سجل النفط مكاسب طفيفة بتداولات الأمس وبداية تداولاته الصباحية ليوم الجمعة، وذلك بعدما أظهرت بيانات رسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 10.8 مليون برميل الأسبوع الأخير والمنتهي يوم 19 من الشهر الجاري، بشكل فاق التوقعات التي كانت تقترب من 4.0 مليون برميل فقط، وفي خلفية المشهد التوترات التي مازالت قائمة بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة بمضيق هرمز الذي يمر عبره حوالي 20% من صادرات النفط العالمي، وان خفت حدتها قليلاً الأيام الماضية ولكنها مازالت تؤثر بشكل أو بآخر في أسعار الطاقة.
ولكن المخاوف المستمرة المتعلقة بضعف الطلب العالمي نتيجة التباطوء الاقتصادي الذي تشهده الدول الكبرى حدت من ارتفاعه، فمن المفترض بعد الإعلان عن الانخفاض الكبير في المخزونات الأمريكية نشهد ارتفاع أسعار النفط ولكن ما حدث انه ارتفع خام غرب تكساس بتداولات الأمس ليسجل أعلى سعر له عند 56.88، ليرتد منه انخفاضاً ليقلص من تلك المكاسب لينهي تداولات الأمس على ارتفاع طفيف بلغت نسبته 0.25%.
وساعد على ذلك الأنباء التي ترددت بأن المملكة العربية السعودية (أكبر منتج للنفط الخام بمنظمة الأوبك) قد اجتمعت مع مسئولين من دولة الكويت وناقشت خلال هذا الاجتماع زيادة إنتاج النفط في المنطقة الجنوبية المحايدة للكويت، مما أعطى انطباعاً على أن المنطقة (منطقة الشرق الأوسط) بعيدة عن شبح العمليات العسكرية ومازال إنتاجها من النفط مستقر بل وفي ازدياد مما حد من مكاسب الخام.
وبحلول الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش
- صعدت العقود الآجلة لنفط خام غرب تكساس (WTI) ببداية تداولاته الصباحية بنسبة 0.46% ليستقر عند سعر 56.28 دولار لكل برميل بعدما أنهى تداولات الأمس على ارتفاع بلغت نسبته 0.25%.
- كما ارتفعت أيضاً العقود الآجلة لنفط خام برنت القياسي (Brent) ببداية تداولاته الصباحية ما نسبته 0.49% ليستقر عند سعر 63.70 دولار للبرميل الواحد، وذلك بعد ارتفاعه بالأمس بنسبة 0.33%.
- بينما انخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي (Natural Gas) في التداولات الصباحية لهذا اليوم بنسبة بلغت -0.71% ليستقر على سعر 2.228 دولار للمتر المكعب، بعدما صعد بالأمس بنسبة بلغت 1.08%.
التحليل التقني للعقود المستقبلية للغاز الطبيعي - تحيط به الضغوط السلبية
يسيطر الاتجاه الرئيسي الهابط بالمدى المتوسط والقصير بمحاذاة خط اتجاه على أسعار الغاز الطبيعي، وقد ارتفع السعر بتداولات الأمس ليحقق أعلى سعر له عند 62.262 ليرتد منه انخفاضاً وينهي تداولات هذا اليوم على ارتفاع طفيف بنسبة بلغت 1.08%، وانخفض بعدها بتداولات اليوم الجمعة ليستقر عند سعر 2.224 بحلول الساعة 11.30 بتوقيت جرينتش.
وقد حاول السعر بهذا الارتفاع تعويض بعضاً من خسائره السابقة، وتصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر، ولكن يبدو أن الضغوط السلبية أقوى فنرى الغاز الطبيعي يستسلم لها من جديد، في ظل تواصل الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، ليقترب السعر من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات عند سعر 2.156.
تحيط توقعاتنا السلبية بأسعار الغاز الطبيعي في تداولاته القادمة على المدى القصير، فطيلة ثبات مستوى المقاومة 2.319 سيواصل السعر في الانخفاض، ليستهدف مستوى الدعم المحوري 2.156، مع وجود احتمالية عالية لإعادة اختبار المقاومة 2.319 لأن ذلك قد يتزامن مع اختباره لخط الاتجاه الرئيسي الهابط بالمدى القصير، ولكن أي ارتدادات نحو الأعلى ستدفع للمزيد من دخول المستثمرين في مراكز بيعيه ليؤدي إلى المزيد من الضغط السلبي على أسعاره.