انخفضت أسعار النفط الخام بتداولات اليوم الجمعة، وسط ضبابية المشهد الاقتصادي بالولايات المتحدة الذي خلفه نتائج محضر الاحتياطي الفيدرالي الذي ظهر يوم الأربعاء الماضي، فقد أوضح المحضر انقسام أعضاء اللجنة حول مستقبل السياسة النقدية في البلاد، ليترقب المستثمرون حول العالم عن كثب خطاب السيد جيروم باول في وقت لاحق من اليوم مع توقعات بتوضيح أكثر لنية البنك المركزي خفض أسعار الفائدة باجتماعه القادم، في الوقت الذي تراجع مخزونات النفط الأمريكية بتقرير صدر من إدارة الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، والذي أظهر أيضاً ارتفاع مخزونات الوقود.
وبحلول الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش
- انخفضت العقود الآجلة (CLU9)لنفط خام غرب تكساس (WTI) بنسبة بلغت 0.04% ليستقر عند سعر 55.33 دولار لكل برميل، بعد انخفاضه أمس بنسبة بلغت -0.59%.
- كما تراجعت العقود الآجلة (LCOV9) لنفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -0.08% ليستقر عند سعر 59.87 دولار للبرميل الواحد، بعد انخفاضها بتداولات الأمس بنسبة بلغت -0.63%.
- كما هبطت أيضاً العقود الآجلة (NGU9) للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات اليوم بنسبة بلغت -0.37% ليستقر على سعر 2.151 دولار للمتر المكعب، في المقابل انخفضت بتداولات الأمس بنسبة بلغت -0.51%.
طغى اضطراب المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي على تحركات النفط الخام، وسط مخاوف ضعف الطلب على الطاقة بسبب تباطوء النمو الاقتصادي، في مقابل تراجع مخزونات الخام الأمريكية وخفض الإمدادات التي تقودها أوبك لدعم أسعار النفط الخام.
بالأمس صدرت بيانات أمريكية متباينة، أظهرت تراجع النشاط الصناعي بشكل حاد ليصل لأدنى مستوياته خلال 10 سنوات، في الوقت الذي أظهرت استقرار سوق العمل الأمريكي بعد انخفاض بشكل فاق التوقعات لطلبات الإعانة الأمريكية للأسبوع الماضي المنتهي يوم 16 من الشهر الجاري.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، أكثر مما توقع المحللون، ومع ذلك زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
في الوقت الذي تنتظر الأسواق بشدة خطاب السيد جيروم باول والذي سيدلي به في ندوة سنوية لرؤساء البنوك المركزية والذي سينعقد في وقت لاحق من هذا اليوم في قاعة جاكسون هول بولاية وايومينج، حيث من المتوقع أن يكون فيه أي إشارة أو تلميح بشأن اعتزامه على خفض أسعار الفائدة باجتماع البنك القادم والمزمع انعقاده يومي 17-18 من شهر سبتمبر (أيلول) القادم.
وواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغطه على البنك الاحتياطي الفيدرالي حيث قال أمس الخميس "الاقتصاد يبلي بلاء حسنا بالفعل. مجلس الاحتياطي يستطيع بسهولة أن يجعله يحقق أرقاما قياسية".
ارتفع سعر خام برنت القياس البريطاني بنحو 13% هذا العام، مدعومًا بخفض الإمدادات بقيادة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بالإضافة لخفض الصادرات من إيران وفنزويلا الخاضعين لعقوبات أمريكية، وقد قالت إيران يوم الأربعاء الماضي إنه إذا تم تخفيض صادراتها من النفط إلى الصفر، فلن تتمتع الممرات المائية الدولية بنفس الأمان كما كانت من قبل، وحذرت واشنطن من زيادة الضغط على طهران.
لكن تباطؤ النمو الاقتصادي وسط الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين مع البريكسيت واقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي يبدو حتى الآن أنه سيتم بدون اتفاق سياسي يضغط على الأسعار، ليقوم على اثر ذلك خبراء التنبؤ مثل وكالة الطاقة الدولية وغيرها بخفض توقعات الطلب العالمي على النفط.
التحليل التقني لأسعار العقود الآجلة للنفط الخام - النفط الخام يعني من الضغوط السلبية
تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، في ظل سيطرة الاتجاه الهابط على المدى المتوسط وتداولاته بمحاذاة خط ميل يتجه جنوباً كما هو موضح بالرسم البياني أدناه لفترة زمنية (يومية).
ويعاني النفط الخام أيضاً من الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، في الوقت الذي وصلت فيه مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، وبصورة مبالغ فيها كثيراً مقارنة بحركة السعر، ليوحي ببدء تكون دايفرجنس سلبي بها.
لهذا توقعاتنا تظل سلبية لتداولات النفط الخام القادمة على المدى القصير، طيلة ثبات مستوى المقاومة 57.40، ليستهدف مستوى الدعم المحوري 50.79 الذي سجل عنده آخر قاعد على المدى القصير.