهت بالقاع المتكون على مستوى 42.206، وسط استمرار الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
ولكن بالرغم من ذلك يتزامن هذا الدعم المحوري من استناد السعر في الوقت نفسه لخط اتجاه تصحيحي صاعد على المدى المتوسط، ونلاحظ وسط ذلك وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر.
لذلك تشير توقعاتنا بترجيح سيناريو عودة ارتفاع النفط الخام بتداولاته القادمة، ولكن بشرط مهم جداً وهو ثبات مستوى الدعم المحوري 55.524، ليستهدف مستوى المقاومة التالي من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي عند سعر 59.638 الذي يمثل نسبة 50% منها.