انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتداولات اليوم الثلاثاء، بعد أن عادت على السطح مخاوف نقص الطلب العالمي على الطاقة، بعد ظهور بيانات تشاؤمية من منطقة اليورو التي أشارت إلى تراجع نشاط الصناعات التحويلية في منطقة اليورو بشكل أكثر حدة في سبتمبر (أيلول)، ولكن ما قلل من هبوط النفط الخام تزايد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط والمخاوف المتعلقة بعودة انتاج المملكة العربية السعودية لكامل طاقتها في وقت قريب.
بحلول الساعة 10:30 بتوقيت جرينتش
- تراجعت العقود الآجلة (CLU9)لنفط خام غرب تكساس (WTI) بنسبة بلغت -0.94% ليستقر عند سعر 58.09 دولار لكل برميل، ليعمق من خسائر أمس والتي بلغت نسبتها -0.09%.
- وانخفضت أيضاً العقود الآجلة (LCOV9) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -1.10% ليستقر عند سعر 64.06 دولار للبرميل الواحد، وهبط أيضاً بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -0.17%.
- في المقابل صعدت العقود الآجلة (NGU9) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 0.12% ليستقر على سعر 2.558 دولار للمتر المكعب، ليعزز من مكاسب أمس والتي بلغت نسبتها 0.12%.
وجدت أسعار النفط الخام دعماً إيجابياً من التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، على الرغم من أن المملكة العربية السعودية استعادت الكثير من الإنتاج الذي فقدته بسبب الهجمات على تمت على منشأتي نفط تابعين لشركة أرامكو منذ أكثر من أسبوع، والتي أضرت كثيراً بمرافقها النفطية، ففي أواخر الأسبوع الماضي قالت الولايات المتحدة إنها ستنشر المزيد من القوات العسكرية في المملكة العربية السعودية، وذلك في أعقاب هجمات 14 سبتمبر على المنشآت النفطية، وفي الأسبوع الماضي أيضًا غرد الرئيس دونالد ترامب بأنه أمر وزارة الخزانة الأمريكية بـ "زيادة كبيرة" للعقوبات المفروضة على إيران، كل ذلك أثر بشكل كبير على أسعار النفط الخام حيث تصاعدت التخوفات بشأن الإمدادات العالمية.
ولكن ظهرت أمس بيانات سلبية من أوروبا أشارت إلى تراجع نشاط الصناعات التحويلية في منطقة اليورو بشكل أكثر حدة في سبتمبر (أيلول)، حيث سجلت أسوأ قراءة لها منذ ما يقرب من سبع سنوات، فقد انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى في 83 شهرًا عند 45.6 في سبتمبر (أيلول)، منخفضًا من 47 في أغسطس (آب)، وكان الاقتصاديون يتوقعون قراءة 47.3 "الرقم أقل من 50 يشير إلى انخفاض النشاط".
كما انخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني إلى 41.4 في سبتمبر (أيلول) وهو أسوأ قراءة له منذ عقد، كان أكبر اقتصاد في منطقة اليورو عرضة لتدهور الأوضاع العالمية، مما أثار مخاوف من أن حركة التصدير ستنخفض في الربع الثاني على التوالي في الفترة من يونيو إلى سبتمبر، والذي سيكون بمثابة ركود اقتصادي نسبي.
لتعكس تلك البيانات الحالة من مخاوف نقص الطلب لتتحول إلى مخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة بسبب تباطوء النمو الاقتصادي العالمي.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة لنفط خام برنت القياسي البريطاني- النفط الخام يبحث عن قاع صاعد
تراجعت أسعار العقود الآجلة لنفط خام برنت القياسي البريطاني بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، وذلك وسط محاولاته المستمرة البحث عن قاع صاعد يتخذ منه قاعدة قد تساعده على التعافي والارتفاع من جديد، وسط توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
ويأتي انخفاض النفط الخام وسط تأُثره بتركيبة فنية إيجابية متكونة على المدى القصير وهو نموذج الوتد الهابط كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الدعم الإيجابي من تداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
لهذا تستمر توقعاتنا بترجيح سيناريو عودة ارتفاع النفط الخام بتداولاته القادمة على المدى القصير، طيلة ثبات مستوى الدعم 63.46، ليستهدف أولى مستويات المقاومة عند 67.63.