صعدت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتداولات اليوم الاثنين، بعد أن انخفضت لأدنى مستوياتها فيما يزيد عن أسبوعين عقب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، ولكن انتعشت الآمال بعض الشيء اليوم الاثنين لتخفيف حدة التوترات التجارية بعد أن أشارت كلا البلدين أنهما يريدان استئناف المفاوضات التجارية بينهم لتهدئة الأوضاع.
بحلول الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش
- صعدت العقود الآجلة (CLU9)لنفط خام غرب تكساس (WTI) بنسبة بلغت 0.78% ليستقر عند سعر 54.59 دولار لكل برميل، بعد انخفاضه بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -1.94%.
- كما ارتفع العقود الآجلة (LCOV9) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 0.44% ليستقر عند سعر 59.06 دولار للبرميل الواحد، بعد انخفاضها بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت -0.97%.
- بينما زادت أيضاً العقود الآجلة (NGU9) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت 1.30% ليستقر على سعر 2.184 دولار للمتر المكعب، وقد صعدت أيضاً بتداولات الجمعة الماضية بنسبة بلغت 1.25%.
أعلنت وزارة التجارة الصينية في نهاية الأسبوع الماضي عن عزمها على فرض تعريفة جمركية على بعض الواردات الأمريكية بما فيها السيارات والنفط الخام وأيضاً المنتجات الزراعية تقدر قيمتها بنحو 75 مليار دولار بنسبة من 5% إلى 10%، وستقرر العمل بها على دفعتين من 1-15 في شهر سبتمبر (أيلول المقبل)، وجاء ذلك كرد انتقامي على فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة على واردات صينية تقدر بنحو 300 مليار دولار.
ليرد على ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنية الولايات المتحدة أيضاً في زيادة التعريفات الجمركية المقررة حيث قال في سلسلة تغريدات له على موقع تويتر " 250 مليار دولار من السلع والمنتجات من الصين، التي تخضع حاليًا للضريبة بنسبة 25٪، سيتم فرض ضريبة عليها بنسبة 30٪"، ويبدو أنه لم يرى ذلك كافياً للرد فأضاف قائلاً "بالإضافة إلى ذلك، فإن الـ 300 مليار دولار المتبقية من البضائع والمنتجات من الصين، والتي تم فرض ضرائب عليها اعتبارًا من الأول من سبتمبر بنسبة 10٪، سيتم فرضها الآن بنسبة 15٪"، ودعا الشركات الأمريكية العاملة في الصين بالانسحاب فوراً والبحث عن بديل للصين.
لتهتز أسواق المال على اثر ذلك التصعيد بين الطرفين وتنخفض الأسهم بتداولات الجمعة الماضية، ولكن يبدو أن التوترات هدأت قليلاً بعد أن خرج السيد ليو خه كبير المفاوضين التجاريين ببكين في في حفل افتتاح معرض سمارت تشاينا 2019 في تشونغتشينغ إلى الهدوء والعودة إلى المباحثات التجارية، حيث قال "نحن على استعداد لحل المشكلة من خلال التشاور والتعاون بموقف هادئ، نحن نعارض بشدة تصعيد الحرب التجارية"، ليرد على ذلك الرئيس الامريكي أن الولايات المتحدة ستقبل العرض الصيني وتعود للحوار، وأضاف ترامب يوم الإثنين بأنه يعتقد أن الصين تسعى لصفقة تجارية بعد أن قال إن بكين اتصلت بالمسؤولين الأمريكيين ليلة أمس ليقولوا إنها تريد العودة للمحادثات.
وجائت تلك الأحداث بعد الخطاب المنتظر للسيد جيروم باول رئيس البنك المركزي الفيدرالي الجمعة الماضية والذي قال فيه، أن الاقتصاد الأمريكي في "مكان مناسب" وأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف "يتصرف حسب اقتضاء الحاجة" للحفاظ على النمو الاقتصادي على المسار الصحيح، وجاء ذلك رداً على تصاعد المخاوف باقتراب الاقتصاد العالمي من شبح الركود.
في شكل منفصل أعلنت إيران في ظل تصاعد الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة حول العقوبات الأمريكية المفروضة عليها على صادراتها النفطية أنها نشرت مدمرة بحرية بصواريخ كروز لحماية وتأمين السفن الإيرانية، وقال وكالة الأنباء الإيرانية عن متحدث باسم الحكومة في طهران قوله يوم الإثنين أن إيران باعت النفط من الناقلة المحررة من مضيق جبل طارق بعد أسابيع من احتجاز بريطانيا لها وأن مالك السفينة سيحدد وجهتها المقبلة، وذلك بعد أن قالت الولايات المتحدة انها ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لمنع تسليم نفطها إلى سوريا.
التحليل التقني لأسعار النفط الخام - النفط الخام يعاني من الضغوط السلبية
صعدت أسعار النفط الخام ببداية تداولات يوم الاثنين في محاولة منه لتعويض بعض خسائره السابقة، بعد أن انخفض قبلها ويصل لأدنى مستوياته في ما يزيد عن أسبوعين.
ويأتي هذا الارتفاع وسط إحاطة النفط الخام بالعديد من الضغوط السلبية، أولها تداولاته بمحاذاة خط اتجاه هابط على المدى المتوسط كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع تواصل الضغط السلبي أيضاً من تداولاته أدنى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، ونلاحظ بدء توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر، مما يوحي ببدء تكون دايفرجنس سلبي بها.
توقعاتنا تشير إلى انخفاض أسعار النفط الخام بتداولاته القادمة على المدى القصير، طيلة ثبات مستوى المقاومة 57.40، ليستهدف أولى مستويات الدعم عند 50.79 استعداداً لكسره.