ارتفع المعدن النفيس الذهب بتداولات الجمعة في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، رغم خروج بيانات تضخم أسعار المنتجين بالولايات المتحدة والتي أظهرت انخفاضها لأدنى مستوياتها في سنتين ونصف، وذلك بعد أن سجل أعلى سعر له قبلها يوم الخميس عند 1419.87، ليظل مستقراً أعلى منطقة 1400.00، منهياً أسبوعه على ارتفاع أكثر من 1%.
وقد انخفض السعر ببداية تداولات هذا الأسبوع في بداية تداولاته الصباحية، متأثراً بخروج بيانات إيجابية للاقتصاد الصيني بددت المخاوف قليلاً بشأن تباطوء النمو الاقتصادي العالمي، ليتخلى الكثير من المستثمرين عن احتياطاتهم والدخول من جديد باستثمارهم في الأصول عالية المخاطر .
يستفيد الذهب من انخفاض مؤشر الدولار الامريكي خاصة بعد تجدد الآمال بشأن خفض معدلات الفائدة في نهاية الشهر الجاري يوليو (تموز) عند اجتماع البنك المركزي الفيدرالي، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها جيروم باول محافظ البنك المركزي في جلسة استماعه النصف سنوية يومي الأربعاء والخميس الماضي أمام الكونجرس، حيث أصبح الحديث الآن ليس عن مسألة خفض أو عدم خفض أسعار الفائدة، فهذا أصبح في خانة شبه المؤكدة بل ما يشغل المراقبين الآن بمدى الخفض حيث من المرجح أن يكون الخفض 25 نقطة أساس مع بعض التوقعات القليلة بأن يصل إلى 50 نقطة أساس، بوجه عام فأي انخفاض سيحدث لأسعار الفائدة سيكون له التأثر الإيجابي على الذهب، خاصة مع توجه التوقعات الأوروبية أيضاً بالدخول إلى سياسة التيسير النقدي بالتدريج في الفترة القادمة، أما إن أبقى المركزي على أسعار الفائدة باجتماعه القادم نهاية الشهر الجاري وبما يخالف التوقعات فهذا سيضغط بشكل سلبي على الذهب وقد نرى تراجعاً حاداً في الأسعار، وذلك إن لم يدفعه عوامل أخرى كتصاعد النزاعات التجارية الأمريكية الصينية، أو اي صراعات اقتصادية تؤثر على العملات العالمية بشكل عام .
ببداية تداولات هذا الأسبوع سجل الذهب انخفاضاً عند حلول الساعة 8:30 بتوقيت جرنتش ليخسر ما نسبته -0.22% ما يعادل -3.18 نقطة مستقراً عند سعر 1413.15 دولار للأونصة الواحدة.
قد انهت الفضة أيضاً تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع ولكن كما كان متوقعاً لها، ففي العادة يصاحب أي صعود للذهب مقدار يماثله تقريباً للفضة، ولكن هذه المرة خيبت الآمال بارتفاعات محدودة، ليغلق المعدن عند سعر 15.23 بنسبة ارتفاع 0.8% .
وصعد أيضاَ البلاتين بنهاية الأسبوع الماضي، ليغلق عند مستوى 829.75 دولار للأونصة الواحدة بنسبة زيادة قدرها 1.1%، أمام انخفاض البلاديوم ليغلق عند مستوى 1542.61 دولار للأونصة بنسبة 1.2%، لينهي بذلك أسبوعه على الانخفاض الأول منذ ستة أسابيع .
الذهب يحافظ على اتجاهه الصاعد
بعد تسجيل أسعار المعدن الأصفر الذهب لأعلى مستوى لها ببداية تداولاته الأسبوعية عند 1419.87، ارتد منه انخفاضاً بالتزامن مع خروج بيانات إيجابية من الصين، ليحاول المعدن الثمين اكتساب زخماً إيجابياً ليساعده على التعافي والارتفاع من جديد، ليقترب بذلك من الاستناد لدعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 على المستويات اللحظية، وذلك في ظل سيطرة الاتجاه الرئيسي الصاعد على المدى المتوسط والقصير، وتداولاته بمحاذاة خط ميل صاعد مثل ما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة 4 ساعات (H4) .
ليظل الذهب مستقراً أعلى منطقة الدعم 1400.00، منهياً تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع زاد عن 1% وهو الأسبوع الثاني على التوالي. ونرى مؤشرات القوة النسبية تتحرك بمناطق أقرب لمنطقة تشبع بيعي مما يدعم التوقعات الإيجابية في الفترة القادمة، لهذا تشير توقعاتنا بارتفاع الذهب ليستهدف أولى مقاوماته عند مستوى 1425.00 استعداداً لمهاجمته، ولكن شرطنا أن يظل السعر مستقراً أعلى مستوى 1400.00 .